تحدث سام ألتمان، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة أوبن إيه آي (OpenAI)، عن معركته مع الملياردير إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وذلك بعد الدعوى القضائية، التي رفعها الأخير ضد الشركة.
وفي الآونة الأخيرة، رفع إيلون ماسك دعوى قضائية ضد شركة أوبن إيه آي ورئيسها التنفيذي سام ألتمان. وفقًا للتقارير، يزعم ماسك أن الشركة انحرفت عن مهمتها الأصلية المتمثلة في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية، وبدلاً من ذلك، تسعى لتحقيق الأرباح. ويُدعى ماسك أن أوبن إيه آي، بعد تعاونها مع مايكروسوفت، خرقت الاتفاقية الأصلية وأصبحت تركز على تحقيق الأرباح.
سام ألتمان وحديثه عن إيلون ماسك
في حديثه مع ليكس فريدمان، عبر سام ألتمان عن استيائه من الدعوى القضائية التي أقامها إيلون ماسك ضد شركة أوبن إيه آي التي أنشأت تشات جي بي تي (ChatGPT)، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأفعال لا تليق برواد التكنولوجيا الذين يعملون على بناء المستقبل. وأشاد بماسك كأحد أبرز الرواد في هذا المجال، معربًا عن حزنه لأن ماسك، الذي يعرف جيدًا تأثير الانتقادات، يوجه الآن انتقادات لشركته.
وقال سام ألتمان، «أعتقد أن هذا الأمر برمته لا يليق بقادة التكنولوجيا الذين يبنون الشركات التي تعمل من أجل المستقبل، وأنا أحترم ماسك باعتباره واحدًا من أعظم البنائين في عصرنا، أعلم أنه يعرف ما يعنيه أن يهاجمه الكارهون، وهذا يجعلني أشعر بحزن شديد لأنه يفعل ذلك بنا»، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
اقرأ أيضًا: سام ألتمان vs إيلون ماسك.. من ينتصر في معركة الذكاء الاصطناعي؟
ألتمان أشار أيضًا إلى تصريح ماسك بأنه سيتراجع عن الدعوى إذا غيرت أوبن إيه آي اسمها إلى «ClosedAI»، مما يدل على جدية ماسك في القضية.
وتعكس هذه الخطوة التوتر المتصاعد بين الطرفين، خاصةً بعد النجاح الذي حققه تشات جي بي تي والذي أدى إلى تغيير ماسك لموقفه من الشركة التي كان يدعمها وشارك في تأسيسها. وتأتي الدعوى القضائية على خلفية اتهامات بأن أوبن إيه آي خانت مبادئها التأسيسية بعد تعاونها مع مايكروسوفت، ما اعتبره ماسك تحول الشركة نحو تحقيق الربح بدلاً من تحقيق مهمتها الأصلية في خدمة البشرية.
وكان ماسك في السابق من الداعمين الرئيسيين لشركة «أوبن إيه آي»، وشارك في تأسيسها في عام 2015، وكان يربطه بألتمان علاقة عمل وثيقة تحولت إلى صداقة. لكنه استقال من مجلس إدارة الشركة في عام 2018. ومع النجاح الكبير الذي حققه برنامج تشات جي بي تي (ChatGPT) للدردشة الآلية، انتقد ماسك الشركة ورئيسها، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الطرفين.
ما دوافع إيلون ماسك في معركته ضد سام ألتمان؟
خلال حواره حول النزاع مع إيلون ماسك، أشار سام ألتمان إلى أنه ليس متأكدًا من الأسباب الكامنة وراء تصرفات ماسك. وأكد أن القرار بالانفصال لم يكن من جانب أوبن إيه آي، بل كان ماسك يعتقد أن الشركة لن تنجح.
ألتمان ذكر أن ماسك كان يسعى للهيمنة على الشركة، بينما كانت أوبن إيه آي ترغب في السير على النهج الذي تتبعه حاليًا. وأضاف أن ماسك كان يريد لتسلا أن تطور مشروع الذكاء الاصطناعي العام، ولكنه كان يأمل في تحويل أوبن إيه آي إلى كيان ربحي يمكنه السيطرة عليه أو دمجه مع تسلا، وهو ما لم يكن مقبولًا لدى ألتمان وفريقه، مما أدى إلى انسحاب ماسك.
وقال: «ما أتذكره هو أن الاقتراح كان أن تستحوذ شركة تسلا (Tesla)، على شركتنا الناشئة، وجعلها تتمتع بالسيطرة الكاملة عليها، أنا متأكد من أن هذا ما كان عليه الأمر».
اقرأ أيضًا: ما مكاسب إيلون ماسك من حربه على سام ألتمان؟
وأعرب ألتمان عن حزنه للتغير الذي طرأ على علاقته بماسك، مشيرًا إلى أنه يفتقد العلاقة السابقة التي كانت تجمعهما.
وقال سام ألتمان: «بالتأكيد أنا حزين على ما وصلت إليه علاقتي بإيلون ماسك، لأنني أفتقد إيلون القديم والرسائل التي كنت أتلقاها منه، هذا يلخص تمامًا ما أشعر به».
إيلون ماسك وسخريته من منافسيه
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، يعتبر إيلون ماسك من الشخصيات الطموحة جدًا في مجال الأعمال، ويؤكد على طموحه الكبير في مشاريع الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن ماسك، الذي كان يُنظر إليه بعين الشك عندما تحدث عن إطلاق الصواريخ، قد حقق أهدافه ويتوقع له المزيد من النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا: سام ألتمان: إيلون ماسك «أحمق» يتمتع بـ«قوى خارقة»
وقال ألتمان، خلال لقائه مع المذيع ليكس فريدمان: «لم يمض وقت طويل منذ أن كان إيلون يتحدث بجنون عن إطلاق الصواريخ بينما كان الناس يضحكون على هذه الفكرة ولكن في النهاية وصل لما يريده، لذلك أعتقد أنه سيكون لديه المزيد من الطموح حول الذكاء الاصطناعي».
ويشير ألتمان إلى أن ماسك معروف بتنافسه الشديد وسخريته من المنافسين، كما حدث مع جيف بيزوس عندما تجاوزه في قائمة أغنياء العالم، حيث أشار إلى بيزوس بالميدالية الفضية على تويتر، «أتذكر أنه كيف أنه في اليوم الذي تفوق فيه على جيف بيزوس كأغنى شخص في العالم، قام بالتغريد بميدالية فضية لجيف بيزوس دليل على أنه في المركز الثاني»، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
ويختتم ألتمان بالتأكيد على أهمية التعاون بين الشركات الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي لتحقيق تقدم ملموس في هذا القطاع «آمل أن يكون لدينا قدرة على التعاون، عندما يبدأ الناس في العمل من أجل الذكاء الاصطناعي العام، لأنه في ذلك الوقت يجب على اللاعبين الكبار في الذكاء الاصطناعي، أن يتعاونوا لتحقيق الذكاء الاصطناعي العام».