- رفضت التحول إلى موظف.. وأولى شركاتي توسعت في 35 دولة
- صندوق طوارئ يغطي احتياجاتك لـ6 أشهر شرط التفرغ للتداول.. والنجاح يحتاج لـ3 سنوات
- البلوكشين له مستقبل كبير.. ومجالات التقنية ستمتد إلى جميع الشركات
- سوق العملات المشفرة شديد التقلب.. والاستثمار في الكريبتو يحتاج إلى بحث معمق
- الذكاء الاصطناعي يستطيع التنبؤ بالأوضاع الاقتصادية.. والاستثمار فيه «خطير للغاية»
بدأ باس كويجمان رحتله في ريادة الأعمال منذ أن كان في عمر الـ13، فأسس شركته الأولى وهو في الـ 16 من عمره… لطالما جذبه استكشاف المجالات المتعددة واقتناص الفرص، فتنقّل في رحلته العملية بين مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والآن يعمل في مجال التمويل والاستثمار والتداول. «باس» الذي يبلغ من العمر 33 اليوم، هو حاليًا الرئيس التنفيذي ومدير الأصول في «دي.إتش.إف كابيتال إس. إيه» DHF Capital S.A، وهي شركة للخدمات المالية شارك في تأسيسها في عام 2020 وعلى مدار السنوات الماضية نجح «باس» في الاستفادة من خبرته في مجال التمويل لتوفير حلول ومساعدة الآخرين على التداول بشكل محترف والوصول للحرية المالية كما وألّف كتابًا عن «التداول والاستثمار» لعرض رؤية في هذا المجال.
في السطور التالية تلتقي «فايننشيال فريدوم توداي» مع باس كويجمان للحديث عن خبرته في مجال الاستثمار والتداول، وكيفية تحقيق الحرية المالية من هذا المجال بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة.
ما الذي دفعك إلى دخول سوق العمل وأنت في سنّ الـ 13؟
دخلت مجال ريادة الأعمال في سن صغيرة جدًا، وأنا أرى أن في ذلك العمر يفعل الشباب شيئان، إمّا يمشون على خطى أهلهم أو يشقّون طريقهم بنفسهم، وفي حالتي قررت شق طريقي بنفسي واتّخذت القرار عندما كنت في سن الـ13 وكانت أول مرة لي أحصل فيها على دخل مقابل تطوير صفحات الويب للعملاء، وأدركت حينها أنه بإمكاني جني المال عبر تطوير منتجاتي خدماتي الخاصة من خلال القيام بعمل أحبه بدلاً من أن أعمل بوظيفة عادية.
اقرأ أيضاً.. «هدى الخزيمي»: «البلوكشين» يدعم الخدمات الحكومية الذكية
والدي كان يعمل بجهد طوال الوقت، يذهب صباحًا للعمل ثم بعد الظهيرة ومساءً أيضًا، فوالدي أكمل تعليمه وحصل على شهادات واستطاع إيجاد عمل جيّد، لكنني لم أستطع إمضاء طفولتي معه لأنه كان غائبًا عنا طوال اليوم، فأدركت أنني لا أريد أن ينتهي بي المطاف بالعمل في عدّة وظائف كما اضطر والدي.
وبعد أن تخرّجت من المدرسة الثانوية، دعمني الكثير من الأشخاص لإكمال دراساتي العليا، ولكنني لم أرد القيام بذلك ودخلت مجال شركات تكنولوجيا المعلومات عندما كنت في سن الـ 16 وعندها أسست أول شركة رسمية خاصة بي.
