يشهد مجال الذكاء الاصطناعي في السعودية تطورًا كبيرًا، حتى وصلت تقنياته إلى العمل القضائي والمحاكم، وهو ما كشفت عنه المملكة على هامش أعمال المؤتمر العدلي الدولي.
استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل القضائي، كان أحد المحاور الرئيسية للمؤتمر العدلي الدولي، الذي انطلقت أعماله في المملكة العربية السعودية.
الذكاء الاصطناعي في السعودية والاستخدام في المحاكم
تحت عنوان «البعد القانوني للذكاء الاصطناعي» ناقش المؤتمر العدلي الدولي، كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل القضائي والمحاكم، وفقًا لرؤية المملكة في الاتجاه للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في السعودية.
وتحدث العديد من الخبراء في المؤتمر العدلي الدولي، عن أنه قد يصبح الذكاء الاصطناعي قريبًا أداة مفيدة في المحاكم، لكن العالم لا يزال بعيدًا عن الخوارزميات التي تصدر أحكامًا على البشر..
اقرأ أيضًا: تقرير: الشباب الأكثر استخدامًا لمواقع التواصل الاجتماعي في السعودية
الجلسة الثالثة من #المؤتمر_العدلي_الدولي تناقش "البعد القانوني للذكاء الاصطناعي", بمشاركة أستاذ القانون والقيادة بكلية القانون بجامعة هارفرد, وأستاذ كلية الحقوق بجامعة Surry, وعضو هيئة التدريس بجامعة ييل, والمحاضر بكلية الحقوق في جامعة كامبردج. pic.twitter.com/tBEgKiqRY3
— وزارة العدل (@MojKsa) March 5, 2023
وناقش الخبراء في المؤتمر العدلي الدولي، في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة السعودية الرياض، كيف يمكن تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في السعودية بأمان.
كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في السعودية بالعمل القانوني؟
«هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تكون مفيدة، ولكن هناك مزالق يجب مراعاتها».. بهذه الكلمات علق أندريا إيسوني Andrea Isoni، مدير شركة الاستشارات AI Technologies، خلال المؤتمر وفقًا لما نقله موقع عرب نيوز، حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في السعودية بالعمل القانوني.
اقرأ أيضًا.. الميتافيرس.. مايكروسوفت تستخدم العالم الافتراضي لتحسين ظروف العمل
وأضاف أندريا: «تجهيز المستندات، وقراءة المعلومات من المستندات لأنها تتطلب الكثير من القراءة، واستخراج المعلومات من المستندات، كل هذه العمليات هي قضايا أمنية منخفضة المستوى يمكن أن تستخدم كفاءة الذكاء الاصطناعي».
وتابع: «مجموعة القوانين ليست جاهزة بعد للسماح للذكاء الاصطناعي بالحكم على الناس حتى في الامتحانات، إذا حصلك الذكاء الاصطناعي على درجاتك، فمن المسؤول؟ هو نفسه مع القانون والحكم في المحكمة، حتى لو كانت التكنولوجيا جاهزة ، فإن القانون يحتاج إلى تغيير جوهري لتحديد المسؤول. يجب أن يكون شخص ما مسؤولاً إذا حدث خطأ في الذكاء الاصطناعي».
واختتم أندريا إيسون، وهو أيضًا كبير مسؤولي الذكاء الاصطناعي في شركته الاستشاري ، إن الأنظمة القضائية في العديد من البلدان يجب أن تنظر في الذكاء الاصطناعي لتسريع إجراءات المحاكم.
الذكاء الاصطناعي في السعودية.. تحديات استخدامه في القانون
في ذات الوقت ناقش الخبراء في المؤتمر العدلي الدولي، تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في القانون.
وقال لورنس ليسيج Lawrence Lessig، أستاذ القانون والقيادة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد ، إن الذكاء الاصطناعي في كاليفورنيا الذي جمع ما يكفي من المعرفة القانونية لاجتياز امتحان نقابة المحامين بالولاية الأمريكية.
اقرأ أيضًا: سكني ميتافيرس.. أول منصة لوزارة الإسكان السعودية بالعالم الافتراضي
وأضاف: «في غضون 10 سنوات ، ستتيح هذه التكنولوجيا أتمتة ما أعتقد أن 75% مما يفعله المحامون، وأهم شيء علينا فعله الآن هو التأكد من أن البشر يحتفظون بالسيطرة، لأنه يجب أن يحافظ على دور للحكم والعدالة وفرصة لأولئك الذين أخطأتهم التكنولوجيا لتصحيح هذه الأخطاء».
من أبرز تحديات الذكاء الاصطناعي الذي تحدث عنها كريستوفر ماركو ، طالب الدكتوراه في كلية الحقوق بجامعة كامبريدج، أن الذكاء الاصطناعي قد يعرف نص القانون ولكن لا يمكنه التعبير عن «روحه»، لافتًا إلى أن روح القانون في الحقيقة شيء في منطقة رمادية، ويتطلب من الفرد أن يكون قادرًا على المساعدة في الفهم وهذا لا يمكن تحقيقه مع الذكاء الاصطناعي.
بينما قال البروفيسور ريان أبوت Ryan Abbott من جامعة ساري، إنه يجب على الحكومات النظر في التنظيم المناسب للذكاء الاصطناعي، معلقا: «عندما يعامل القانون الأشخاص والآلات بشكل مختلف من حيث سلوكهم ، يكون له أحيانًا نتائج سلبية على البشر والرفاهية الاجتماعية».
وأضاف رايان، في المؤتمر العدلي الدولي وفقًا لما ذكره موقع عرب نيوز، أن الذكاء الاصطناعي قد تقدم في العديد من المجالات، مثل اللغة وصناعة الموسيقى والفن، لكن القانون انزلق إلى منطقة رمادية إذا ابتكر الذكاء الاصطناعي تقنية جديدة دون تفاعل بشري.
يذكر أنه في الوقت الحالي تم قبول طلبات براءات الاختراع الخاصة بالذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية في مجالات متعددة.