تعمل التكنولوجيات المستحدثة والجديدة على إعادة رسم شكل مجال الرعاية الصحية واستكشاف الأدوية. غالبًا ما تتصف رحلة اكتشاف الدواء بالعملية المعقدة والطويلة والمستهلكة للجهد الجهيد. إذ يتطلب حوالي 10 إلى 15 عام وملايين الدولارات لاكتشاف الدواء وتصنيعه وعرضه في الأسواق.
ولكن بفضل ما آلت إليه الدراسات والأبحاث التكنولوجية الجديدة، بات العمل أسهل وأسرع وأجود. ضج العالم مؤخرًا بأخبار عن الذكاء الاصطناعي والروبوتات والبلوكشين والتي هي نفسها تقوم بالعمل المتكرر في مجال اكتشاف الأدوية وتسهيل المهام على الموظفين في المجال الصحي بشكل عام.
اقرأ أيضًا.. بيل جيتس يجيب: هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على العقل البشري؟
تطبيق التكنولوجيا الحديثة في المجال الصحي
في بداية شهر كانون الثاني/يناير، أعلنت شركة إنسيليكو ماديسون Insilico Medicine عن مختبر الروبوتات الخاص بها من الجيل السادس مؤكدة على تطبيق التكنولوجيا الحديثة في المجال الصحي. وبالفعل تم أتمتة المختبر بالكامل واستخدام الروبوتات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الهدف وإجراء الفحص المركب وتطوير الطب الدقيق والقيام بالبحث الانتقالي. وبهذه الطريقة تم السماح للعلماء بالتركيز على المهام المهمة والمعقدة والتي تحتاج إلى تدخل إنساني بشري مثل تطوير التجربة السريرية وإجراء الدراسات على التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية.
ولا يمكن إنكار دور البلوكشين في المجال الصحي. فبتبني هذه التكنولوجيا الثورية يتم حماية بيانات المريض والاحتفاظ بها للاستخدامات المستقبلية. فبفضل البلوكشن يمكن للمريض التحكم ببياناته الشخصية وتأمين خصوصيته ومراقبة تطور معلوماته.
اقرأ أيضًا.. لينكد إن.. مزايا مهنية وأمنية لاستخدام الذكاء الاصطناعي
أهداف التكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية
تهدف التكنولوجيا إلى التسلح ضد الأزمات المفاجئة. فبالعودة إلى عام 2020 ومع انتشار جائحة كورونا، لجأ العلماء من جميع أنحاء العالم إلى الأبحاث الموجودة بمتناول اليد لإنتاج لقاح في غضون عام واحد فقط. تتضارب هذه الحقيقة مع الجدول الزمني النموذجي لتطوير اللقاح عادة والذي يستغرق مدة خمسة إلى عشر سنوات.
ومن هنا يمكن التأكد ولمس أهمية التطورات التكنولوجية في تسريع الاكتشافات الطبية لخدمة البشرية. إذ ساهمت تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها المزيد، في تسريع عملية الاكتشاف ودفع الابتكارات الطبية إلى الأمام ناهيك عن دعم الباحثين والعلماء لإنقاذ الأروح. وهذا الأمر لا ينطبق على جائحة كورونا فحسب بل على مختلف الأمراض والأوبئة التي تصيب الإنسان والتي قد تصيبه في المستقبل القريب كم البعيد.
يعمد العلماء اليوم إلى بناء مستقبل قائم على الأدوية المكتشفة من قبل الذكاء الاصطناعي وعلى المواعيد الافتراضية وعلى علاجات الصحة العقلية التخديرية. وكغيرها من الأفكار والمفاهيم الجديدة تختلف الآراء ويزداد الجدل المتضارب بين مؤيد ومعارض. ومع ذلك لا بد الإشارة إلى أهمية دعم مستقبل رقمي للصحة حفاظًا على السلامة العامة.
اقرأ أيضًا.. Microsoft تستعين بالذكاء الاصطناعي.. إليك أهم 5 استخدامات جديدة