استطاعت وكالة ناسا (NASA) تغيير مسار كويكب ديمورفوس (Dimorphos)، في مهمة هي الأولى من نوعها، والتي قد تمهد الطريق إلى المزيد من المهمات المشابهة في المستقبل، لإبعاد الكويكبات الخطرة عن مسار تصادمها بالأرض.
وتذكرنا هذه المهمة بأحد الأجسام الغامضة الذي دخل نظامنا الشمسي منذ عدة سنوات، وحاول العلماء التوصل إلى حل للغز المتعلق بأصل هذا الجسم، والذي عُرف بعد ذلك باسم أومواموا (Oumuamua).
إعادة توجيه كويكب ديمورفوس
يدور القمر الصغير ديمورفوس حول الكويكب ديديموس، إذ يشكلان معًا ما يسمى بنظام الكويكبات الثنائية، وعلى الرغم من أنهما لا يمثلان تهديدًا للأرض، فإنهما يمران بالقرب نسبيًا من الأرض.
وكان الباحث جوزيف مونتاني قد اكتشف ديديموس في أبريل 1996، ثم ظهرت بعض المؤشرات على أن هذا الكويكب قد يكون له قمر، بعدما رصد العلماء في وكالة ناسا عدة بيانات من خلال تحليل منحنيات الضوء البصري والملاحظات التلسكوبية.
اقرأ أيضًا: اعادة تدوير البلاستيك باستخدام الروبوت
وأطلقت مهمة ناسا المعروفة باسم دارت (DART) إلى ديديموس في نوفمبر 2021، على أحد صواريخ سبيس إكس فالكون 9 (SpaceX Falcon 9)، بينما اعترضت دارت قمر ديمورفوس في سبتمبر 2022، ويعد الهدف من تلك المهمة هو تحديد مقدار تأثير دارت على تغير مسار قمر ديمورفوس.
أومواموا.. الجسم الفضائي الغامض
وتعيد تلك المهمة للأذهان اكتشاف أومواموا، أول زائر معروف من نظام نجمي آخر يختلف عن نظامنا الشمسي في أكتوبر 2017، فيما أشارت ملاحظات وكالة ناسا أن هذا الجسم غير العادي كان يتجول في مجرة درب التبانة لمئات الملايين من السنين قبل ملاحظته داخل نظامنا النجمي.
اقرأ أيضًا: 5 تجارب مدهشة في الميتافيرس
حاول علماء ناسا استخدام العديد من التلسكوبات في جميع أنحاء العالم لقياس مدار الجسم الغريب ولونه ودرجة سطوعه، وبدمج العديد من الصور تبين العلماء أن أومواموا قد لا يحتوي على ماء أو جليد ولكنه يتكون من صخور أو ربما معادن، كما أن سطحه يمتاز باللون الأحمر بسبب تعرضه للأشعة الكونية على مدار مئات السنين.
واقترح عالم الفلك في جامعة هارفارد آفي لوب (Avi Loeb) منذ فترة طويلة أنه ربما يكون أومواموا مركبة فضائية غريبة جاءت إلى نظامنا الشمسي من أجل الزيارة، كما أشار لوب في ورقة بحثية عام 2021 أن أومواموا قد يكون مسبارًا أرسلته حضارة من خارج كوكب الأرض.
واقترح عالمان للفلك في جامعة أريزونا آلان جاكسون وستيفن ديش في مارس 2021 في بيان صادر عن الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي (AGU) أن أومواموا قد يكون جزءًا من كوكب بعيد ينتمي إلى مجموعة نجمية أخرى ويشبه كوكب بلوتو، وقد تعرض هذا الكوكب إلى تصادم ما جعل هذا الجزء المعروف باسم أومواموا ينفصل وينتقل في الفضاء.