مع تطلع إيلون ماسك، الملياردير ومالك شركة سبيس إكس SpaceX للتكنولوجيا الفضائية، إلى استكشاف المريخ، تتعاون شركته مع وكالة ناسا NASA لإعادة البشر إلى القمر بعد غياب دام أكثر من خمسين عامًا. وفي إطار هذا التعاون، اشترت سبيس إكس شركة بايونير آيروسبيس (Pioneer Aerospace)، المتخصصة في تصنيع المظلات التي تمكن صواريخ دراغون (Dragon) الفضائية التابعة لشركة ماسك من الهبوط بأمان على سطح الأرض.
وستدفع سبيس إكس، حوالي 2.2 مليون دولار لشركة بايونير (Pioneer)، التي أعلنت شركتها الأم مؤخرًا إفلاسها، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر. وتعتبر هذه الصفقة الثانية من نوعها للشركة المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، بعد أن امتلكت شركة سوارم (Swarm)، المنتجة للأقمار الصناعية، في عام 2021، في خطوة أدت إلى توسيع شبكة ستارلينك (Starlink) الفضائية الخاصة بها.
اقرأ أيضًا: صراع الأغنياء.. جيف بيزوس ينافس ماسك بالاستثمار في الفضاء مع ناسا
وشركة بايونير، التي تأسست في عام 1938، لها تاريخ طويل في تصنيع المظلات لمهمات سبيس إكس وناسا، بما في ذلك الرحلات المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية ومهمة «Osiris Rex» التي جلبت عينات من كويكب قديم إلى الأرض.
سبيس إكس ونقل الركاب إلى الفضاء
وتستخدم شركة سبيس إكس المظلات المصنوعة من قبل بايونير لصواريخ دراغون Dragon، التي تنقل البضائع والركاب إلى الفضاء وتعود بهم. وتعتزم سبيس إكس أيضًا استخدام نظام ستارشيب (Starship)، وهو صاروخ قوي وقابل لإعادة الاستخدام، لنقل رواد الفضاء إلى القمر في عام 2025، لأول مرة منذ عام 1972 كجزء من برنامج أرتميس Artemis الذي تقوده وكالة ناسا.
ويعد ستارشيب أكبر وأقوى صاروخ تم تطويره على الإطلاق، ويمكنه حمل ما يصل إلى 100 شخص في رحلات بين الكواكب، وفقًا لموقع سبيس إكس على الإنترنت.
اقرأ أيضًا: ماذا يدفع عمال سبيس إكس ثمنًا لتحقيق حلم إيلون ماسك؟ وقائع صادمة!
ومن بين أهداف إيلون ماسك، استخدام ستارشيب لبناء قاعدة قمرية واستكشاف المريخ وتوصيل الناس إلى أي مكان على الأرض خلال ساعة واحدة. ولكن قبل ذلك، يجب على شركته أن تحل مشكلة الانفجارات التي تحدث أثناء اختبارات الطيران للصاروخ، حيث تحطمت المركبة الفضائية مرتين بعد الإطلاق في أبريل ونوفمبر من عام 2023.
ومع ذلك، لا يزال ماسك متفائلاً بأن ستارشيب سيكون مفتاحًا لمستقبل الفضاء.
سبيس إكس تطور Starship
ويعمل إيلون ماسك، الملياردير وصاحب شركة سبيس إكس SpaceX للتكنولوجيا الفضائية، على تطوير ستارشيب (Starship)، وهو أضخم وأقوى صاروخ في التاريخ، يتكون من جزئين بالإضافة إلى مركبة فضائية يمكن إعادة استخدامها بالكامل، بحيث تعود إلى الأرض بعد إنجاز المهمة وتستعد للإطلاق مرة أخرى. ويهدف إيلون من مركبة ستارشيب إلى أن تكون البديل الأفضل لصواريخ سبيس إكس فالكون (SpaceX’s Falcon 9) وفالكون هيافي (Falcon Heavy) التي تستخدمها سبيس إكس حاليًا، وأن تساهم في إنشاء شبكة ستارلينك (Starlink) من الأقمار الصناعية، وأن تنقل الأقمار الصناعية والبشر إلى القمر والمريخ وأي مكان آخر على الأرض.
اقرأ أيضًا: ستارلينك Starlink.. هل سيطر إيلون ماسك على الفضاء؟
وستارشيب ليس مجرد صاروخ، بل هو أيضًا ناقلة فضائية، تستطيع تزويد السفن الأخرى بالوقود في الفضاء، لتمكينها من الوصول إلى أماكن أبعد وأصعب، مثل المدار الجغرافي والقمر والمريخ. وقد خضع ستارشيب لاختبارات طيران متعددة في 20 أبريل 2023، لكنها لم تنجح في الهبوط بسلام، وتحطمت مركبة الاختبار في كل مرة.
ورغم ذلك، تواصل سبيس إكس تحسين تصميمها وأدائها، وتتعاون مع وكالة ناسا الفضائية في برنامج أرتميس Artemis لإعادة البشر إلى القمر بحلول عام 2025، باستخدام ستارشيب كمركبة هبوط.
ولكن القمر ليس الهدف النهائي لإيلون ماسك، بل هو المريخ، الذي يريد أن يجعله موطنًا ثانيًا للبشرية. ويقول رئيس سبيس إكس إن ستارشيب سيكون الوسيلة لتحقيق هذا الحلم، وأنه سيقل الناس إلى أي مكان على الأرض في أقل من ساعة، وسينقل المستعمرين البشر إلى المريخ في رحلات مستمرة.