تعتزم غوغل التحرك لمواجهة واحدة من أخطر القضايا التي تواجه البشرية بعد الانتشار السريع لأدوات الذكاء الاصطناعي، وهي الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي، والتي وجدت مكانا متسعا لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأشهرها الصور المزيفة للحظة القبض على الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، والتي شهدت إعادة تغريد على موقع تويتر نحو 5 ملايين مرة.
وحذر المسؤولون والعاملون في قطاع التكنولوجيا من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في إنشاء صور واقعية أو مقاطع نصية فصيحة يمكن أن تساعد المزعجين والنصابين ومروجي الشائعات في خداع الناس.
اقرأ أيضًا.. هل تشعل الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي حرب الروبوتات؟
كيف تواجه غوغل الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي؟.. علامات تحذيرية
تعتزم غوغل تضمين معلومات تسمى علامات داخل الصور التي تم إنشاؤها بواسطة نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لتحذير الناس من أن الصور تم إنشاؤها بالأصل بواسطة الذكاء الاصطناعي، حسبما أعلنت الشركة أمس الأربعاء.
ووفق سي إن بي سي، لن تكون البيانات التي تكشف زيف الصور مرئية للعين البشرية، ولكن البرامج مثل غوغل سيرش Google Search ستكون قادرة على قراءتها ومن ثم عرض تحذير للمستخدمين، كما ستوفر غوغل أيضًا معلومات إضافية حول جميع الصور في نتائجها للمساعدة في منع الخداع، بما في ذلك متى تم تحميل الصورة لأول مرة على محرك البحث وما إذا تم الاستشهاد بها من قبل مواقع الأخبار.
يقرأ أحد أمثلة التحذيرات التي قدمتها Google «صورة تم تسميتها بنفسها كما تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي».
على سبيل المثال، أصبحت صورة مؤخرًا للبابا فرنسيس بسترة شتوية أنيقة تم إنشاؤها على تطبيق ميدجيورني Midjourney شائعة وقد خدعت بعض الناس وجعلتهم يعتقدون أنها حقيقية.
اقرأ أيضًا.. هل تشعل الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي حرب الروبوتات؟
صعوبة كشف الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي
أحد التحديات التي تواجه صناعة الذكاء الاصطناعي هي عدم وجود طريقة موثوقة لتحديد الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب، فعلى الرغم من وجود بعض الدلائل مثل اليدين المرسومة بشكل سيء، فإنه لا يوجد طريقة حاسمة للقول بأي الصور تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب وأيها تم رسمها أو التقاطها بواسطة إنسان.
تتمثل الطريقة التي تتبعها Google في تسمية الصور عندما تخرج من نظام الذكاء الاصطناعي بدلاً من محاولة تحديد ما إذا كانت حقيقية في وقت لاحق. وقالت غوغل إن شترستوك Shutterstock وMidjourney ميدجورني ستدعمان هذا النهج الجديد للعلامات التجارية.
وتقول وثائق مطوري غوغل إن العلامات التجارية ستكون قادرة على تصنيف الصور كوسائط خوارزمية مدربة، وهي التي تم إنشاؤها بواسطة نموذج الذكاء الاصطناعي؛ صورة مركبة تم إنشاؤها جزئيًا بواسطة نموذج الذكاء الاصطناعي؛ أو وسائط خوارزمية، تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر ولكنها لا تستند إلى بيانات التدريب.
وعقدت غوغل مؤتمر المطورين السنوي للشركة أمس الأربعاء، حيث أعلنت عن هاتف قابل للطي يبلغ سعره 1799 دولارًا ومزايا إضافية للذكاء الاصطناعي لمنتجات غوغل الأخرى، بما في ذلك مولد الصور.
اقرأ أيضًا.. أزمة أصوات الذكاء الاصطناعي المزيفة في طريقها للحل: نتقاسم العوائد
جدل كبير حول الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي
وأصبحت الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي تثير جدلاً أكبر حول خطر المحتوى الذي تم إنشاؤه والذي لا يمكن تمييزه عن الأصلي.
وارتفعت شهرة مولدات الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي، التي تنشئ صورًا بناءً على تعليمات مكتوبة، من حيث الشعبية والأداء، فيطلب المستخدمون طلبات تتراوح من العادي مثل رسم سانتا كلوز إلى غير منطقي مثل الكلب الألماني في الفضاء بأسلوب الزجاج الملون، ويخرج برنامج الذكاء الاصطناعي صورة تشبه لوحة احترافية أو صورة واقعية، بحسب واشنطن بوست.
جدير بالذكر أن مختبر الأبحاث ميدجيرني Midjourney استطاع إنتاج صورة فنية بواسطة الذكاء الاصطناعي، في أغسطس الماضي، أثارت جدلاً عندما فازت في مسابقة فنية في معرض ولاية كولورادو الأمريكية.
وبحسب اندبندنت، شمل انتشار الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي على مواقع التواصل الاجتماعي مسؤولين أمريكيين منتخبين رفيعي المستوى، مما دفع المنصات التي واجهت انتقادات بسبب ضعف استجابتها للتحكم في المعلومات المضللة التي تقف وراءها شركات الذكاء الاصطناعي، إلى اتخاذ إجراءات.
الأمر امتد من الصور المزيفة بالذكاء الاصطناعي إلى الفيديوهات حيث نشر الناشط اليميني المتطرف جاك بوسوبيك فيديو للرئيس جو بايدن يعلن فيه إعادة التجنيد العسكري للأمريكيين للانخراط في الحرب الروسية على أوكرانيا.