كشف تقرير نشرته صحيفة ذي إنفورميشن (The Information)، أن شركتي مايكروسوفت، وأوبن إيه آي (OpenAI)، صانع برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT) تخططان لإطلاق كمبيوتر عملاق، أُطلق عليه اسم ستارغيت (Stargate)، بتكلفة تصل إلى 100 مليار دولار، ويستخدم الملايين من شرائح الخوادم المتخصصة، والذي يستهدف الذهاب بالذكاء الاصطناعي إلى آفاق أبعد مما هو عليه الآن.
تفاصيل إطلاق كمبيوتر ستارغيت
وفقًا لصحيفة ذي إنفورميشن، سيكون الكمبيوتر العملاق والمعروف باسم «ستارغيت» مقره في الولايات المتحدة، سيكون مرحلة أخيرة في خطة من 5 مراحل تركز على إنشاء سلسلة من منشآت الكمبيوتر العملاق، والتي تخطط الشركات لبنائها في السنوات الست المقبلة.
من جهة أخرى، وضع المسؤولون التنفيذيون في كلا الشركتين بالفعل خططًا لمشروع مركز البيانات، والذي من شأنه تشغيل الذكاء الاصطناعي لشركة أوبن إيه آي، فيما رفض متحدث باسم مايكروسوفت التعليق مباشرة على التقرير لكنه سلط الضوء على قدرة الشركة الواضحة على بناء بنية تحتية رائدة للذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. هل تهز OpenAI عرش هوليوود بأداة الذكاء الاصطناعي Sora؟
ونقل موقع «بيزنس إنسايدر»، عن متحدث باسم مايكروسوفت، أن الشركة تخطط دائمًا للجيل القادم من ابتكارات البنية التحتية اللازمة لمواصلة التقدم في قدرات الذكاء الاصطناعي.
وبحسب بيزنس إنسايدر، يمكن أن يكون الكمبيوتر العملاق أكثر تكلفة 100 مرة من أكبر مراكز البيانات العاملة حاليًا، وفقًا للتقرير. يشير المشروع إلى المبلغ الهائل من الأموال التي من المحتمل أن يتم ضخها في الصناعة مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.
لماذا ستارغيت الآن؟
كشفت مصادر مطلعة النقاب عن الأسباب التي دعت إلى التخطيط لإطلاق كمبيوتر «ستارغيت»، مشيرة إلى أن «أوبن إيه آي» تستخدم حاليًا مراكز بيانات مايكروسوفت لتشغيل نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي تشات جي بي تي (ChatGPT) مقابل حصول مايكروسوفت على حقوق حصرية لإعادة بيع تقنية «أوبن إيه آي» لعملائها.
اقرأ أيضًا.. اللغز المحير: كيف تتغلب «أوبن إيه آي» على قيود غوغل في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي؟
وأضافت المصادر، أن استراتيجية مايكروسوفت ركزت في الفترة الأخيرة بشكل متزايد على عملها مع «أوبن إيه آي»، مما دفع البعض إلى القلق من أن مايكروسوفت أصبحت في الأساس قسمًا لتكنولوجيا المعلومات للشركات الناشئة.
ستارغيت يتجاوز القوة الحوسبية لمايكروسوفت و«أوبن إيه آي»
ويتمتع كمبيوتر «ستارغيت» بالقدرة على تجاوز قوة الحوسبة التي توفرها مايكروسوفت حاليًا إلى «أوبن إيه آي» من مراكز البيانات الخاصة بها في جميع أنحاء البلاد، ولكنها ستتطلب على الأقل عدة جيجاوات من الطاقة للقيام بذلك.
وقالت المصادر إن العثور على مصادر طاقة كافية لتشغيل المشروع قد يشكل أيضًا تحديات، وقد تحدثت الشركتان عن احتمال استخدام مصادر طاقة بديلة مثل الطاقة النووية.
وأكد مصدر مطلع، أن مشاركة مايكروسوفت في المشروع تتوقف على وفاء «أوبن إيه آي» بوعدها بتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
اقرأ أيضًا.. رسميًا.. «OpenAI» تطلق برنامج الذكاء الاصطناعي «Sora» لتحويل النص إلى فيديو
معضلة الرقائق
من جهة أخرى، يمثل السعي للحصول على شرائح الخادم الضرورية هو العامل الأساسي المكلف لكمبيوتر ستارغيت باهظ الثامن، وفقًا للتقرير. لقد وصل الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي إلى درجة عالية، مما سمح لعدد قليل من الشركات المختارة – في المقام الأول شركة إنفيديا (Nvidia) – بالسيطرة على السوق. أعرب سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي عن إحباطه مما وصفه الوضع «الوحشي». وأشار في وقت سابق من هذا العام إلى أنه يريد أن يصنع موقفه الخاص.
وتمثل معضلة الرقائق مجرد واحدة من التفاصيل العديدة التي لا تزال بحاجة إلى حل فيما يتعلق بـ «ستارغيت». أخبر أشخاص مطلعون على المشروع صحيفة ذي إنفورميشن أن مايكروسوفت بحاجة إلى معرفة كيفية وضع المزيد من وحدات معالجة الرسومات في حامل واحد أكثر مما تفعله حاليًا من أجل تعزيز أداء الرقائق. وتحتاج الشركة أيضًا إلى إيجاد طريقة لمنع ارتفاع درجة حرارة الرقائق، وفقًا للتقرير.