في ظل التطورات التكنولوجية التي غزت محيطنا، حظي الميتافيرس أو العالم الافتراضي بنفحة من هذا التطور الملحوظ، إذ تم تطوير أدوات وتقنيات تكنولوجية كالنظارات والسماعات وغيرها المزيد، بهدف توفير تجربة فريدة من نوعها لكل مستخدم محتمل. وبفضل الميتافيرس أصبح من الممكن للفرد أن يعيش حياة الازدواجية التي تجمع بين العالم المادي والعالم الرقمي، إذ يمكنه اللعب والعمل وإجراء المعاملات بكل سهولة من منزله.
والجدير بالذكر أن ظاهرة العالم الافتراضي باتت شائعة في عالمنا اليوم فهي تشهد إقبالًا لا مثيل له من الأفراد كما العلامات التجارية الضخمة والأسماء والشركات العملاقة. وهذا ما حصل بالفعل مع شركتين عملاقتين ألا وهما مايكروسوفت Microsoft وفيسبوك Facebook.
خطوات الدخول إلى الميتافيرس
إن بيئة الميتافيرس ليست موجهة فحسب لفئة واحدة من العملاء. إذ تهدف تطبيقات الميتافيرس التجارية إلى تعليم كبار الجراحين المستقبليين وتوفير أهم المنتجات وتأسيس علاقات تعاون مع العالم الخارجي والمحافظة على الروابط العائلية المهمة. يتطلب المشهد الرقمي للميتافيرس من الشركات التحلي بعقلية الاختبار والتعلم لمواكبة التطور السريع.
كما أنه من المتوقع أن يشكل العالم الافتراضي الصورة المستقبلية لتواصل البشر بين بعضهم البعض على مختلف المستويات ولمختلف الأهداف البسيطة كما المعقدة. ولكن كيف يمكن الالتحاق بقطار العالم الافتراضي؟
1- اكتشاف الجمهور المستهدف
لا بد للشركة المعنية أن تدرس سوقها المحتملة واكتشاف متطلبات عملائها وجمهورها تلبية لما يرضيهم. ولا يكون ذلك إلا من خلال ملء الثغرات بأدوات التكتولوجيا المستحدثة والذكاء الاصطناعي، مع الأخذ بعين الاعتبار رغبة العميل نفسه في دخول العالم الافتراضي.
2- تحليل المنافسين المحتملين
إن المنافسة الشرسة موجودة في جميع القطاعات والمجالات ناهيك إذًا عن الميتافيرس. لذلك، لا بد من مواكبة أخبار الشركات المنافسة بهدف توفير خدمات ومنجات يجذب نظر واهتمام العملاء.
3- البحث عن المنتج المناسب
في هذه المرحلة، ينبغي على الشركة أن تدرس وبحذر، المنتج أو الخدمة التي سيتم توفيرها للمستخدم ومقدار توافقها مع بيئة العالم الافتراضي. كما لا بد أن تتأكد من فعالية هذا المنتج ومساهمته في تحسين تجربة العميل.
4- إطلاق الميتافيرس والحفاظ على التوازن
وكخطوة أخيرة، لا بد للشركة أن تحث موظفيها وبشكل خاص فريق البحث لديها، على رسم استراتيجية تحدد مسار دخول العلامة التجارية إلى العالم الافتراضي وطريقة تعاملها مع البيئة الجديدة. وفي حال اكتسبت العلامة التجارية موقعها في الميتافيرس، لا بد الحذر من شدة تقلب هذا المجال وما يمكن إضافته يوميًا إلى هذا العالم من تطورات وتحديثات.
الميتافيرس والشركات الرائدة
اعتبر إعادة تسمية فيسبوك وتحويله إلى ميتا Meta تغيير نظرة ثوري، و خطوة ومستقبلية للشركة نفسها، حيث تركز الشركة على مفهوم مجتمعات الميتافيرس التي تشق طريقها إلينا والمدفوعة بتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي. ومن المتوقع أن يتم إدراج خدمات فيسبوك الحالية المختلفة في ميتا.
وتتشابه نظرة شركة مايكروسوفت إحدى الشركات العالمية التي تعمل في مجال التكنولوجيا وخاصة الميتافيرس. مع شركة مايكروسوفت، إلى العالم الافتراضي، ومع ذلك، وبدون شك توجود بعض الاختلافات البسيطة بين الشركتين. فعلى سبيل المثال، تركز شركة فيسبوك على العلاقات والروابط على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت وتوفير مساحة افتراضية تسمح بتعزيز الترابط بين الأفراد. في المقابل، تصب شركة مايكروسوفت اهتمامها في العمل على تحسين ظروف العمل من خلال العالم الافتراضي وتوفير كل الأساليب والأدوات المرتبطة ببيئة العمل الأفضل.
لا مهرب من الميتافيرس وكل ما يرافقه من تحديثات وتقنيات جديدة. صورة جديدة لعالم متطور يكون في خدمة الإنسان ومتطلباته ورغباته. وهذا ما تفعله الشركات المهمة مؤخرًا لمواكبة كل جديد وإرضاء عملائها الحاليين كما المستقبليين.