تساهم التكنولوجيا في تغيير ملامح صناعة الاستشارات المالية في العالم، وتغيير صورتها النمطية التقليدية. وقد تلجأ شركات الاستشارات المالية إلى تبني هذه التقنيات التكنولوجية بهدف إدارة الثروات، وتقديم أفضل خدمة وتجربة لقاعدة عملائها.
طال أثر الذكاء الاصطناعي مختلف المجالات والميادين في العالم، أهمها قطاع التمويل. ومع ذلك مازال معظم الأفراد يحصرون دور الذكاء الاصطناعي في عمليات التداول فحسب. ولكن العلاقة القوية التي تربط الذكاء الاصطناعي بعالم المال والتمويل لا تنحصر في التبادل، بل تتخطى ذلك.
لماذا تلجأ شركات الاستشارات المالية إلى الذكاء الاصطناعي؟
قد يساعد الذكاء الاصطناعي شركات الاستشارات المالية في الوصول إلى مستويات أعلى وأهم، من حيث السرعة، والدقة، والمرونة، والقدرة على تلبية احتياجات العملاء.
اقرأ أيضًا: هل نجحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحافة؟
وقد أشار إلى ذلك الكاتب نافين جوشي Naveen Joshi في مجلة فوربس، في مقال بعنوان: «كيف يضيف الذكاء الاصطناعي قيمة في إدارة الثروات والأصول؟». وفي السطور التالية، يمكننا أن نتعرف على 5 طرق جوهرية، حول مهارات استخدام الذكاء الاصطناعي في شركات الاستشارات المالية، ودوره في اتباعها لإدارة أموالها وإرضاء عملائها.
1. الذكاء الاصطناعي يسرع تعريف العميل الجديد
يعمد الذكاء الاصطناعي في المجال المالي إلى تعزيز أتمتة بعض العمليات المطلوبة وتسريع عملية تعريف العملاء الجدد، وضمهم إلى قاعدة العملاء الخاصة بالشركة. ولا بد من الإشارة إلى أهمية اعتماد هذه التقنية التكنولوجية في الخطوات الأولية البسيطة، قبل القفز مباشرة إلى خطوات أكبر وأوسع، على مستويات أعلى من التبني.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي والعولمة.. هل تمحو مخاطر الغد مكاسب اليوم؟
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإتمام الإجراءات اليومية والأساسية كإجراء الاتصالات الأولية، والتحقق من المستندات وتوثيقها، بالإضافة إلى تحديد المخاطر المحتملة. وبهذه الطريقة، تتحسن إنتاجية الشركة ويتم السماح للموظفين بالوصول إلى المعلومات التي يريدونها بطريقة أسهل وأسرع لبناء علاقات قوية مع عملائهم.
2. التحلي بالشفافية والمساءلة التقدمية
يتمحور دور المستشارين في شركات التمويل وإدارة الثروات حول إعادة تقييم إجراءاتهم الداخلية في الشركة وبناء قاعدة اتصال متينة لتزويد العملاء بكل المعلومات الأساسية ومنحهم السلطة الكاملة للتحكم بأموالهم. وبهذه الطريقة، تنجح الشركة في المحافظة على عملائها وبالتالي جذب عملاء محتملين.
اقرأ أيضًا: كيف تضمن مجالات الذكاء الاصطناعي الحرية المالية للشباب؟
ولا بد للشركة أن تعزز مبدأ الشفافية في كيانها. وبالفعل استطاع الذكاء الاصطناعي إعادة ترتيب الأولويات ضمن الشركة، ليحتل التواصل مع العميل المركز الأول والأهم. فمن خلال هذه التقنية، تم توفير أنظمة للدردشة من شأنها استقبال رسائل العملاء وملاحظاتهم والتي تهدف بدورها إلى تطوير المنتجات وتصميمها بشكل حرفي يلائم احتياجات العملاء.
3. اعتماد الخدمات الاستشارية المعززة
اللجوء إلى تقنية الذكاء الاصطناعي في شركات الاستشارات المالية يساعد في توفير خدمات تتصف بمستوى عالٍ من الجودة، وبتكاليف منخفضة ومغرية. وبفضل هذه التكنولوجيا، سيكتسب مديرو الثروات وقتًا إضافيًا للتركيز على استراتيجيات الاستثمار عالية المستوى، عوضًا عن تضييع الوقت في إجراءات روتينية بسيطة.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي في المحاسبة.. تكنولوجيا الشركات الراغبة في النمو
وبإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات العملاء بهدف خلق عروضات موجهة بشكل أفضل إلى أفراد من خلفيات مالية واجتماعية مختلفة. وبهذا تصبح الخدمات المتوفرة خاصة أكثر لكل عميل ومناسبة لما يطلبه.
4. التحسين الآلي للمحافظ الاستثمارية
كثيرة هي الطرق التي يمكن للشركات اللجوء إليها لتطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة المحافظ الاستثمارية. ومع توفر البيانات الرقمية، بات من الممكن للخوارزميات الثورية تحليل كل ظاهرة جديدة وتحسين محفظتها الاستثمارية من دون الحاجة إلى فريق إداري هائل من الأفراد. إذ ستتمكن برامج الأموال الذكية من تعقب المؤشرات السياقية وبالتالي تعديل المحافظ وتقديم خدمة أسرع للعملاء. فباعتماد نهج قائم على البيانات لإدارة المحافظ، يرتاح العملاء من شعور القلق المفاجئ الذي قد ينتابهم بشأن عائداتهم المالية.
5. توصيات لإعادة التوازن في المحافظ الاستثمارية
لا شك في أن المحافظ الاستثمارية عرضة لعوامل السوق المتبدلة. وقد نكون هذه العوامل المتغيرة صعبة التقييم والتوقع من قبل العقل البشري. لذلك، فإن استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في إدارة المحفظة الاستثمارية من شأنه أن يزود الفرد بأدوات أساسية يمكنها إنتاج توقعات استباقية توجيهية للمستشارين الماليين. إذ يعمد هؤلاء إلى الأخذ بهذه التوصيات ونقلها إلى العملاء لإعادة التوازن إلى محافظهم الاستثمارية.
اقرأ أيضًا: هل يتخلى المستقبل عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي؟
ومع هذه الطرق الأساسية المتوفرة لشركات الاستشارات المالية، إن ولوج تقنية الذكاء الاصطناعي إلى ربوع الشركات المالية لا يلغي الدور الجوهري للمستشارين الماليين الذين يمتلكون القدرة على أخذ بعين الاعتبار السلوك المالي للسوق المرتبط بعوامل نفسيه واقتصادية وسياسية. بل على العكس، يسهل هذا التبني الرائد أعمالهم ومهامهم لزيادة إنتاجهم وتسريعه وتوسيع قاعدة عملائهم.