رفضت أن ينتهي بي المطاف كموظف مثل والدي فأسست أول شركة في مجال تكنولوجيا المعلومات في سن الـ16
لماذا انتقلت من العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى مجال التمويل والتداول؟
في البداية انتقلت من مجال تكنولوجيا المعلومات إلى مجال الاتصالات لأن مجال الاتصالات كان في تطور سريع ودخلت مجال الرقمنة عبر بروتوكول الإنترنت، وعملت مع شركة تقدّم خدمات الاتصالات، حتى لاحظ البعض من شركات المعلومات أن خدماتي في مجال الاتصالات هي إضافة جيّدة للخدمات التي تقدّمها شركاتهم للعملاء، فساعدتهم في بناء حلول في هذا المجال، وأصبحت شركات المعلومات تبيع منتجاتي من مجال الاتصالات، وكنت أفهم ما الذي يريدونه لأنني عملت في هذا المجال سابقًا، عندها شرحت لهم أهمية دمج الاتصالات مع شركات المعلومات، وفي ذلك الوقت كان هناك منافسة بين المجالين، فتمكنت من جذب شركات المعلومات لشراء الحلول التي طورّتها بنفسي حتى بنيت قاعدة عملاء عالمية وتوسّعت إلى عدّة دول، ولكن لم تكن كل الدول متاحة فقمت بتوسيع الشركة حينها في 35 دولة عبر من شراء دقائق الاتصال المحلية في البلاد، كالحصول على مورد محلي في تركيا ولكن بالسعر المحلي، ثم قمت بنقلها عبر شبكة الاتصالات إلى فرعنا في أمستردام لبيعها على السعر المحلي الذي كان أرخص بكثير من شبكات الاتصالات الاخرى الذين كانو يدفعون حوالي 70 سنتًا في الدقيقة لإجراء اتصال دولي، وكان ذلك أمرًا رائدًأ لعملائي والشركات التي تبيع برنامج الاتصالات الخاص بي، وهنا جذبني مجال التمويل.
بسبب توسيع قاعدة عملي عالميًا، اضطرينا إلى التعامل بعدّة أنواع من العملات حول العالم، مثلاً بإمكان شخص هولندي الاتصال بأحد من تركيا ولكن إذا كان لدينا مورد محلي هناك كان علينا الدفع بالليرة التركية، ورأيت أنه لا بد من أطور معرفتي بمجال التمويل إذا أردت أن أنجح في هذا المشروع لأن التمويل كان جزءًا كبيرًا من مشروعي، وكان تعدد عملات الدفع أمرًا خطيرًا للغاية، لهذا بقيت العديد من الشركات خارج هذا المجال، لكنني على عكسهم دخلت السوق، ووسعت نشاطاتنا عالميًا بالعملات المختلفة، ما انعكس إيجابيًا على عائداتنا أيضًا، وكان علي أن أكون ملمًا بعالم التمويل لأتأقلم مع العملات المتعددة، وأدكرت حينها أن لدي شغف كبير في هذا المجال، فقررت أن أبيع شركتي في عام 2015، لأصبح محترفًا في عالم التمويل.
تمكنت من جذب شركات المعلومات لشراء الحلول التي طورّتها بنفسي حتى بنيت قاعدة عملاء عالمية وتوسّعت إلى عدّة دول
كيف سارت تجربتك في عالم التمويل عندما بدأت؟
كنت بدأت بالتداول لحسابي الخاص منذ أن توسّعت شركتي عالميًا وكان أمرًا منطقًيا أن أكمل بذلك، وقررت الالتحاق بأكاديمية لتداول الأسهم والفوركس، ومن ثم أصبحت أعمل هناك كمدرّس ودام الأمر 3 سنوات تقريبًا وعلّمت أشخاص عديدين كيف يتداولون بأنفسهم، ولكن للأسف في مجال التداول لا يمكن للشخص أن يعمل في الجانبين التعليمي وفي شركات الاستشارات، فقررت التوقف عن التعليم لاكمل عملي في مجال الشركات، وفي تلك الفترة أطلق كتابًا عن «التداول والاستثمار»، الذي يشرح الاختلافات والتشابهات بين الموضوعين، ويجمع خبرتي في هذا المجال، كما وطوّرت برنامج «Infinity Trading Tools» الخاص بي والذي يمكن للمتداولين استخدامه في التحليل الفني لتحديد الاتجاهات والتداول.
اقرأ أيضاً.. دروس أناستاسيا دينسوفا لتحقيق مليون دولار شهريا في سن الـ23 !
ما هي الاختلافات الرئيسية بين التداول والاستثمار؟
يمكنني وصف التداول على أنه وظيفة يومية تحتاج منحها وقتًا كبيرًا من يومك لتتعلمها ووتتقنها وتصبح محترفًا بها، أمّا الاستثمار فهو عندما تختار أحد الأصول التي تناسبك وتتخذ قرار استثمار مال فيها على المدى الطويل. إذًا يمكنني القول أن التداول بإمكانه أن يحقق لك دخلاً جيدًا، لكن بالمقابل عليك العمل جاهدًا للحصول عليه، إذا لم تتداول بنفسك لن تستطيع كسب المال، ولكنك اذا كنت مستثمرًا فمالك يعمل بنفسه من دون الحاجة لتدخلك. ولأنه من الصعب جدًا تحصيل دخل فوري من التداول، من الأفضل أن تخصص وقتًا في يومك للتداول إلى جانب العمل الأساسي الذي تعمل به إلى أن تقوم ببناء صندوق طوارئ يغطي احتياجاتك الأساسية لمدّة 6 أشهر، وعندما تتمكن من التداول وتبدأ بتحقيق أرباح بشكل متكرر عندها يمكنك الاستقالة من عملك والتفرغ التام للتداول كي لا تضع نفسك عرضةً لأزمات مالية.
إذا لم تتداول بنفسك لن تستطيع كسب المال،وإذا كنت مستثمرًا فمالك يعمل بنفسه من دون الحاجة لتدخلك
ما هي عقبات تحقيق الحرية المالية عبر التداول؟
أبرز العقبات هي أنه لتصبح متداولاً محترفًا ستحتاج إلى وقت كبير لإتقان ذلك، ويمكنني القول أنه قد تحتاج حوالي 3 سنوات لتصبح متداولاً ناجحًا، وحتى ذلك الوقت ينبغي أن تتدرب بمبالغ صغيرة، وتتداول بأحوال سوق مختلفة، ويمكنك أيضًا إنشاء حسابات تدريبية بأموال افتراضية، فمهنة التداول هي مثل أي اختصاص آخر ينبغي على الفرد تعلّمها والتخصص بها وممارستها لينجح بذلك، كما مهنة الطب مثلاً أو أي مهنة أخرى تحتاج لارتياد الجامعة لمدّة 5 سنوات لتتعلمها وتتقنها، ثم تمارسها بالحياة العملية وتقع في بعض الأخطاء وتتعلم من أخطائك… هكذا هو التداول أيضًا، لا يمكنك تعلّمه بـ 15 يومًا مثلما يروّج البعض ، ينبغي أن تكون صبورًا ومثابرًا، لا يعني ذلك أنك لن تحقق أي مبلغ مالي قبل 3 سنوات، لكنك ستحتاج وقت لإتقان وفهم التحليلات الفنية والأساسية وتحقيق عائدات جيّدة، لذلك دائمًا أنصح الأشخاص بعدم الاستقالة من وظائفهم قبل أن يكونو متمرّسين لأكثر من عامين في التداول وبدأوا يحصلون على نتائج ملموسة بشكل متكرر لمدّة زمنية محددة، وهنا يمكنهم تحقيق الحرية المالية عبر التداول.
برأيك هل العملات المشفّرة هي أدوات تداول واستثمار فعالة في الوقت الحالي؟
التقنيات المحيطة بالعملات المشفّرة مثل البلوكشين ستحدث تغيرًا كبيرًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وستزيد من الكفاءة والشفافية في عرض البيانات للعلن بشكل آمن، مثلاً إذا أراد شخص نقل ملكية عقار لشخص آخر يمكنه فعل ذلك على البلوكشين الذي سيتحقق من دقّة هذه العملية بشكل خارجي وآمن وهو أمر رائع للغاية، وأنا أرى أن البلوكشين سيكون له مستقبل كبير ليس فقط في مجال شركات التشفير بل على صعيد الشركات بشكل عام، التي يمكنها لاحقًا الاعتماد على هذه التكنولوجيا لدمج العملات المشفّرة في عملياتها.
أما بالنسبة للعملات المشفّرة، كما رأينا في البداية كانت أدوات للتداول مع نشأة بيتكوين وتقلّب سعرها، ثم تحوّلت إلى أدوات استثمارية مقتصرة على الشركات الكبرى التي استثمرت مبالغ كبيرة والتي أصبح لها تأثير كبير على السوق قد تعاكس الأسواق العادية بشكل لا يمكن توقّعه، أنا شخصًيا كنت من أوائل المستثمرين في بيتكوين عندما كان سعرها حوالي 100$، وأرى أن الاستثمار في العملات يتطلب إجراء بحث معمق، والأمر يعوديعود إلى هدف كل شخص من الاستثمار في بيتكوين أو إيثيريوم أو أي عملة أخرى، والمبلغ الذي يريد استثماره وقدرته على تحمّل المخاطر، لأنه سوق شديد التقلّب.
اقرأ أيضاً.. صندوق الطوارئ.. إليك 5 تطبيقات لبناء شبكة أمانك المالي
أمّا من جهة استخدام العملات المشفّرة لأغراض غير الاستثمار والتداول، فقط أصبحت العديد من العلامات التجارية الكبرى تقبل الدفع ببيتكوين والعملات المشفّرة الأخرى، وهذا التبني يعني أن المجتمع يتقبّلها كوسيلة للتعامل وبالتالي لن تختفي هذه العملات، لكنها قد تحتاج إلى مزيد من التنظيم والوضوح في الوقت القادم، لأنه طالما تسيطر الشركات الكبرى عللى حصة كبيرة منها، ستظل تتقلب أسعارها مع الوقت.
البلوكشين ستحدث تغيرًا كبيرًا في مجال تكنولوجيا المعلومات، وستزيد من الكفاءة والشفافية في عرض البيانات للعلن بشكل آمن
هل تظن أن أدوات الذكاء الاصطناعي ستحدث تغيرًا جذريًا في عالم التداول؟ وهل يمكن للـ AI استبدال المستشارين الاستثماريين؟
يمكنني القول أن الذكاء الاصطناعي وحده لن يحدث فرقًا كبيرًا، ولكن دمجه مع القدرات البشرية سيكون له تأثيرًا كبيرًا، روبوتات الـAI التي لطالما استخدماناها على مر السنين الماضية كانت مهمّتها الأساسية تقتصر على اقتراح الاستثمارات على المتداولين الخبراء، لذلك استثمار أموالك في أداة ذكاء اصطناعي تقوم بكل شيء، أعتقد أن هذا خطير للغاية حتى الآن، وقد يتطلب وقتًا وتطويرًا كبيرًا خلال الفترات القادمة ليصبح حقيقيًا وفعالاً، ولكن تكمن أهمية الذكاء الاصطناعي الآن في أنه بإمكان هذه الأدوات مساعدة المستثمرين والأخصائين لتحليل السوق بشكل أسرع، فالذكاء الاصطناعي بإمكانه تقييم الأوضاع الاقتصادية في الوقت الحالي والتنبؤ ما إذا كانت الأوضاع الحالية إيجابية أو سلبية على الدولار الأمريكي مثلاً، أو على أسهم شركة محددة، ويمكنه إرشاد المستثمرين إلى حد ما، وهنا يسهّل عملية التحليل للمستثمرين الذي تعود القرارات الاستثمارية النهائية لهم بعد إجراء أبحاثهم الأساسية الخاصة بهم.