في عام 2024، سيصبح الجيل زد هو الجيل الأكثر تمثيلاً في سوق العمل، متفوقاً على جيل الطفرة، وهو الجيل الذي ولد في الستينيات والسبعينيات ويعتبر الآن الأكبر سناً في الشركات. هذا ما أظهره بحث حديث أجرته شركة غلاس دوور (Glassdoor)، وهي منصة عالمية تتيح للموظفين تقييم أماكن عملهم دون الكشف عن هويتهم والبحث عن فرص عمل جديدة.
من هم أبناء الجيل زد؟
الجيل زد « Generation Z»، هو الاسم الذي يطلقه الباحثون على من ولدوا بين منتصف التسعينيات وعام 2010، وهم يمثلون الجيل الذي نشأ في عصر الرقمنة والتكنولوجيا. هذا الجيل يتميز بمهارات وقيم تجعله مرغوباً لدى أصحاب العمل، مثل الشفافية والتنوع والعدالة والاندماج في البيئة العملية.
وفقاً للبحث، فإن عام 2024، سيشهد تغييراً في توزيع الأجيال في العمل على مستوى العالم، حيث سيحتل الجيل زد المرتبة الأولى في عدد العاملين بدوام كامل، مستفيداً من ميزاته الرقمية وقدرته على التعلم والتكيف مع التطورات التقنية.
ما هي مميزات الجيل زد التي تجعله مرغوبًا لدى الشركات؟
وقال آرون تيرازاس، كبير الاقتصاديين في شركة غلاس دوور (Glassdoor)، إن الشركات تسعى إلى جذب والاحتفاظ بالموظفين الذين يتوافقون مع ثقافتها وفوائدها، وأن الجيل زد يحمل معه توقعات ومطالب مختلفة عن الأجيال السابقة. وأضاف تيرازاس، في تصريحات لموقع بيزنس إنسايدر، أن الجيل زد هو جيل فريد من نوعه، لأنه عاش أزمة الوباء في مرحلة حساسة من حياته، وهو ما أثر على نظرته للعمل والمجتمع.
اقرأ أيضًا.. كيف ينظر المديرون إلى الجيل زد في بيئات العمل؟
وتابع: «سيكون لهذا الجيل صوت أقوى في القوى العاملة وسيكون جزءاً أكبر منها، وسيطالبون بمستوى أعلى من المساءلة والمشاركة في الشركات التي يعملون فيها، وهو ما ربما كان الأجيال الأكبر سناً أقل جرأة في السعي إليه». يجد الجيل زد إقبالاً كبيراً من قبل الشركات والمؤسسات المتنوعة، التي ترى فيهم الجيل الأكثر حضوراً في سوق العمل.
ويقول تشيلسي ويليامز، خبير تنمية المواهب، إن الشركات تولي اهتماماً أكبر للمهارات والكفاءات التي يمتلكها الجيل زد، دون النظر إلى التخصصات الجامعية أو مجالات الدراسة، لأن الجيل زد يتمتع بمهارات استراتيجية وتقنية تمكنه من العمل بفعالية. ويشير ويليامز إلى أن الشركات تتعامل مع الجيل زد باحترام وثقة، وتعتبرهم القادة المستقبليين للمشاريع والعمليات والبرامج والأنظمة، وتحاول جذبهم وإبقائهم في فرق العمل.
اقرأ أيضًا.. الجيل زد الأكثر عرضة للاحتيال على الإنترنت.. لماذا؟
ويقول ويليامز إن الشركات تستخدم هذه الطريقة أيضاً لإقناع الجيل زد بالانضمام إلى شركاتهم. ولكن، قد يتغير ما يطلبه ويحتاجه الجيل زد كموظفين بدوام كامل مع زيادة عددهم في القوى العاملة أو تقدمهم في مساراتهم الوظيفية.
ويضيف تشيلسي ويليامز: «من المرجح أن يتطور تفكير واتجاهات الجيل زد مع تقدمهم في العمر، كما حدث مع جيل الألفية الذين غيرت تفضيلاتهم للعمل في المكاتب وفي وسط المدينة مع دخولهم في مرحلة تكوين الأسرة». ويختنم: «لكن الآن، لا يزال الجيل زد شاباً جداً. إنهم في تلك المرحلة من الحياة التي يسعون فيها إلى التحفيز الاجتماعي، ويقدرون المرونة في العمل».
كيف يتفاعل الجيل زد مع الأجيال الأخرى في العمل؟
بينما ينتظر الباحثون أن يكون عام 2024 هو عام انطلاقة الجيل زد في سوق العمل، ويحصلون على اهتمام وتقدير من الشركات، فإنهم لن ينافسوا عدد جيل الألفية في القوى العاملة قبل أوائل الأربعينيات من القرن الحالي، بحسب تقرير «Glassdoor».
جيل الألفية، هو الجيل الذي ولد بين عامي 1981 و1996، وهو الجيل الذي عايش تغيرات كبيرة في العالم والتكنولوجيا. وفي الوقت نفسه، يستعد بعض أفراد الجيل إكس X، وهو الجيل الذي ولد بين عامي 1965 و1980، للتقاعد، بحسب دراسة جديدة لمركز بيو للأبحاث.
اقرأ أيضًا.. «الجيل زد».. ما هي أفضل خيارات الأسهم لأبناء عصر الإنترنت؟
يقول آرون تيرازاس، كبير الاقتصاديين في شركة «غلاس دوور Glassdoor»: «إن الجيل إكس X يقترب من نهاية مسيرتهم المهنية». ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الجيل إكس X في وظائف بدوام كامل ويشغلون مناصب هامة؛ لذلك لا يزال على الشركات معرفة كيفية جذبهم والاحتفاظ بهم، ولكن هذا الجيل يفضل الاستقلالية ويحب أن يكون له أهداف واضحة يتبعها، وهو ما لا يتناسب مع تطور العمل في الشركات.
ويضيف تيرازاس: «نظرًا لأن الموظفين من الجيل إكس X الأكبر سنًا، يفكرون في التقاعد، فإن أصحاب العمل يركزون على الاستقرار وتحقيق أقصى استفادة من الادخار قبل التقاعد وأن يحافظوا على قوة واستقرار العمل؛ لذا فقد استعانوا بالجيل زد لتعويض ذلك».
ويشرح أن أصحاب العمل خاصة في الشركات الناشئة والتي تحتاج إلى النمو الاقتصادي يرون أن الجيل زد هو أفضل من الجيل إكس في القيادة، لأن الجيل إكس أكثر حذراً في المطالبة بالتغيير والشفافية والتعبير عن الرأي في مكان العمل، خاصة أنهم يريدون فقط الاستمرار في العمل حتى التقاعد، وهذا يعني ضعف الطموح والشغف في العمل.