هل يمكن أن تحل الأدمغة الرقمية محل البشر في المستقبل؟.. هذا هو الخوف الذي يسيطر على الكثير من الناس في الوقت الحالي؛ لذا طلب البيت الأبيض من الأب الروحي للذكاء الاصطناعي المساعدة في هذا الأمر.
وفق صحيفة الغارديان، «فالرجل الذي غالبًا ما يوصف بأنه الأب الروحي للذكاء الاصطناعي سوف يستجيب لطلبات المساعدة من السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز والملياردير إيلون ماسك والبيت الأبيض».
يأتي ذلك بعد أيام من ترك الدكتور جيفري هينتون، أستاذ علوم الكمبيوتر، والذي يعد الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، منصبه في شركة غوغل، بعد أن حذر العالم من مخاطر الذكاء الاصطناعي.
الأدمغة الرقمية والبيت الأبيض
«جاءت التكنولوجيا، التي تدعم ثورة الذكاء الاصطناعي، نتيجة لجهود الدكتور جيفيري هينتون لفهم العقل البشري، وهي الجهود التي أقنعته بأن الأدمغة الرقمية قد تكون على وشك أن تحل محل العقول البيولوجية».. بهذه الكلمات نقلت صحيفة الغارديان، مخاوف البيت الأبيض من الذكاء الاصطناعي.
وحصل الدكتور جيفري هينتون، 75 عامًا، على أعلى وسام في علوم الكمبيوتر وهو جائزة تورينج، في عام 2018، لعمله في التعلم العميق.
اقرأ ايضًا.. الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يشعر بالندم: البشرية مهددة !
لكن عالم النفس وعالم الكمبيوتر، المولود في لندن، ربما لا يقدم النصيحة التي يريد الأقوياء سماعها، حول المخاوف من الأدمغة الرقمية، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.
الأدمغة الرقمية في مواجهة الأسلحة النووية
لدى حكومة الولايات المتحدة حتمًا الكثير من المخاوف بشأن الأمن القومي، لكن هل وصل الأمر إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي، سلاحًا خطرًا على البشرية، خاصة في ظل الخوف من سيطرة الأدمغة الرقمية على العقول البيولوجية؟
يجيب على هذا السؤال الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، في تصريحات لصحيفة الغارديان، قائلا: «أنني أميل إلى الاختلاف معهم، أنا متأكد من أن وزارة الدفاع تعتبر أن الأيدي الآمنة الوحيدة لهذه الأشياء هي وزارة الدفاع الأمريكية، هي المجموعة الوحيدة من الأشخاص الذين يستخدمون الأسلحة النووية بالفعل».
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي في صناعة الموسيقى.. ثورة أم انتهاك؟
الأب الروحي للذكاء الاصطناعي يحذر منه
في ذات السياق، فقد حذر الدكتور جيفري، من مخاوفه من أن يؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي إلى نهاية الحضارة في غضون 20 عامًا.
وفي العام الماضي، أقنع التقدم السريع في نماذج الذكاء الاصطناعي، الدكتور جيفري، بالتعامل بجدية مع التهديد بأن الذكاء الرقمي يمكن أن يحل يومًا ما محل الإنسانية، وبالتالي فإن هناك خوف من مستقبل الأدمغة الرقمية وسيطرتها على العقول البيولوجية.
وقال الأب الروحي: «على مدار الخمسين عامًا الماضية، كنت أحاول صنع نماذج كمبيوتر يمكنها تعلم أشياء تشبه إلى حد ما الطريقة التي يتعلم بها الدماغ، من أجل فهم أفضل لكيفية تعلم الدماغ للأشياء لكن في الآونة الأخيرة ، قررت أنه ربما تكون هذه النماذج الكبيرة في الواقع أفضل بكثير من الدماغ».
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي.. هل يقود النمو لعمالقة الحوسبة السحابية؟
وتابع: «نحن بحاجة إلى التفكير مليًا في الأمر الآن، وإذا كان هناك أي شيء يمكننا القيام به، السبب في أنني لست متفائلاً هو أنني لا أعرف أي أمثلة لأشياء أكثر ذكاءً يتم التحكم فيها بواسطة أشياء أقل ذكاءً».
واختتم: «عليك أن تتخيل شيئًا أكثر ذكاءً منا بنفس الدرجة التي نكون فيها أكثر ذكاءً من الضفدع، من الجيد جدًا أن نقول: «حسنًا، لا تربطهم بالإنترنت»، ولكن طالما أنهم يتحدثون إلينا، فيمكنهم إجبارنا على القيام بأشياء».