مع نمو قدرات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، أصبح استخدامه لتحسين الممارسات الطبية قابلاً للتطبيق بشكل متزايد. ومع تطوير الأدوات الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والخوارزميات الذكية القادرة على تفسير مجموعات البيانات الكبيرة فإن إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية لا حدود لها، بعيدًا عن حالة الجدل الإعلامي المرتبطة بالروبوت ChatGPT.
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتعلم العميق للمساعدة في اكتشاف الأمراض بشكل أسرع وتقديم خطط علاج شخصية وحتى أتمتة عمليات معينة مثل اكتشاف الأدوية أو التشخيص. كما أنها تبشر بتحسين نتائج المرضى وزيادة السلامة وتقليل التكاليف المرتبطة بتقديم الرعاية الصحية.
اقرأ أيضًا.. 7 طرق لتجنب مخاطر الذكاء الاصطناعي المحتملة
الذكاء الاصطناعي يساعد في الكشف عن سرطان الثدي
في هذا الإطار أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” في 7 آذار / مارس أن الأطباء المجريين يستخدمون نموذج جديد للذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الثدي قبل أربع سنوات من تطوره.
يحدد نظام الكشف المبكر الذي يطلق عليه اسم الاكتشاف بمساعدة الكمبيوتر computer-assisted detection، البقع المتواجد في الثدي والتي يمكن أن تتحول إلى سرطان بعد الحصول على البيانات من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية.
ووجدت دراسة أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن التكنولوجيا كانت قادرة على تحديد البقع المتواجدة في الثدي والتي تحولت فيما بعد إلى سرطان بعد عدة سنوات وذلك بعد الكشف عليها من خلال تصوير الثدي بالأشعة السينية وفقا لشبكة سي أن أن.
اقرأ أيضًا.. البشر الرقميون.. ماذا نعرف عن موظفي المستقبل؟
صرح لاري نورتون، المدير الطبي لمركز لودر لسرطان الثدي في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان إن الذكاء الاصطناعي هو أداة يمكن لأخصائيي الآشعة استخدامها لإنشاء خطط علاج أفضل. وبعد تحديد نقاط المشكلات، يمكن لأخصائيي الآشعة تحديد الاختبارات الإضافية التي قد تكون مناسبة للمرضى لتقليل احتمالات إصابتهم بالسرطان.
الاستخدامات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في المجال الصحي
إن مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية هو بلا شك مشرق ولديه المزيد من الإمكانيات للتطور في المستقبل. مع تقدمنا في عالم رقمي أكثر اتصالاً سيصبح استخدام التكنولوجيا أساسيا لا يقدر بثمن، في صناعة الرعاية الصحية حيث يمكن أن يعيد تشكيل الطريقة التي يعالج بها الأطباء المرضى ويقدمون لهم الرعاية.
من ناحية أخرى، حقق الذكاء الاصطناعي تقدمًا كبيرًا في العديد من الجوانب الطبية، مثل: التشخيص، والأدوية، والتكنولوجيا الحيوية، وللمزيد من التفاصيل حول الذكاء الاصطناعي في الطب تابع قراءة المقال الآتي:
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب
يمكن التعرف على تطبيقات وفوائد الذكاء الاصطناعي في الطب كما يلي:
1- تشخيص الأمراض
في العديد من الحالات يستغرق تشخيص المرض فترات طويلة أو سنوات، وهي عملية شاقة وتستهلك وقتًا طويلًا، وقد تكون سببًا في صعوبة إنقاذ حياة المريض، كما أنها عملية تضع الأطباء تحت الضغط.
ليظهر دور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، في تحقيق تقدم كبير في التشخيص، إذ أصبحت العملية أكثر سهولة وأقل تكلفة.
ومن طرق التشخيص التي طورها الذكاء الاصطناعي: التصوير المقطعي المحوسب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير بالآشعة السينية، والجينوميات والبروتيوميات.
2- تطوير الأدوية
من المعروف أن عملية اكتشاف وتطوير الأدوية عملية طويلة وتتطلب الكثير من الوقت، كما أنها مكلفة، إلا أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في الطب ساعد على جعلها أكثر كفاءة.
3- تحسين خطة العلاج
من الجدير بالذكر أن استجابات المرضى للأدوية والخطط العلاجية مختلفة بناءً على العديد من العوامل. وما أحدثه الذكاء الاصطناعي في هذا المجال أنه ساعد على تحديد الخطة العلاجية للمريض بناءً على تحديد الخصائص التي تجعل المريض أكثر استجابة لعلاج معين، مما يساعد على وضع خطط علاجية خاصة بالمرضى وتحسين الكفاءة العلاجية.
4- تعديلات الجينات
تعد عمليات تعديلات الجينات عملية صعبة ومكلفة، لكن ساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين عملية تحرير الجينات وتعديلها مع ضمان التعرض لأقل آثار جانبية.
اقرأ أيضًا.. دليلك لإنشاء مقطع فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي
تطبيق عملي لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الطب
كما أفادت دراسة جديدة استخدمت الذكاء الاصطناعي، بأن معدل انتشار مرض الخرف في الهند، قد يكون أكثر قرباً من المعدلات المسجلة في دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالتالي أعلى من تقديرات أخرى كان قد تم سابقاً التوصل إليها.
هذا البحث الفريد من نوعه أجراه علماء، بمن فيهم باحثون من معهد الهند للعلوم الطبية في دلهي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات تم جمعها من 31 ألفاً و477 شخصاً من الكبار في السن.
النتائج التي نشرت أخيراً في مجلة نيورو إبيديميولوجي Neuroepidemiology، قدرت معدل انتشار الخرف بين البالغين في الهند -ممن تبلغ أعمارهم 60 عاماً وما فوق- قد يصل إلى نسبة 8.4 في المئة، أي ما يعادل أكثر من 10 ملايين شخص من كبار السن في البلاد.