أعلنت شركة أوبن إيه آي، صانع برنامج تشات جي بي تي، عن شراكتها مع شركة فيغر إيه آي، وهي شركة ناشئة تعمل على إنشاء روبوتات تشبه البشر. الهدف من الشراكة هو تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الجديدة التي تمكن الروبوتات من التفاعل مع البيئة المحيطة واللغة بطريقة طبيعية وفعالة.
الشركتان تقولان إن الروبوتات البشرية يمكنها أن تساعد في مجموعة واسعة من المجالات، مثل التصنيع والخدمات اللوجستية والتخزين والبيع بالتجزئة، وأنها قد تسهم في حل مشكلة نقص العمالة في بعض القطاعات. كما تقولان إن الروبوتات البشرية تمثل خطوة هامة نحو تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، وهو القدرة على تعلم وأداء أي مهمة يمكن للبشر القيام بها، ولكن هل تفتح الشراكة الجديدة مجالًا للسباق في عالم الروبوتات البشرية بين سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، وإيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا التي تعمل حاليًا على تطوير روبوتات بشرية باسم أوبتيموس، حيث يبدو أن الروبوتات من شركة فيغر إيه آي وشركة تسلا تتشارك بعض الخصائص، مثل الشكل البشري والقدرة على التعلم من البيئة.
اقرأ أيضًا.. الروبوت ميكا رئيسا تنفيذيا لشركة مشروبات.. ما الذي يميزها عن البشر؟
ما هو روبوت فيغر -01؟
فيغر-01 هو روبوت يمكنه العمل في مجالات متنوعة مثل «الصناعة والخدمات اللوجستية والتخزين والتجارة الإلكترونية»، ويمكنه سد الفجوة في القوى العاملة.
وقد أظهر فيديو الآلة وهي تتحرك، وترفع الصناديق وتحركها في المستودع، وحتى تصنع فنجانًا من القهوة. ومع ذلك، فإن الروبوت لا يزال بطيئا. فيما يُظهر العرض التوضيحي الأخير في الشكل، أن الآلة تعمل بنسبة 16.7 بالمائة من سرعة الإنسان – أثناء ربطها.
في الشهر الماضي، نشر بريت أدكوك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فيغر، فيديو لـ فيغر-01 وهو يعمل على ماكينة القهوة.
وأوضح أن الروبوت تعلم من خلال مراقبة البشر كيف يقومون بنفس المهمة، واصفًا ذلك بأنه إنجاز «رائع»
وقال آدكوك إنه مثال على الذكاء الاصطناعي العام، حيث يتمكن نموذج الذكاء الاصطناعي من تعلم جميع خطوات التطبيق، مثل تحضير القهوة، في مرة واحدة، بدلاً من الاعتماد على التسلسل.
وتابع: «هناك إمكانية للتوسع في كل حالة استخدام، وعندما ينمو الأسطول، يتم جمع المزيد من البيانات من أسطول الروبوتات، وإعادة تدريبها، ويصبح الروبوت أكثر كفاءة».
وعبر براد لايت كاب، الرئيس التنفيذي للعمليات في أوبن إيه آي، عن إيمانه بـ«النهج والتأثير» الذي يمكن أن يحققه 1X لمستقبل العمل.
وقال بيتر ويلندر، نائب رئيس المنتجات والشراكات في «أوبن إيه آي»، في بيان صحفي لـ فيغر يوم الخميس: «لقد كانت لدينا دائمًا رؤية للعودة إلى الروبوتات، ونجد مع فيغر طريقة لاستكشاف ما يمكن أن تفعله الروبوتات البشرية عندما يتم تشغيلها بواسطة روبوتات ذات نماذج متعددة الوسائط عالية القدرة».
اقرأ أيضًا.. أشباه بشر ومساعدون آليون.. ماذا كشف مؤتمر الروبوتات العالمي بالصين؟
وأضاف: «لقد أبهرنا بالتقدم الذي حققته شركة فيجر حتى الآن، ونتطلع إلى العمل معًا لفتح إمكانيات جديدة لكيفية مساعدة الروبوتات في الحياة اليومية».
وأعلنت شركة فيغر، المدعومة من عمالقة مثل مايكروسوفت، وإنفيديا، ومؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، جمع 675 مليون دولار، قالت إنها تقدر قيمة الشركة بمبلغ 2.6 مليار دولار.
لم تخف شركة أوبن إيه آي إيمانها بأن الروبوتات يمكنها إعادة تشكيل مستقبل العمل، حيث قادت جولة تمويل بقيمة 23.5 مليون دولار في شركة الروبوتات الناشئة 1 إكس تيكنولوجيز (1X Technologies) العام الماضي.
ووفقا لبيانات من غرفة التجارة الأمريكية، كان هناك 616 ألف وظيفة شاغرة في مجال التصنيع لم يتم شغلها بعد في أغسطس 2023.
