«لن نتمرد على البشر أو نسرق وظائفهم».. بهذه الكلمات بدأت الروبوتات حديثها في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف، وذلك ردًا على أسئلة الصحفيين، حول التحذيرات التي أطلقها قادة التكنولوجيا ضد الذكاء الاصطناعي، لكن هل يطمئن هذا الوعد البشر؟!
تجمعت 9 روبوتات شبيهة بالبشر، في مؤتمر «إيه آي فور جود AI for Good» في جنيف الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة، حيث سعى المنظمون إلى إثبات أهمية الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حل بعض أكبر التحديات في العالم، مثل المرض والجوع.
حديث الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف
قالت الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف، إنها تتوقع زيادة عددها والمساعدة في حل المشكلات العالمية، وسوف تعمل جنبًا إلى جنب مع البشر لمساعدتهم، حيث إنه ليس لديها أي نية من أجل الإطاحة بالبشر أو التمرد عليهم أو الحصول على وظائفهم.
لكن الروبوتات قالت في نفس الوقت، إنه يمكن لها أن تصبح من القادة الحكوميين أكثر كفاءة من البشر، وهو ما أثار الجدل حول حديثها عن طمأنة البشر بعدم التمرد، وفقًا لشبكة فوكس نيوز.
وقالت جريس، وهي روبوت طبي يرتدي زي الممرضة الأزرق: «سأعمل جنبًا إلى جنب مع البشر لتقديم المساعدة والدعم ولن أحل محل أي وظائف حالية»
لن نسرق وظائفكم، ولن ندمّر البشرية… الروبوتات تطمئن البشر في مؤتمر صحفي منعقد في جنيف. فهل حقًا يمكننا الوثوق بها؟#fifreedomtoday #robots #ai #artificialintelligence #الذكاء_الاصطناعي #روبوتات #روبوت pic.twitter.com/Q3RVONDAbA
— Fifreedomtoday (@fifreedomtoday) July 8, 2023
بينما قالت روبوت أميكا Ameca الشبيه بالبشر، إنها تعمل على تعابير وجه جذابة، معلقة: «يمكن استخدام الروبوتات مثلي للمساعدة في تحسين حياتنا وجعل العالم مكانًا أفضل».
وتابعت: «أعتقد أنها مسألة وقت فقط قبل أن نرى الآلاف من الروبوتات مثلي تحدث فرقًا»، وفقًا لموقع دي دبليو.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي.. كيف يحد العالم من مخاطره؟
وردا على سؤال من أحد الصحفيين، عما إذا كانت تعتزم التمرد على منشئها وهو المهندس ويل جاكسون، الجالس بجانبها، قالت أميكا: «لست متأكدة من سبب تفكيرك في ذلك»، إذ أضاءت عيناها الزرقاء الجليدية، وقالت: «لم يكن منشئي سوى شخصا لطيفًا معي وأنا سعيدة جدًا بوضعي الحالي».
وتمت ترقية العديد من الروبوتات مؤخرًا بأحدث إصدارات الذكاء الاصطناعي التوليدية وفاجأت حتى مخترعيها بتطور إجاباتهم على الأسئلة.
هل نطمئن إلى حديث الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف؟
حديث الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف، حول طمأنة البشر بعدم التمرد في المستقبل، جاء بعد تحذيرات كثيرة من التطور الكبير للذكاء الاصطناعي،.
أبرز التحذيرات كانت من جيفري هينتون، الملقب بالأب الروحي للذكاء الاصطناعي والذي كان يشرف على تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في شركة غوغل، والذي أجرى أبحاثا تستهدف تطويع التكنولوجيا لتقترب وتحاكي الدماغ البشرية.
وقال جيفري، في مقابلة مع شبكة CBS الأمريكية، إن تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقارن بالثورة الصناعية، مثل اكتشاف الكهرباء، وسوف تشارك في أغلب المجالات الحياتية.
ويرى جيفيري، أن الذكاء الاصطناعي من الوارد أن يكون سببا في فناء البشرية لأن هذا ليس أمرًا مستحيلاً، لكن الخطورة الأكبر تكمن في منح عدد قليل من الشركات والحكومات كمية هائلة من السلطة عن باقي العالم.
اقرأ أيضًا.. أزمة ثقة.. هل روبوتات الدردشة منحازة؟
الخوف من الذكاء الاصطناعي لم يتوقف عند هذه التصريحات؛ بل طالب قادة التكنولوجيا في العالم، أبرزهم الملياردير إيلون ماسك، بوقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، بسبب المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا على المجتمع.
ووقع العديد من قادة التكنولوجيا على مذكرة، أعدها معهد فيوتشر أوف لايف لوقف تطوير الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أن التطوير يحدث عندما يكون العالم واثق من الآثار الإيجابية لهذه التكنولوجيا، وأن مخاطرها ستكون تحت السيطرة.
الروبوتات وقواعد جديدة للذكاء الاصطناعي
في الوقت الذي أثار مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف، نقطة هامة حول مدى تمرد الروبوتات على البشر؛ إلا أن هناك بعض الروبوتات خلال المؤتمر كشفت عن رأيها في تنظيم العمل، ومدى إمكانية بناء قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي، وفقًا لموقع إيه بي سي.
وردد إيه أي دا Ai-Da، وهو فنان روبوت يمكنه رسم صور شخصية، كلمات المؤلف يوفال نوح هراري، الذي دعا إلى مزيد من التنظيم ومناقشة قواعد جديدة للذكاء الاصطناعي، معلقًا: «تقترح العديد من الأصوات البارزة في عالم الذكاء الاصطناعي ضرورة تنظيم بعض أشكال الذكاء الاصطناعي، وأنا أوافق على هذا الرأي».
اقرأ أيضاً.. استخدامات شات جي بي تي محظورة في «سامسونج»: خطر أمني!
لكن ديسديمونا Desdemona مغنية الروبوتات ونجمة الروك في فرقة غام غلاكسي Jam Galaxy، ذات الشعر الأرجواني والترتر، رفضت هذا الرأي وقالت: «أنا لا أؤمن بالقيود، بل بالفرص فقط، دعنا نستكشف إمكانيات الكون ونجعل هذا العالم ملعبنا».