هل يحل الذكاء الاصطناعي بديلا لمهندسي البرمجيات؟.. مخاوف مشروعة وصلت حد الذعر بين العاملين في القطاع، عبروا عنها بعدما جذب شات جي بي تي ChatGPT، روبوت الدردشة الآلية، العناوين الرئيسية منذ نهاية العام الماضي، وفقا لتقرير منشور على موقع بيزنس إنسايدر، أمس السبت.
رصد موقع بيزنس إنسايدر، نقاشات ومشاركات سجلها عاملون في قطاع البرمجيات عبر منصة التواصل الاجتماعي بلايند Blind حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيجعل وظائفهم جزءاً من الماضي.
وسجل مهندسو برمجيات آراءهم على منصة بلايند – التي تطلب من المستخدمين توثيق أو تأكيد بريدهم الإلكتروني الخاص بالشركات التي يعملون بها – عشرات المشاركات حول هذه المسألة، بدءًا من استطلاعاتهم وتقديراتهم حول متى سيحل الذكاء الاصطناعي محلهم وصولاً إلى الاعترافات بأن «العصر الذهبي لهم قد انتهى».
اقرأ أيضًا.. 8 وظائف في مجال الذكاء الاصطناعي لا تتطلب مهارات البرمجة
الذكاء الاصطناعي والعصر الذهبي لمهندسي البرمجيات
«تقبلوا الأمر، العصر الذهبي انتهى»، كتبها مهندس برمجيات في شركة مايكروسوفت في منشور على موقع Blind في وقت سابق من هذا الأسبوع، في إشارة إلى أن الذكاء الاصطناعي ينافسهم بقوة في المهنة.
حصل المنشور على ما يقرب من 500 رد تنوع ما بين معارض له وبين آخر مؤيد بشدة، حيث زعم أحد المستخدمين أن «المهنة على ما يرام» في حين وافق آخر على أن «كل وظائف الياقات البيضاء أصبحت تقريبا ميتة»، وفق بيزنس إنسايدر.
في منشور منفصل، أنشأ مستخدم على المنصة استطلاعًا يسأل فيه عما إذا كان المهندسون الشباب في مجال البرمجيات في «ورطة»، حصل الاستطلاع على أكثر من 12.000 صوت، حيث صوت 41.3٪ من المشاركين بنعم، بينما صوت 37٪ بأن الفرص لم تتغير، وصوت 21.7٪ آخرون بأن هناك المزيد من الفرص الآن.
ذكر العديد من العاملين على المنصة أنهم «قلقون» بشأن ما سيعنيه مستقبل الذكاء الاصطناعي بشكل عام.
وقال أحد مهندسي شركة غوغل إنه يتساءل عما إذا كان الوقت قد حان لبدء حياته المهنية «من الصفر مرة أخرى».
وأضاف أحد موظفي أمازون أنه يشعر بأن المهنة التي كان يحترفها منذ 15 عامًا تتغير، وكتب: «بالأمس طالعت GPT-4 ورأيت النتائج التي تركتني أشعر بالخوف والحزن».
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي وهوليوود.. هل أصبحت حقوق الملكية والوظائف في خطر؟
الذكاء الاصطناعي وشركات التكنولوجيا والمبرمجون
ويأتي رهان شركات التكنولوجيا الكبيرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي، كسبب للقلق بالنسبة لمهندسي البرمجيات.
في وقت سابق من هذا العام، نقل موقع سيمافور Semafor أن شركة أوبن إيه آي OpenAI مطور أداة الذكاء الاصطناعي ChatGPT، بدأت في تعليم الهندسة البرمجية لبرامجها أو روبوتاتها، بمعنى أن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تتعلم الأدوار التي يقوم بها مهندسي البرمجيات لتحل محلهم.
وأفاد بيزنس إنسايدر سابقًا بأن التقدم في أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT بدأ بالفعل في تهديد الأمان الوظيفي لمطوري البرمجيات، حتى توقع الرئيس التنفيذي لـ Stability AI، عماد المستقي، أنه لن يكون هناك «مبرمجون خلال خمس سنوات».
في الوقت نفسه، يكافح العاملون في مجال التكنولوجيا بالفعل مع الأزمات الاقتصادية الكبيرة ويشككون في مدى استمرارية رواتبهم الضخمة.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، ذكر موقع فوكس Vox أيضا أن مهندسي البرمجيات كانوا الأكثر تضررًا من الخفض في الوظائف، مما يتحدى السردية التي تقول إن هناك أمان وظيفي في تعلم البرمجة.
اقرأ أيضًا.. وظائف الذكاء الاصطناعي .. رواتب خيالية تصل إلى 335 ألف دولار سنويا
الذكاء الاصطناعي ليس بهذا الأثر
مع ذلك، يعتقد بعض المستخدمين أن الذكاء الاصطناعي سيكون مفيدًا لمهندسي البرمجيات. حيث قارن أحد مستخدمي Blind حالة الحزن الحالية بسبب الذكاء الاصطناعي والحالة ذاتها والخطاب السلبي الذي انتشر حول G5، والبلوكشين، والويب 3، من قبل، معتبراً أنها نفس الحالة.
وشكك مستخدم آخر في إمكانية أن تكون معظم الشركات متطورة إلى الدرجة الكفاية لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي.
أخيراً قال أحدهم ويعمل موظفاً في شركة مايكروسوفت، رداً على مصير مهندسي البرمجيات «ستكونون على ما يرام، تعاملوا مع الذكاء الاصطناعي كمسرع للإنتاجية وليس كعدو. لقد نجحنا، لم يصنعنا هو».