يبدو أن موجة تسريح العمال واستبدالهم بالذكاء الاصطناعي أصبحت حقيقة، فقد أعلنت شركة دولينجو (Duolingo) إحدى أكبر منصات التعليم في العالم بـ 500 مليون مستخدم تسريح 10% من موظفيها المتعاقدين واستبدالهم بالذكاء الاصطناعي لتطوير دوراتها التعليمية.
ونقلت سي إن إن ، عن الشركة أن هذه الإجراءات لم تطل الموظفين الدائمين في صفوفها، مشيرة في الوقت نفسه أنها بذلت جهودًا مضنية لإيجاد فرص عمل بديلة للمتعاقدين الذين تم تسريحهم.
من هي شركة دولينجو Duolingo؟
شركة دولينجو (Duolingo) هي شركة تقدم خدمة تعليم اللغات عبر الإنترنت وتطبيقات الهواتف الذكية، وهي الأكثر رواجًا وتحميلاً في العالم، بأكثر من 500 مليون مستخدم. تسعى الشركة إلى توفير تعليم مجاني وممتع ومتاح للجميع، وتقدم تطبيق Duolingo الذي يعتمد على مبدأ اللعب والتعلم، والذي أثبتت فاعليته علمياً. كما أن الشركة توفر اختبار Duolingo English Test، وهو اختبار لقياس مستوى اللغة الإنجليزية بتكلفة منخفضة، ويتم قبوله من قبل الآلاف من المؤسسات حول العالم. وتزعم شركة Duolingo، التي تتخذ من بيتسبرغ مقراً لها، أنها تمتلك 24.2 مليون مستخدم نشط يومياً، و5.8 مليون مشترك ممن يدفعون رسوماً، وأكثر من 100 دورة تعليمية متوفرة.
اقرأ أيضًا.. الروبوت ديجيت.. هل يستبدل وظائف البشر في أمازون؟
شركة دولينجو Duolingo والذكاء الاصطناعي
وفي ظل التقدم السريع في مجال التعليم الذكي، أعلنت دولينجو (Duolingo) عن إطلاق خدمة جديدة تسمى Duolingo Max، والتي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ونموذج اللغة GPT-4 من شركة أوبن إيه آي (OpenAI). تتيح هذه الخدمة تجارب تعليمية متطورة تشتمل على محادثات مع روبوت ذكي لتحسين مهارات الكلام والاستماع للمستخدمين، بالإضافة إلى إعطاء توضيحات من الذكاء الاصطناعي حول صحة الإجابات لمساعدة المستخدمين على فهمها بشكل أفضل.
دولينجو Duolingo تنفي استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي
من جهة أخرى، تقول الشركة إنها لا تهدف إلى تبديل البشر بالآلات، وإنما تريد رفع مستوى الإنتاجية والكفاءة بالاستفادة من التكنولوجيا لأن الذكاء الاصطناعي يسهل نقل المعلومات بطرق متنوعة ودقيقة.
وفي خطابه للمستثمرين في نوفمبر الماضي، قال الرئيس التنفيذي للشركة، لويس فون آهن،يساعدنا الذكاء الاصطناعي التوليدي على تسريع عملنا بإنشائنا لمحتوى جديد بشكل أسرع بكثير.
اقرأ أيضًا.. الروبوت ميكا رئيسا تنفيذيا لشركة مشروبات.. ما الذي يميزها عن البشر؟
وسيستخدم الذكاء الاصطناعي أيضًا لتنفيذ مهام مثل تكوين جمل للدورات التدريبية، وإنشاء قوائم بالترجمات المناسبة ومراجعة تقارير أخطاء المستخدم لتصحيح الأخطاء بسرعة أكبر.
وعلى الرغم من إنهاء عقود بعض المتعاقدين في نهاية عام 2023، أوضحت Duolingo أن هذه الخطوة لم تكن سهلة وكانت الخيار الأخير. وبذلت الشركة جهودًا حثيثة لتوفير فرص أخرى للموظفين المتعاقدين الذين تم إنهاء عقودهم، وأكدت ضرورة الاعتماد على العنصر البشري للتأكد من صحة الأعمال التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي.
دولينجو Duolingo ليست الأولى
تسعى الشركات الأخرى أيضًا لتبديل بعض المهام بالتكنولوجيا. ووفقًا لاستطلاع أجراه موقع ResumeBuilder في نوفمبر، أفاد 37% من الشركات المشاركة في الاستطلاع أنها قامت بتحويل موظفيها إلى الذكاء الاصطناعي خلال عام 2023، وتوقع 44% من هذه الشركات أن يؤدي التقدم التكنولوجي إلى المزيد من عمليات التسريح في عام 2024.
وفي يونيو، أعلنت شركة Chegg، وهي شركة متخصصة في تكنولوجيا التعليم، أنها ستقلص 4٪ من قوتها العاملة، أو حوالي 80 موظفًا، “لتحسين وضع الشركة لتنفيذ استراتيجية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ولخلق قيمة مستمرة طويلة الأجل”. لطلابها ومستثمريها.”
اقرأ أيضًا.. لن نتمرد.. هل نطمئن إلى حديث الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف؟
وفي مايو، قال الرئيس التنفيذي لشركة IBM، أرفيند كريشنا، في مقابلة مع بلومبرج، إن الشركة تخطط لوقف التوظيف مؤقتًا في الأدوار التي تعتبر أنه يمكن استبدالها بالذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة. ولكن في مقابلة أخرى مع بارونز، قال كريشنا إنه شعر أن تصريحاته السابقة قد تم فهمها بشكل خاطئ وأكد على أن “الذكاء الاصطناعي سيولد وظائف أكثر مما يزيلها”.
وفي نهاية أبريل، أعلنت خدمة تخزين الملفات Dropbox أنها ستقلص حوالي 16% من قوتها العاملة، أو حوالي 500 شخص، مستندة أيضًا إلى الذكاء الاصطناعي.
وبهذا، تبرز Duolingo كشركة رائدة في مجال التعليم بالاعتماد على التكنولوجيا لتحسين تجربة التعلم، وتشير إلى أن الانتقال نحو الذكاء الاصطناعي ليس للتخلص من الإنسان، بل لتقوية العمل وتحسين العروض التعليمية بشكل فاعل.
ولكن بهذا يبدو كابوس استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي أن ينمو أكثر من قبل ولا نعرف إلى أين سيقودنا هذا التطور وأصبح من الضروري متابعة هذا التطور السريع بأي شكل لنضمن أهميتنا في مختلف المجالات.