في خطوة رائدة تسعى إلى تمكين المتخصصين في الرعاية الصحية لتقديم خدمة أكثر كفاءة، تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لافتتاح أول معهد تعليمي للذكاء الاصطناعي في هذا الصناعة قريبًا. وأعلنت جامعة الخليج الطبية التابعة لمجموعة ثومبي ومقرها عجمان عن «معهد ثومبي/ كلية الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في الرعاية الصحية»، والذي من المقرر أن ينطلق في سبتمبر هذا العام، ليكون الأول من نوعه في هذا المجال.
نقل موقع «غولف نيوز» على هامش حدث إعلان تفاصيل المشروع في دبي، عن الدكتور ثومبي مودين، الرئيس المؤسس لمجموعة ثومبي، قوله إن المؤسسة التعليمية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ستبدأ «كمعهد يقدم دورات بشهادة قصيرة الأجل في سبتمبر من هذا العام وسيتم ترقيته إلى كلية في عام 2024».
وأضاف «نحن نتعاون مع بعض الجامعات الجيدة وشركات التكنولوجيا الكبرى ونبحث عن المزيد من المتعاونين وشركاء صناعة الرعاية الطبية لهذا المشروع. نأمل أن يكون لدينا 400 طالب بالإضافة إلى مبانينا ومختبراتنا الخاصة في السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة».
اقرأ أيضاً.. الرعاية الصحية.. دور جديد للبلوكشين والذكاء الاصطناعي
ثورة في مجال الرعاية الصحية
كما أوضح كيف سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مجال الرعاية الصحية في السنوات المقبلة. وسيعمل الذكاء الاصطناعي على تمكين المتخصصين في الرعاية الصحية من تقديم رعاية أكثر كفاءة وفعالية، وذلك من تنظيم المهام الإدارية وتبسيطها إلى تحسين دقة التشخيص للمرضى.
وكشف الدكتور مودين عن خمس طرق يمكن أن توفر من خلالها أدوات الذكاء الاصطناعي الثورية، قدرات جديدة من شأنها تعزيز نتائج العمل في صناعة الرعاية الصحية.
محاكاة واقعية للرعاية الصحية
وتتغير الطريقة التي يتم بها تعليم وتدريب المتخصصين في الرعاية الصحية نتيجة لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتشغيل تقنية الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) لبناء محاكاة واقعية للتعليم الطبي. وقال مودين إنه من خلال المحاكاة الواقعية، يمكن توفير بيئة آمنة واندماحية لأخصائيي الرعاية الصحية لممارسة الإجراءات الجراحية والتدخلات الطبية وسيناريوهات الطوارئ.
كما يمكن لأخصائيي الرعاية الصحية تحسين مهاراتهم ومعرفتهم باستخدام منصات التدريب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي يمكنها أيضًا تقييم أداء الطلاب وتقديم ملاحظات فردية. ويمكن أن يساعد هذا في ضمان أن تكون القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية مستعدة بشكل جيد وواثقة ومواكبة لأحدث التطورات في الصناعة.
تحليل البيانات بدقة
وفيما يتعلق بالمهام الإدارية التي تستغرق وقتًا طويلاً، فإن الذكاء الاصطناعي سيساعد متخصصي الرعاية الصحية بشكل مذهل. وقال الدكتور مودين: «سيحصلون على متسع من الوقت للتركيز أكثر على رعاية المرضى من خلال أتمتة الوظائف الإدارية المتكررة والمستهلكة للوقت».
ويمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل واستخراج المعلومات ذات الصلة من المستندات الطبية، ما يقلل من عبء إدخال البيانات يدويًا ويحسن دقة العملية بأكملها. ويمكن أيضـًا للأنظمة التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي تبسيط جدولة المواعيد والفواتير ومطالبات التأمين والمساعدة في إدارة المخزون، ما يؤدي إلى تحسين الكفاءة التشغيلية داخل مؤسسات الرعاية الصحية.
اقرأ أيضاً.. مستقبل الرعاية الصحية في ظل تزايد تطبيقات الـ NFTs
التدخل المبكر
ومن المنتظر أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة إلى تغيير طريقة التنبؤ بالأمراض وتوفير إمكانية التدخل المبكر في صناعة الرعاية الصحية.
وأوضح موثبي أنه «من أجل التنبؤ بتداعيات المرض، يمكن تحليل مجموعات من البيانات الضخمة، مثل سجلات المرضى والبيانات الجينية والعوامل البيئية باستخدام الذكاء الاصطناعي. يمكن لأخصائيي الرعاية الصحية تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض معينة بشكل استباقي ووضع تدابير وقائية باستخدام التحليلات التنبؤية. إن الإدارة المبكرة للأمراض القائمة على رؤى مدفوعة الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على تقليل مخاطر العواقب الصحية الخطيرة».
اكتشاف الأمراض
كما أشار الدكتور مودين إلى أن خوارزميات التعلم العميق تساعد أيضا أخصائيي الأشعة في تفسير عمليات الفحص المعقدة والكشف عن أمراض مثل السرطان في المراحل المبكرة بدقة أعلى. وأوضح أنه «باستخدام خوارزميات التعلم العميق، يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية تحليل كميات هائلة من بيانات التصوير التشخيصي الطبي. سيساعد ذلك في اكتشاف أمراض مثل السرطان في المراحل المبكرة بدقة أعلى. يمكن لأدوات التشخيص التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تقلل بشكل كبير من الوقت اللازم للتشخيص، ما يتيح العلاج الفوري وتحسين النتائج بالنسبة للمرضى».
اقرأ أيضاً.. ما هي مميزات العقود الذكية في مؤسسات الرعاية الصحية؟
روبوتات الدردشة
يأتي ذلك فيما بدأ المساعدون الافتراضيون وروبوتات الدردشة بالفعل في تغيير طريقة تفاعل المرضى مع مقدمي الرعاية الصحية في أجزاء مختلفة من العالم. وقال مودين «تستخدم هذه الأدوات لتقديم معلومات الرعاية الصحية الفردية، والمساعدة في جدولة المواعيد، والرد على الاستفسارات الطبية البسيطة، وحتى مراقبة أعراض المريض عن بُعد».
وأكد أنه من خلال الاستفادة من المساعدين الافتراضيين المدعومين بالذكاء الاصطناعي، يمكن لمؤسسات الرعاية الصحية تحسين تفاعل المرضى، وضمان تحقيق عمليات دعم الرعاية الصحية على مدار الساعة.
وأضاف «يمكن لمتخصصي الرعاية الصحية التركيز على عمل أكثر ابتكارًا واستراتيجية من خلال أتمتة المهام المتكررة. يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تزويد الأطباء والممرضات وأعضاء هيئة التدريس برؤى أعمق لأنه يمكنه تحليل الكثير من البيانات. ومع ذلك، ستظل هناك حاجة إلى البشر في المستقبل، وخاصة في مجال الرعاية الصحية، لأن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي دون إشراف بشري أو يمكن أن يكون ضارًا».
وأعلن الدكتور مودين خلال الحدث أيضًا عن إطلاق مركز ثومبي للرعاية الصحية الذي سيدعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال والمبتكرين، ويزودهم بالتوجيه والموارد والنظام البيئي التمكيني لتحويل أفكارهم إلى حلول مؤثرة.