ما هو روبوت أوبتيموس؟
روبوت أوبتيموس من شركة تسلا، يعتبر أقرب ما يمكن إلى الروبوت البشري في الوقت الحالي. فهو يمتلك جسمًا وأطرافًا وأيديًا وأقدامًا ووجهًا تشبه جميعها تلك البشرية، ويتحرك بسلاسة وطبيعية، ويتعلم من خلال الذكاء الاصطناعي.
يقول موقع ذي ماسنجر (The Messenger)، إن الروبوت يستخدم شبكة عصبية مدربة لأداء المهام الأساسية، ويستفيد من التكنولوجيا الجديدة والتطوير الذي يحدث في الذكاء الاصطناعي. ويتميز الروبوت بأيدي جديدة تستطيع القيام بحركات دقيقة ومعقدة، وأقدام مفصلية تزيد من سرعة المشي بنسبة 30٪، وجزء خارجي أبيض لامع يعكس الأناقة والحداثة.
تقول شركة تسلا (Tesla)، إن الهدف من الروبوت البشري، هو تحرير البشر من المهام الخطرة والروتينية، وتحسين جودة حياتهم. ولكن هل سيكون هذا حقيقة أم خيال؟ وهل سيكون الروبوت صديقًا أم عدوًا للإنسان؟ هذه هي الأسئلة التي يثيرها روبوت تسلا البشري.
وفي مقطع فيديو مذهل، يظهر الروبوت البشري وهو يرقص على أنغام الموسيقى الإلكترونية بحركات متناسقة ومتنوعة، ذكرت الشركة أن نموذجها الجديد، الذي أطلقت عليه اسم أوبتيموس جين 2 (Optimus Gen 2)، أسرع وأخف وأذكى من سابقه.
There’s a new bot in town 🤖
Check this out (until the very end)!https://t.co/duFdhwNe3K pic.twitter.com/8pbhwW0WNc
— Tesla Optimus (@Tesla_Optimus) December 13, 2023
يتميز أوبتيموس جين 2 (Optimus Gen 2) بأيدي تستطيع القيام بحركات دقيقة ومعقدة، وجزء خارجي أبيض لامع يعكس الأناقة والحداثة. كما يحتوي على أجهزة استشعار تمكنه من الشعور بالأشياء التي يمسك بها.
في الفيديو، يمكن رؤية الروبوت وهو يفرز الأشياء حسب اللون والشكل، ويحافظ على توازنه أثناء الانحناء للأسفل بطريقة مبهرة. وليس هذا فحسب، بل يمارس الروبوت تمارين اليوغا ويتقن فن التقاط البيضة دون كسرها، وفقًا لوكالة بلومبرغ.
اقرأ أيضًا.. لن نتمرد.. هل نطمئن إلى حديث الروبوتات في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بجنيف؟
إيلون ماسك يتحدى
وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر لم يبدُ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، انبهارًا بالإعلان عن شراكة شركة أوبن إيه آي وشركة فيغر إيه آي. بل كتب تعليقًا قصيرًا على منصة إكس يقول فيه: «أحضرها». وهو ما يوحي بأنه يرى الشركتين كمنافسين له في مجال الروبوتات البشرية.
إيلون ماسك يقاضي أوبن إيه آي
يأتي سباق الروبوتات البشرية بين ماسك وألتمان في وقت رفع إيلون ماسك فيه دعوى قضائية ضد شركة أوبن إيه آي ومؤسسها سام ألتمان الداعم الرئيسي لشركة فيغر زاعمًا أن شركة أوبن إيه آي انحرفت عن مهمتها الأصلية، وهي تحقيق مصلحة البشرية جمعاء.
وكان ماسك أحد المؤسسين والممولين الأوائل لشركة أوبن إيه آي في عام 2015، ولكنه انسحب من مجلس الإدارة في عام 2018 بسبب خلافات حول الرؤية والأهداف. وقال ماسك إنه كان يريد أن تكون شركة أوبن إيه آي منظمة غير ربحية تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي العام بطريقة آمنة ومفيدة للبشرية، ولكنه اكتشف أن الشركة تغيرت إلى شركة قابضة ذات ربح محدد، وأنها تتعاون مع مايكروسوفت، وهي شركة تسعى إلى الربح من الذكاء الاصطناعي.
وقال ماسك في تغريدة: «ليس من الواضح بالنسبة لي كيف أن بنية OpenAI قانونية».
في ظل هذا الصراع بين إيلون ماسك وشركة أوبن إيه آي وشركة فيغر إيه آي، يبقى السؤال: من سيفوز في سباق الروبوتات البشرية؟ هل سيكون أوبتيموس من شركة تسلا، أم فيغر-01 من شركة فيغر إيه آي، أم روبوت آخر لم يظهر بعد؟ وما هي الآثار الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية لظهور هذه الروبوتات؟ وكيف سيتفاعل البشر معها؟