أدى ظهور برنامج ChatGPT والإمكانات الكبيرة التي باستطاعته أن يقدمها للأفراد والشركات إثارة الجدل حول مدى إمكانية أن تحل برامج الذكاء الاصطناعي مكان البشر في الأعمال والوظائف. لو كنت مدير شركة أو صاحب مؤسسة هل ستفضل أن تعين موظفًا بدوام محدد وكامل كل شهر، أم تفضل تعيين روبوت تدفع ثمنهم مرة واحدة وتتكلف أعمال صيانته من وقت إلى آخر؟
يعتبر الصراع على الوظائف ما بين الآلات والبشر ليس أمرًا جديدًا، ولكن أدى بروز برنامج ChatGPT التي تم تأسيسه من شركة OpenAI إلى جعل المنافسة ما بين الروبوتات والإنسان في أوجهها بسبب القدرة الهائلة التي يمكن أن يقدمها هذا البرنامج الجديد في عدة مجالات، مثل البرمجيات، وتصحيح الأخطاء المرتبطة بأنظمة البرمجة، وتحليل البيانات، وإعطاء النصائح والإرشادات في عدة مجالات.
في مقابل هذا الصراع الدائم ما بين الآلة والبشر هناك عدد معين من الوظائف التي تقع في ومنطقة الحصانة الدائمة بحيث لا يمكن لبرامج الذكاء الاصطناعي إتمامها بطريقة فعالة. فعلى صعيد المثال، لا يمكن لروبوتات والآلات حتى يومنا هذا أن يتفاعلوا عاطفيا مع الإنسان الأمر الذي يؤدي. إلى حصر العديد من الوظائف بالبشر ومنها نذكر.
1. الترجمة والتأليف
على الرغم من إمكانية إدخال كمية هائلة من المعلومات على برامج الذكاء الاصطناعي مثل برنامج ChatGPT وعلى رغم إمكانية هذا البرنامج من إستخدام خوارزميات معقد تساعده على تكوين جملة مفهومة إلا أن هذا النوع من البرامج غير قادر على التأليف وعلى الترجمه بطريقه احترافيه و مهنيه تعبر عن التخيلات والتصورات والمجازات المختلفة.
اقرأ أيضًا: بسبب برنامج ChatGPT.. وظائف قانونية وإدارية مهددة بالزوال
وإذا أردت أن تتأكد من هذه الخاصية، كل ما عليك هو أن تدخل جملة بلغة أجنبية على أحد برامج الترجمة المعروفة مثل جوجل أو أن تطلب من برنامج ChatGPT أن يصف حالة معينة لكي تلاحظ بصورة مباشرة أن النتيجة غير مهنية، وخالية من الإبداع الأدبي مثل النثر والشعر وغيرها.
2. المعالجون النفسيون
إذا كنت تعمل كمعالج نفسي أو مدرب حياة أو مصلح اجتماعي، فلا تقلق لأن عملك غير مهدد بظهور الروبوتات التي تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي. ويعود السبب لهذه النتيجة هو أن الروبوتات التي تعمل بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي، لا تملك حتى الساعة إمكانية التعاطي مع البشر بطريقة عاطفية وتفاعلية تمكنهم من إقتراح الحلول للمشاكل الفردية المعقدة. كما أن الروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي ليس لديها الإمكانية تقديم النصح والإرشادات التي تدمج ما بين المشاعر والعقلانية.
وللتأكد من هذه النتيجة، يمكنك أن تسأل برنامج ChatGPT كيف يمكنه أن يحل مشكلة نفسية معقدة، مع ذكر طبيعة هذه التعقيدات. أما النتيجة فهي بالتأكيد، وبعد التجربة الشخصية لهذا البرنامج عبارة عن معلومات جاهزة وعمومية ولا تتناسب مع كل الحالات.
3. الفن على أنواعه
يعمل الفنانون على إنتاج أعمالهم الإبداعية التي تعبر عن رؤيتهم وحالتهم النفسية. فعلى صعيد المثال يستخدمو الرسام ألوان معينة وأشكال وجوه معينة تعكس حالته النفسية وينتج عنها أعمال إبداعية لا مثيل لها. وهو من بين هذه الأمثلة نذكر إنتاج الرسام الشهير فان كوك، حيث كانت رسوماته تعكس حالته النفسية الدراماتيكية التي كان يعاني منها. وعليه، لا يمكن لأي آلة أو ربوت أن يحل مكان الفنان المبدع الذي يمزج ما بين الفن والمشاعر والألوان في الوقت نفسه.
اقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي الاصطناعي.. الآلة تحدد مشاعرك وحالتك النفسية
نفس الحال في أعمال التصميم والهندسة الداخلية وغيرها من الأعمال التي تتطلب التفكير خارج الصندوق. ويمكن له برامج الذكاء الاصطناعي أن ينتج أعمالًا مشابهة للفنانة العالمية العربية الأصل زها حديد. الجواب طبعًا كل حتى الساعة لأننا لا يمكننا حتى هذه اللحظة التكهن بمدى إمكانية تطور برامج الذكاء الاصطناعي.
4. جليس الأطفال وكبار السن
هل تتولى الروبوتات رعاية الأطفال والمسنين؟ تحتاج هذه المهنة العديد من الاعتبارات غير المادية، من أجل تقديم المساعدات الجسدية والطبية للأطفال والمسنين. ولا يستطيع أي روبوت أو برنامج ذكاء اصطناعي، مثل ChatGPT أن يلبي متطلبات الشخص الذي يجالسه، والتي تكون في كثير من الأحيان غير عقلانية، وغير منطقية، وغير متوقعة.