أُطلقت مركبة ستارشيب التابعة لشركة سبيس إكس، التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، في تجربتها الثالثة من موقع ستاربيز في تكساس، وقد تجاوزت الإنجازات السابقة في صباح يوم الخميس بقطعها مسافة أبعد بكثير من رحلتيها التجريبيتين في عام 2023، ولكنها في النهاية تفككت.
كان من المخطط أن تهبط المركبة في المحيط الهندي، ممهدة الطريق لمهمات تجريبية أكثر تعقيدًا في المستقبل، والتي ستشمل نقل رواد فضاء ناسا إلى القمر. ومع ذلك، بعد إعادة الدخول إلى الغلاف الجوي، فقد الفريق الاتصال بخدمة الإنترنت ستارلينك ونظام TDRSS للتتبع وترحيل البيانات.
وخلال البث المباشر، أعلن دان هوت، مدير الاتصالات في سبيس إكس، أن «السفينة قد فُقدت، وبالتالي لن يكون هناك هبوط اليوم، لكن الجديد، المثير للإعجاب مشاهدة القدر الكبير من التقدم الذي تم إحرازه في هذه المحاولة».
وتعد النتائج الفاشلة جزءًا طبيعيًا من عملية التطوير في سبيس إكس، حيث تهدف هذه الاختبارات إلى جمع بيانات مهمة تساعد المهندسين على تحسين تصميم المركبة للمهام المستقبلية، وفقًا لشبكة سي إن إن.
ما هي مركبة ستارشيب؟
مركبة ستارشيب، التي تطورها شركة سبيس إكس، هي مركبة إطلاق ضخمة ومتطورة. تتألف من معزز Super Heavy ووحدة ستارشيب، وصُممت لتكون متعددة الاستخدامات، قادرة على نقل الأفراد والحمولات إلى الفضاء، بما في ذلك القمر والمريخ، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.
وستارشيب، التي تُعتبر الأكبر والأقوى من نوعها حتى الآن، تلعب دورًا محوريًا في خطط سبيس إكس لتوسيع شبكة ستارلينك وإرسال الإنسان إلى المريخ، بالإضافة إلى ذلك، تخطط سبيس إكس لاستخدام ستارشيب كمحطات تزود بالوقود في الفضاء، مما يفتح الباب لمهام أبعد في الفضاء، مثل الرحلات إلى المدار الجغرافي المتزامن والمريخ.
اقرأ أيضًا: هل تنجح شركة سبيس إكس في الوصول إلى القمر؟
حلم إيلون ماسك للوصول إلى القمر والمريخ
وفي تعليق له أكد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، أن الغاية من هذه الرحلات التجريبية الأولية هي بلوغ المركبة الفضائية للسرعات اللازمة بما يكفي لدخول مدار ثابت حول الأرض.
وقد نجحت المركبة الفضائية في الوصول إلى السرعات المدارية المستهدفة، دون النية للدخول فعليًا في المدار خلال هذه الرحلة.
ويرى إيلون ماسك أن نظام ستارشيب أساسي لتحقيق رؤيته الطموحة، وهي إرسال البشر إلى المريخ. وبشكل أكثر أهمية، اختارت ناسا مركبة ستارشيب لتكون مركبة الهبوط التي ستحمل رواد الفضاء إلى القمر ضمن مهمة أرتميس المزمع إطلاقها في سبتمبر 2026.
وتنخرط شركة سبيس إكس في برنامج أرتميس وهو مشروع رحلات فضائية تابع لوكالة ناسا، بالتعاون مع شركات الطيران الفضائي التجارية وشركاء دوليين مثل وكالة الفضاء الأوروبية (ESA). يهدف البرنامج إلى إعادة البشر إلى القمر، بما في ذلك الهبوط بأول امرأة والرجل التالي على منطقة القطب الجنوبي للقمر. يُعد البرنامج خطوة أولى نحو إقامة وجود مستدام على سطح القمر، ووضع الأساس لبناء اقتصاد قمري، وفي نهاية المطاف، إرسال البشر إلى المريخ.
وتم تبني هذه الحملة في عام 2017 من خلال قرار توجيه سياسة الفضاء. وتستفيد الحملة من برامج فضائية مختلفة مثل برنامج أوريون، وبوابة المنصة المدارية القمرية، وخدمات الحمولات التجارية القمرية، بالإضافة إلى مركبة هبوط قمرية لم يتم تطويرها بعد.
وعلق بيل نيلسون، مدير ناسا عبر منصة إكس قائلًا: «تهانينا لـ سبيس إكس على إنجاز آخر في رحلاتها التجريبية! المركبة الفضائية قد صعدت بنجاح إلى الفضاء» مضيفًا «من خلال برنامج أرتميس، نتخذ خطوات جريئة نحو إعادة الإنسان إلى القمر ومن ثم السعي لاستكشاف المريخ».
وقد منحت السلطات التنظيمية مؤخرًا الضوء الأخضر لـ SpaceX لإجراء هذه الرحلة التجريبية.
اقرأ أيضًا: صراع الأغنياء.. جيف بيزوس ينافس ماسك بالاستثمار في الفضاء مع ناسا
إيلون ماسك واثق في نجاح الرحلات التجريبية
فيما يتعلق بعملية اختبار الطيران، أعرب إيلون ماسك عن ثقته بأن الرحلة الحالية ستكون أكثر نجاحًا من الرحلات التجريبية في عام 2023، مشيرًا إلى أن النجاح سيوفر بيانات قيمة قد تمكّن ستارشيب من القيام برحلات تجريبية أكثر تحديًا.
وأشار ماسك في تصريحات نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه يعتقد بأن فرصة الوصول إلى المدار جيدة، مقدرًا احتمالية النجاح بنسبة 80%، وأكد أن الصاروخ المستخدم في الرحلة الثالثة متفوق على الصواريخ المستخدمة في الرحلتين الأولى والثانية.
ومع ذلك، تؤكد سبيس إكس أنها لا تتوقع نجاحًا مطلقًا في هذه الرحلات التجريبية الأولية، معتبرة كل رحلة فرصة للتعلم والتحسين. وتشدد الشركة على أن نهجها في التطوير كان العامل الأساسي وراء جميع ابتكاراتها الرئيسية.
اقرأ أيضًا: ماذا يدفع عمال سبيس إكس ثمنًا لتحقيق حلم إيلون ماسك؟ وقائع صادمة!