من التفاعل مع المرضى والرد على استفساراتهم إلى توجيههم للتخصص أو العلاج المناسب، كشفت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية عن مشروعها الرائد «الممرضة الافتراضية»، التقنية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمحاكاة تفاعلات الممرضة البشرية وتقديم المشورة الطبية للمرضى.
أكثر من 10 آلاف تشخيص
الممرضة الافتراضية هي تقنية تستخدم الذكاء الاصطناعي المتقدم والخوارزميات السريرية للتفاعل مع المرضى والرد على استفساراتهم وتقييم حالتهم الصحية. تستند الممرضة الافتراضية إلى كتالوج قاعدة بيانات يحتوي على أكثر من 10 آلاف تشخيص وعرض صحي، مما يمكنها من تحديد الحالات الطارئة والمزمنة والبسيطة وتوجيه المرضى إلى التخصص المناسب أو العلاج المناسب.
يمكن للمرضى الوصول إلى الممرضة الافتراضية عبر أحد المنصات التي توفرها مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، مثل تطبيق المؤسسة، أو الموقع الإلكتروني، أو الأكشاك التفاعلية في مرافق الرعاية الصحية. عندما يتواصل المريض مع الممرضة الافتراضية، يطلب منه أن يصف أعراضه ويجيب على بعض الأسئلة البسيطة. بناء على إجابات المريض، تقوم الممرضة الافتراضية بتحليل البيانات والمقارنة مع قاعدة البيانات السريرية، وتقدم تشخيصا محتملا ونصيحة طبية. كما تساعد الممرضة الافتراضية في حجز المواعيد الطبية مع الأخصائي المناسب، إذا لزم الأمر.
اقرأ أيضًا.. كيف يحسّن الذكاء الاصطناعي الرعاية الطارئة في المستشفيات؟
تحسين رحلة المريض
تهدف تقنية الممرضة الافتراضية إلى تحسين رحلة المريض وتسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تحسين إنتاجية وكفاءة مقدمي الرعاية الصحية. من خلال استخدام الممرضة الافتراضية، يمكن للمرضى الحصول على معلومات صحية دقيقة وموثوقة في أي وقت ومن أي مكان، وتجنب الزيارات الطبية غير الضرورية أو المتأخرة. كما تساعد الممرضة الافتراضية في تخفيف الضغط على الممرضين والأطباء البشريين، وتمكينهم من التركيز على الحالات الأكثر حاجة وتعقيدا.
مشاريع نوعية تعتمد الذكاء الاصطناعي
لا يتوقف الأمر عند تقنية الممرضة الافتراضية، إذ تعمل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية على تطوير وتنفيذ مجموعة من المشاريع الصحية النوعية التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مثل:
نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي لفحص الأعراض
أحد الحلول الذكية الأخرى لتبسيط رحلة المريض وتحسين إنتاجية وكفاءة مقدمي الرعاية الصحية هو «نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي لفحص الأعراض»، وتتمثل الميزات الرئيسية للنموذج في فحص الأعراض، والمساعدة في حجز المواعيد باستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدية لتحديد أعراض المريض، والتحقق من صحة التشخيص المحتمل، واقتراح التخصص المناسب لحجز المواعيد.
اقرأ أيضًا.. الواقع الافتراضي والمعزز في غرف العمليات.. مستقبل ثوري بمجال الطب
من البيانات لرؤية تنفيذية عبر برنامج 3M
«من البيانات لرؤية تنفيذية عبر برنامج 3M» يُعدّ المشروع أحد المشاريع الرائدة التي تنفرد المؤسسة بتنفيذه على مستوى الشرق الأوسط، باعتباره نموذجاً يستخدم مجموعات المخاطر السريرية من شركة 3M، ويعتمد على التصنيف السريري لتصنيف السكان وتقسيمهم وتجميعهم، لقياس التباين في أعباء الأمراض عبر فئات رئيسية.
المشروع إلى تصوير التباين في أعباء الأمراض للسكان في الدولة وفقاً لنطاق عمل مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية باستخدام هرم السكان وجداول وخرائط الحرارة، وسيتم مقارنة وتبادل التباين في أعباء الأمراض لفئات الأمراض الرئيسية مثل السكري، والسكتة الدماغية، والسرطان، والسمنة، وأمراض القلب والأوعية باستخدام مكونات مختلفة لمجموعات المخاطر السريرية (ACRG، MDC، EDC، Health Status).
خدمات بأعلى المعايير
مباركة إبراهيم المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، من جهتها، قالت إن «المؤسسة حريصة على استعراض أحدث ما استقطبته من المشاريع والبرامج الصحية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، واطلاع الجمهور على آليات عملها في المنشآت التابعة لها، بهدف تعزيز ثقتهم بقدرة قطاع الرعاية الصحية على توفير أعلى معايير الخدمات والممارسات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة».
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي في الطب.. الأمر أكبر من ChatGPT
تصريحات المدير التنفيذي لقطاع المعلومات بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، جاءت خلال مشاركتها في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2024 الذي حمل شعار «نبتكر لصحتكم.. نتميز بكم»، وضمن أربعة محاور رئيسية تشمل كل من محور «مجتمع صحي»، و«رعاية رائدة»، و«ذكاء اصطناعي وتنبؤ استباقي»، ومحور «استدامة»، حيث تشارك في دورة هذا العام بـ 27 مشروعاً صحياً رائداً، منها 15 مشروعًا تنفرد مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بعرضها لأول مرة على منصتها إقليميا وعالمياً.
والمعرض يعد اليوم منصة عالمية تستضيف كبريات الشركات والجهات الصحية الإقليمية والعالمية، مما يتيح للجميع فرصة التعرف إلى أبرز التجارب وتبادل الخبرات والمعارف والعلوم الطبية.