في صراع المليارديرات يبدو أن المنافسة لا تقتصر على ثروات الأرض، فقد امتدت إلى الفضاء الخارجي بين المليارديرين جيف بيزوس وإيلون ماسك. يتنافس مؤسس أمازون ورئيس تسلا ليس فقط على لقب أغنى شخص في العالم، بل وعلى تحقيق إنجاز الوصول إلى القمر أولًا.
جيف بيزوس، عبر شركته بلو أوريجين (Blue Origin)، وإيلون ماسك، من خلال سبيس إكس (SpaceX)، يخوضان تحديًا تكنولوجيًا مثيرًا. كلاهما يسعى لتطوير تكنولوجيا فضائية قادرة على نقل البشرية إلى القمر، والسؤال المعلق: من سيكتب التاريخ بخطوته الأولى على سطحه؟
صراع المليارديرات: جيف بيزوس قد يصل إلى القمر أولًا
للوهلة الأولى يبدو أن شركة سبيس إكس (SpaceX) لإيلون ماسك تتقدم بخطى ثابتة في سباق الفضاء، مع شهرتها الواسعة ومشروع ستارلينك (Starlink) الطموح لتغطية الأرض بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
كما أن سبيس إكس، بقيادة إيلون ماسك، قد وقعت اتفاقية مع ناسا للمشاركة في مهمة قمرية، حيث تم اختيار مركبتها الفضائية ستارشيب (Starship) لتكون المركبة القمرية التي ستنقل رواد الفضاء في مهمة أرتميس (Artemis) المقرر إطلاقها في سبتمبر 2026.
تشارك سبيس إكس أيضًا بنشاط في برنامج أرتميس التابع لناسا، والذي يتعاون مع شركات الفضاء التجارية وشركاء دوليين مثل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA). يهدف البرنامج إلى إعادة البشر إلى القمر، وتحديداً إلى القطب الجنوبي، ويسعى لإقامة وجود دائم على القمر، وتطوير اقتصاد قمري، وفي النهاية، إرسال البشر إلى المريخ.
ومع ذلك، واجهت سبيس إكس تحديات، حيث فشلت تجربة إطلاق ثالثة لمركبتها الفضائية المتجهة إلى القمر، مما أدى إلى فقدان المركبة قبل الهبوط في المحيط الهندي.
اقرأ أيضًا: بعد تفكك مركبة ستارشيب.. ما قصة حلم إيلون ماسك بإرسال البشر إلى القمر والمريخ؟
على الجانب الآخر، لا تزال شركة بلو أرجين (Blue Origin) لجيف بيزوس تعمل على إطلاق أول مهمة لها إلى المدار، وقد حددت ناسا موعدًا لمهمة هبوطها على القمر في عام 2030، وفقًا لتقارير صحيفة نيويورك تايمز.
من ناحية أخرى، قد تكون بلو أرجين هي الشركة الأولى التي تحط على سطح القمر، على خلفية التحديات التي تواجهها سبيس إكس مع مركبتها الضخمة ستارشيب. في المقابل، يخطط جيف بيزوس لإرسال مركبة هبوط أصغر إلى القمر بحلول نهاية العام القادم، مما قد يمنحها الأسبقية في هذا السباق الفضائي.
مركبة جيف بيزوس قد تهبط القمر خلال 16 شهرًا
تسعى شركة بلو أورجين لإطلاق مهمة إلى القمر باستخدام المركبة Mark 2، والتي تتميز بحجمها الأصغر ووزنها الأخف، مما قد يسهل مهمتها. تخطط الشركة، التي يقودها جيف بيزوس، لتحقيق هذا الإنجاز قبل إطلاق Mark 2 أو حتى قبل العام 2030.
في الوقت نفسه، تعكف بلو أورجين على تجهيز Mark 1، وهي نسخة تجريبية تمهيدية للمركبة المقرر استخدامها في مهمة ناسا، لإجراء رحلة تجريبية في الأشهر القادمة؛ لاختبار قدراتها الكاملة.
وفي تصريح لجون كولوريس، نائب الرئيس الأول في بلو أورجين، خلال مقابلة مع برنامج «60 دقيقة» على قناة CBS، أعرب عن توقعاته بأن «مركبة الهبوط ستنزل على سطح القمر خلال فترة تتراوح بين 12 و16 شهرًا».
اقرأ أيضًا: صراع الأغنياء.. جيف بيزوس ينافس ماسك بالاستثمار في الفضاء مع ناسا
وتعتزم بلو أورجين، بقيادة جيف بيزوس، إطلاق النسخة التجريبية «Mark 1» من مركبة الهبوط بلو مون (Blue Moon)، والتي تعد بمثابة مستكشف فضائي لتقييم تقنيات مثل المحرك BE-7، وأنظمة الكمبيوتر والإلكترونيات الخاصة بالطيران، وأنظمة الطاقة. هذه التقنيات ستُستخدم أيضًا في المركبة الأكبر «Mark 2»، المصممة لنقل رواد الفضاء إلى القمر.
مركبة الهبوط «Mark 1» قادرة على نقل حمولة تصل إلى ثلاثة أطنان إلى القمر، ومع ذلك، فهي مصممة لتكون صغيرة بما يكفي لتتناسب مع صاروخ «New Glenn» التابع لشركة بلو أورغين. من المتوقع أن تقوم الشركة بأول رحلة لها في وقت لاحق من هذا العام.
بعد إطلاق «Blue Moon Mark 1» إلى مدار يبعد حوالي 125 ميلًا فوق الأرض، سيُستخدم محرك BE-7 لدفع المركبة نحو القمر، مما يسمح لها بالتباطؤ لدخول مدار حول القمر ومن ثم التوجه للهبوط على سطحه.
الحجم الأصغر لـ «Mark 2» يعني أنها لن تحتاج إلى التزود بالوقود في المدار قبل التوجه إلى القمر، وهو ما يُعد تحديًا كبيرًا يواجه سبيس إكس مع مركبتها ستارشيب، حيث يُعتبر إثبات قدرة التزود بالوقود في المدار اختبارًا حاسمًا لصحة تصميم المركبة.
هزيمة إيلون ماسك في الفضاء
إن نجاح شركة بلو أرجين (Blue Origin)، التابعة إلى الملياردير جيف بيزوس، في الوصول إلى القمر، قبل شركة سبيس إكس (SpaceX)، لن تكون الهزيمة الأولى للملياردير إيلون ماسك، فالرجلان إيلون ماسك وجيف بيزوس ليسا الوحيدين في هذا المجال، حيث تمكن كام غفاريان، أحد مؤسسي شركة Intuitive Machines، من إنجاز مهمة بواسطة مركبة هبوط آلية صغيرة تُدعى أوديسيوس، والتي هبطت بالقرب من القطب الجنوبي للقمر في فبراير 2023، محققةً إنجازًا بكونها أول مركبة فضائية خاصة تهبط على القمر بنجاح، على الرغم من بعض التحديات التي واجهتها.
اقرأ أيضًا: ماذا يدفع عمال سبيس إكس ثمنًا لتحقيق حلم إيلون ماسك؟ وقائع صادمة!
وفيما يتعلق بترتيب أثرياء العالم، فقد تغيرت المراكز بين الأثرياء، حيث تراجع إيلون ماسك إلى المركز الثالث بثروة تُقدر بحوالي 180 مليار دولار، بينما يأتي جيف بيزوس في المركز الثاني بثروة تُقدر بحوالي 197 مليار دولار، ويتصدر القائمة الفرنسي برنارد أرنو، رئيس مجموعة LVMH، بثروة تُقدر بـ 202 مليار دولار، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.