أدى بروز الذكاء الاصطناعي إلى تغيير قواعد اللعبة في جميع المجالات ومن بينها مجال صناعة الأزياء والموضة، بداية من التصميم إلى التسويق والمبيعات.
ويوفر الذكاء الاصطناعي للشركات فرصًا جديدة لتبسيط عملياتها والوصول إلى آفاق جديدة.
حيث يستطيع تجار التجزئة مساعدة العملاء في الإجابة عن السؤال التقليدي: هل هذا اللون يبدو جيدا بالنسبة لي؟ وذلك باستخدام أدوات التصميم الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتساعد في اختيار العناصر التي تناسب شكل الجسد، ولون البشرة.
في هذا الإطار، استطاعت شركة Styleriser الألمانية بتطوير برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي في العملاء في اختيار الملابس الأكثر تجانس مع ألوان بشرتهم مما يؤدي بدوره إلى زيادة الاستعداد للشراء بنسبة 80 في المائة كما قال الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس مارك هونسمان وفقا لموقع بيولتن.
كما طورت شركة Deloitte برنامج Dupe Kille والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي دي معرفة السلع المميزة في عالم الموضة والمساعدة الجمارك في دول العالم على توقيف البضائع المزورة وفقًا ل Tech Fashionista.
تأثير الذكاء الاصطناعي في مجال الموضة
يتمثل أحد أكبر تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الموضة من خلال التالي:
1. التصميم
يمكن لشركات الأزياء استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتصميم الأزياء التي من المرجح أن تكون أكثر شيوعًا في الأسواق المستهدفة مما يساعد في تقليل مخاطر إنتاج تصميمات لا تبيع. كما يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لإنشاء تصميمات مبتكرة خارجة عن التقليد ومدفوعة برغبة السوق.
إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الملابس يمكن أن ينتج عنه أقمشة أكثر ذكاءً وملابس أكثر تفاعلاً مع الجسم. على سبيل المثال يمكن وضع آلات استشعار تستطيع أن تدرك عندما يكون الجسم ساخنًا أو يتعرق وبالتالي تعطي الأمر بفتح المسام الصغيرة داخل المادة للسماح بتدفق المزيد من الهواء وفقا لموقع بيولتن.
2. التوريد
يتمثل أحد أكبر تأثيرات الذكاء الاصطناعي في الموضة في مجال إدارة سلاسل التوريد. ومن خلال نماذج الذكاء الاصطناعي أصبح من الممكن استخدام مستويات المخزون التاريخية وأداء المبيعات للتنبؤ بالمبيعات المستقبلية. كما أصبح من الممكن للشركات اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول ما يجب تخزينه ومتى الأمر الذي يساعد في تقليل الهدر وتحسين رضا العملاء وزيادة الأرباح.
3. التسويق
يغير الذكاء الاصطناعي أيضًا الطريقة التي تسوق بها شركات الأزياء منتجاتها. يمكن للشركات تحليل البيانات لتحديد استراتيجيات التسويق واستهداف العملاء المناسبين وزيادة تأثير إعلاناتهم من خلال استخدام أدوات التسويق التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل برنامج ChatGPT. هذا ولا توفر هذه البرامج الوقت والمال فحسب بل تساعد أيضًا الشركات على التقدم في المنافسة من خلال تحديد الاتجاهات الجديدة في الأسواق الناشئة.
تحديات الذكاء الاصطناعي في مجال الموضة
ومع ذلك ، على الرغم من هذه الفوائد ، هناك أيضًا تحديات يجب مراعاتها عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي في الموضة. ولكن كما هو الحال مع أي تقنية فإن تأثير الذكاء الاصطناعي في الموضة لا يخلو من التحديات.
1. القوى العاملة
يعتبر التأثيرات على القوى العاملة البشرية أحد أكبر المخاوف المرتبطة بإتساع تأثير الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم الخوارزميات لأداء وظائف المصممين والمسوقين وغيرهم من محترفي الأزياء.
2. التجانس
التحدي الآخر هو أن تصبح الموضة أقل فردية وإبداعًا بسبب الذكاء الاصطناعي. إن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انخفاض جودة الأزياء وشعبيتها بشكل عام لأنها تنطلق من التصاميم التقليدية المعتمدة وتعمل على تطويرها باستخدام آلية التعلم المستمر.
على الرغم من هذه التحديات فإن الكثير من صناعة الأزياء تتبنى الذكاء الاصطناعي بأذرع مفتوحة. يقدم الذكاء الاصطناعي للشركات فرصًا جديدة لتبسيط عملياتها والوصول إلى آفاق جديدة فضل قدرته على تحليل البيانات وإجراء التنبؤات. وكما هو الحال مع أي تقنية فإن مزايا وعيوب الذكاء الاصطناعي في الموضة ستظهر مع مرور الوقت. وباستخدام النهج الصحيح يمكن للشركات استخدام الذكاء الاصطناعي لدفع عجلة النمو وتحسين أرباحها.