في طريق دعم المشاريع المتعلقة بالتقنيات الجديدة؛ وافقت سلطنة عمان على مشروع المهندسة المصرية ميرنا محمد، والذي يقوم على استعمال نظام البلوكشين في تنظيم عمل ضريبة القيمة المضافة في السلطنة.
في السطور التالية، تفاصيل المقابلة التي أجرتها منصة فاينانشيال فريدوم توداي، مع المهندسة ميرنا محمد، وخلفيات نجاح مشروعها حول استخدام البلوكشين في ضريبة قيمة المضافة في سلطنة عمان.
لماذا اخترتِ تقنية البلوكشين كموضوع لمشروع تخرجك؟
يعمل أبي مدير ائتمان، وكان هذا الموضوع مهمًا بالنسبة له، وقد ساعدني في توجيه تفكيري إلى كيفية صنع موازنة بين التقنيات الجديدة والنظام الضريبي الجديد في السلطنة، ولذلك اخترت تقنية البلوكشين باعتبارها من أفضل التقنيات الموجودة والمناسبة للسيطرة على سير عمل الضريبة المضافة، حيث تتمكن الدولة من تتبع ومراقبة كل الأعمال الحسابية في مختلف الشركات.
اقرأ أيضًا: جنفيف لوفييل: البلوكتشين قادرة على تقليل المجاعات
تأخذ البلوكشين حيزًا كبيرًا من عالم الكريبتو، والهدف منها حفظ وتشفير المعلومات، لذلك في مشروع تخرجي تطرقتُ إلى تفسير كيفية استخدام التقنية الجديدة التي لها صلة في اختصاصي لتفعيل وتنظيم النظام الضريبي المعروض حاليًا في سلطنة عمان، والذي بدأ تطبيقه منذ أبريل 2021.
ما هي تقنية البلوكشين؟
البلوكشين عبارة عن كتل تحتوي على معلومات، وهذه الكتل متصلة ببعضها البعض على شكل سلسلة مشفرة بخوارزمية نظام الهاش (Hash)، وهو عبارة عن كود طويل مكون من أرقام وأحرف يتراوح ما بين 12 إلى 32 رمزًا.
اقرأ أيضًا: مؤسس بوليجون: السوق المتدهور فرصة لمطوري البلوكشين
وطبعاً بسبب كثرة الرموز والأرقام، فمن الصعب اختراقها، وفي نفس الوقت كل هذه الأرقام مرتبطة بسلسلة واحدة، وبالتالي لا يمكن كسر سلسلة من دون كسر السلسلة التي قبلها بسبب ترابطهما سويًا، وتتمتع البلوكشين باللامركزية، ولذلك ليس هناك شخص أو كيان واحد مسيطر على النظام.
ما هي أنواع البلوكشين الموجودة في السلطنة؟
هناك نوعان من أنظمة البلوكشين الموجودة حالياً، البلوكشين العامة والخاصة. والبلوكشين العامة، فمن اسمها هي عامة، تسمح لأي شخص بالدخول والاشتراك في النظام. أما البلوكشين الخاصة، لا تسمح لأحد بالدخول والاشتراك في النظام، إلا إذا كان مسجلًا بأن له أحقية الولوج إلى النظام.
وعلى سبيل المثال؛ تمتلك الوزارات -بشكل عام- بلوكشين خاصة، فلذلك لا يمكن لأي شركة في الدولة الدخول إلى المعلومات والبيانات الخاصة بالوزارة، دون أن تسجل الشركة بياناتها عبر الوزارة، حتى يمكن السماح لها بالولوج إلى النظام.
ما هي التحديات التي واجهتِها عند عرض مشروعك؟
تتلخص التحديات في أن مفهوم البلوكشين ليس منتشرًا بما يكفي في الوطن العربي، ومازال غير واضح للكثيرين، حتى أن الخبراء العرب في هذا المجال قليلون للغاية، وحاليًا في سلطنة عمان يوجد فقط نظام بلوكشين واحد، وهو في أولى مراحل تنفيذه.
اقرأ أيضًا: أدوات تحتاجها لتحسين تجربة التعليم في الويب 3.0
وبجانب أن هذه التقنية مستحدثة تكنولوجيًا، فإنك كي تصل إلى طريقة البرمجة في البلوكشين؛ تحتاج إلى وفرة من الوقت، وكيفية استحداث عقد ذكي والقيام بتثبيته في نظام البلوكشين من أجل بناء النظام الخاص بك.
هل العائلة كانت سببًا في نجاح مشروعك البحثي؟
الفكرة في الأساس استوحيتها من والدي، فهو الذي نبهني إلى إمكانية أن توفر تكنولوجيا البلوكشين حلولًا لنظام الضرائب المتبع حاليًا في سلطنة عمان. ولا أنكر دور كل أفراد أسرتي، فهناك الكثير من المتاعب استطعت تجاوزها بفضل دعمهم ومساندتهم.
اقرأ أيضًا: لوكاز لي: سر النجاح أن يكون عملاؤك في الأولوية.. وليس المال
قدمتُ مشروعي لوزارة البحث العلمي في سلطنة عمان، وبالفعل تم قبوله وتمويله، وهكذا صار طموحي أن أتمكن من تنفيذ فكرتي، طبعاً بمساعدة الجامعة، والمتخصصين، لأتمكن من الوصول إلى غايتي وإفادة البلد الذي أقيم فيه.
ما نصيحتك للشباب والشابات في سنك؟
البلوكشين هو المستقبل.. وإذا تمكنت من الآن الدخول إليه، وتعلم كيفية برمجة هذا النظام الجديد، والتعرف على لغة البرمجة الخاصة بهذه التقنية، ستتمكن من حجز مقعد لنفسك في صدارة العالم الجديد، بالإضافة إلى أن تقنية البلوكشين دخلت الدول العربية منذ ثلاث سنوات تقريبًا، ولذلك يجب أن ينتبه الجميع إلى أن هناك فرصة للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة.