على الرغم من أن تكنولوجيا الميتافيرس تستخدم في الغالب لأغراض ترفيهية، فإنها تفتح أيضا آفاقا جديدة لقطاع تطوير الأعمال، حيث توفر فرصا كبيرة للشركات للاستفادة منها. وبالتالي، فإن الواقع الافتراضي ليس مجرد لعبة، بل هو أداة قوية للابتكار والنمو.
والميتافيرس (Metaverse) هو مفهوم تكنولوجي يتيح إنشاء عوالم افتراضية تضم مليارات من الأفراد الذين يمكنهم التواصل والتعلم والتسوق والعمل فيها، بينما يبقون في منازلهم في الواقع المادي.
تطوير الأعمال والميتافيرس
بات الميتافيرس يجذب اهتمام الشركات التي تسعى إلى تطوير الأعمال وزيادة قيمتها. ويتميز الميتافيرس بقدرته على التكيف مع مختلف الصناعات والقطاعات، ويوفر فرصا للتعاون والتواصل والتعلم بين الشركات والمستهلكين.
وأشار موقع تيليفونيكا (Telefonica) إلى بعض القطاعات الرئيسية التي يمكنها الاستفادة من الميتافيرس في تطوير الأعمال، من خلال إمكانات التكنولوجيا التي تجمع ما بين الإبداع والتفاعل في مجالات مثل التعليم والصحة والتجارة والترفيه، ويمكن أن يغير طريقة عمل الشركات وتفاعلها مع العالم.
وأشار الموقع إلى بعض المجالات التي يمكن الاستفادة من قدرات الميتافيرس فيها وهي:
1- التسوق وتحسين تجربة العملاء
في الميتافيرس (Metaverse)، سيتم إنشاء بيئات افتراضية في مجال التسوق، حيث سيتمكن المستهلكون من تجربة المنتجات واختيار ما يرغبون في شرائه بفضل تجربة غامرة تعتمد على تقنيات مثل الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز.
اقرأ أيضًا: ما الوظائف المطلوبة في ميتافيرس؟
وعبر استخدام التكنولوجيا يمكن أن توفير تجربة فريدة للعملاء ومعرفة الملاحظات الخاصة بهم لتحسينها بشكل كبير، ونظرًا للطبيعة اللامركزية لهذه العوالم الافتراضية، يمكن توفير الوصول إلى المتاجر من أي مكان في العالم، مما يؤدي إلى إزالة الحواجز.
2- العمل عن بعد
يُمكن أن تتغير إمكانيات (وحتى طرق) العمل عن بعد بشكل كبير في البيئات الافتراضية من خلال بناء عوالم خاصة في العمل تدار فيها الاجتماعات والمناقشات والخطط المختلفة، بالإضافة إلى أن الميتافيرس يساعد الذين يعملون بانتظام من المنزل على عدم الشعور بالوحدة، وذلك من خلال تواجدهم برفقة المزيد من الأشخاص عبر المكتب الافتراضي وكأنه بدوام كامل لكن الموظف في الوقت نفسه بالمنزل.
أيضًا يمكن أن يحقق تطوير هذه المكاتب الافتراضية بعض المزايا المرتبطة بها مثل خفض التكاليف -سواء في إمدادات المكاتب المادية أو التوفير في شراء أو استئجار المباني- وتحسين التواصل في الوقت الحقيقي بين مختلف الموظفين.
اقرأ أيضًا.. ميتافيرس لا يزال مهمًا رغم الخسائر الكبيرة.. لماذا؟
3- العملات الافتراضية
العملات الافتراضية هي نوع جديد من الأموال التي تنشأ في العالم الافتراضي، وهي تؤثر على العالم المصرفي، حيث تتطلب طرقا جديدة للتعامل معها. وبالإضافة إلى ذلك، فإن العملات الافتراضية تمكن الأفراد من الشراء والبيع في الميتافيرس وهو عالم افتراضي يتصل بالعالم الحقيقي، ويوفر تجارب متنوعة وممتعة.
4- الإنتاجية والتدريب
يعد الميتافيرس هو فرصة رائعة للشركات لزيادة إنتاجيتها وتدريب موظفيها في العالم الافتراضي، دون الحاجة إلى تنظيم دورات أو رحلات خارجية، ويمكن للشركات الاستفادة من العالم الافتراضي لتطوير أعمالها بشكل فعال ومبتكر.
ومن خلال استخدام المحاكاة الافتراضية، يمكن للشركات التنبؤ بالنتائج وخفض التكاليف بتعديل الإستراتيجية أو خطوط التجميع بواسطة نماذج ثلاثية الأبعاد. وكذلك، ستساهم هذه المساحات في تحسين سلامة الشركة وتدريب القوى العاملة والوقاية من المخاطر المهنية.
اقرأ أيضًا.. مارك زوكربيرغ لن يتخلى عن «ميتافيرس» من أجل الذكاء الاصطناعي
5- عقد المؤتمرات والأحداث
إن عقد الأحداث والمؤتمرات التي يشارك فيها أشخاص من كل دول العالم، أمر مكلف ويحتاج إلى تنسيق وعمل لشهور، لكن في الواقع الافتراضي يمكن فعل ذلك بكل سهولة بأقل تكلفة وأسرع وقت.
ويوفر الميتافيرس للشركات لحضور المحادثات أو زيارة المنصات أو إقامة شبكة علاقات مهنية، بالإضافة إلى وجود ميزة واضحة في تقليل التكاليف والأعباء اللوجستية، فإنه يعمل أيضًا إلى إمكانية الوصول عن طريق كسر القيود الجغرافية.
وسواء كانت الشركات تستخدم هذه التقنية بشكل مباشر أو للمستخدمين بشكل غير مباشر، سيكون لتطوير الميتافيرس حضور وأهمية متزايدة، مدفوعًا أيضًا بتنفيذ تقنيات أخرى مثل اتصال 5G (ولاحقًا 6G)، والنشر الأكبر لإنترنت الأشياء (IoT) ) أو التجارب الغامرة بشكل متزايد للواقع المعزز أو الواقع الافتراضي.
وبالتالي، يبدو أننا في وضع يسمح لنا بالقول إن الميتافيرس (Metaverse) هي الخطوة التالية في رقمنة الشركات التي لا يمكن إيقافها، دون تجاهل المخاطر المحتملة في مسائل مثل الأمن أو الأخلاق أو الخصوصية أو التنظيم.