ميتافيرس .. «سيصاب الآباء بصدمة إذا ما علموا ما يحدث خلف الأبواب المغلقة للعالم الافتراضي.. الأطفال يتعرضون للاعتداء بسلوك مسيء ومحتوى ضار» كان ذلك جزءًا من نص رسالة مفتوحة وجهها تحالف ما يطلق عليه اسم المناصرة الرقمية إلى الرئيس التنفيذي لشركة ميتا الشركة الأم لفيسبوك مارك زوكربيرغ مطالبين بوقف خطط تطوير مشروع ميتافيرس Metaverse التي تستهدف جذب الأطفال والمراهقين.
و ميتافيرس هو عبارة عن تشكيل واقع كوني بشكل رقمي ثلاثي الأبعاد، يتيح للأفراد والشركات والمنظمات والمؤسسات الكبرى التفاعل مع تجربة مزيج من العالمين المادي والافتراضي في آن واحد، على سبيل إمكانية إنشاء واقع مزيج بين العالمين الحقيقي والافتراضي لتجمع زملاء العمل في الاجتماعات أو في العمل نفسه، أو خلق واقع لتجمع الأصدقاء في مكان ما كانوا يودون الالتقاء فيه، ويتم ذلك من خلال استخدام سماعات ونظارات الرأس المعروفة بـ VR والواقع المعزز AR.
لكن ما المشكلة بالتحديد التي جعلت مجموعات المناصرة الرقمية توجه رسالة حادة إلى مارك زوكربيرغ تحسه فيها على وقف ما وصفته بالخطط المروعة للسماح للأطفال بدخول عالم ميتافيرس؟
اقرأ أيضًا.. رغم تسريحها لآلاف الموظفين.. ميتا تدفع مليون دولار لمطوري الميتافيرس
لماذا يرفض الناشطون خطط جذب الأطفال والمراهقين إلى ميتافيرس ؟
في فبراير الماضي، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن شركة ميتا تسعى لجذب جمهور أصغر سنًا إلى منصة ميتافيرس حيث كانت ميتا تستهدف حوالي 500.000 مستخدم نشط بحلول نهاية 2022 لكن الواقع كان مختلفا حيث لم تستقطب سوى أقل من 200.000 فقط، والآن تسعى ميتا إلى جلب مجموعة أصغر سنًا، تتراوح أعمارهم بين 13 و 17 عامًا، لملء الفراغ الذي أحدثه عدم الوصول إلى الرقم المستهدف.
بحسب ما نقلته صحيفة ذي تليجراف البريطانية، عن مجموعات المناصرة الرقمية ومراقبو الإنترنت والمدافعون عن سلامة الأطفال فإن هناك مخاوف أثارها النشطاء المنخرطين في هذه المجموعات خوفا من أن الأطفال والمراهقين سيواجهون إساءات على المنصة.
ونقلت الصحيفة عن تحالف يضم 36 مجموعة ناشطة من بينها: Fair Play for Kids، وCommon Sense Media، تحذير إلى مارك زوكربيرغ من أن السماح للأطفال والمراهقين بدخول عالم ميتافيرس يمكن أن يصبح الأسوأ بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن تطبيقات الواقع الافتراضي في عالم ميتافيرس تمتلئ بالفعل بالمحتوى الذي يحتمل أن يكون مسيئًا.
اقرأ أيضًا.. الموت في الميتافيرس.. ما مصير «الأفاتار» بعد وفاة صاحبه؟
«محتوى صادم» للآباء في عالم ميتافيرس
وجاء في الرسالة الموجهة إلى زوكربيرغ: «سيصاب الآباء بالصدمة إذا ما علموا ما يحدث خلف الأبواب المغلقة للعالم الافتراضي حيث يتعرض الأطفال والمراهقون للاعتداء بسلوك مسيء ومحتوى ضار»، مضيفة أنه «من المرجح أن تكون مخاطر إلحاق الأذى بالشباب من وسائل التواصل الاجتماعي والاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية موجودة وربما تتضخم في البيئة الغامرة للواقع الافتراضي».
وفي سياق متصل فإن هناك العديد من الدراسات التي صدرت أيضا وتمثل جرس إنذار لـ حظر استخدام الأطفال للعالم الافتراضي، حيث كشف تقرير صادر عن مركز مكافحة الكراهية الرقمية، نُشر في مارس، عن حوادث لمستخدمين قالوا إنهم تقل أعمارهم عن 18 عامًا باستخدام العالم الافتراضي، وزعمت أن الباحثين اكتشفوا حالات متعددة من التحرش الجنسي الصريح والإهانات العنصرية داخل العالم الافتراضي.
وقال جوش غولين، المدير التنفيذي لـ Fairplay، إنه «أمر مروّع أن يرغب مارك زوكربيرغ في إنقاذ نظامه الأساسي للعالم الافتراضي الفاشل من خلال استهداف المراهقين» مضيفا انه «بالفعل، يتعرض الأطفال لرهاب العنصرية والتمييز على أساس الجنس وغير ذلك من المحتويات البغيضة في العالم الافتراضي».
من جهة أخرى فإنه من المفترض أن يقتصر تطبيق ميتافيرس على سماعة الرأس كويست Quest، على البالغين ويزيد أعمارهم عن 18 عاما، ومع ذلك، يتم إعلان التطبيقات الأخرى على أنها مناسبة للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي في الميتافيرس.. المشاعر والأصوات تدخل العالم الافتراضي
ميتا ترد على انتقادات جذب الأطفال والمراهقين إلى ميتافيرس
وفي رد على الانتقادات الموجهة إلى Meta، نقلت ذي تليجراف عن متحدث باسم الشركة تأكيده بأنه «قبل أن نجعل الدخول إلى العالم الافتراضي متاحا للمراهقين، سيكون لدينا وسائل حماية وأدوات إضافية للمساعدة في توفير تجارب مناسبة لأعمارهم».
وأضاف المتحدث أن «سماعات رأس Quest مخصصة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 13 عامًا، ونحن نشجع الآباء ومقدمي الرعاية على استخدام أدوات الإشراف الأبوي، بما في ذلك إدارة الوصول إلى التطبيقات ، للمساعدة في ضمان تجارب آمنة».
وذكرت صحيفة ذي تليجراف أن العالم الافتراضي يمثل عوالم رقمية صريحة للجماهير الأكبر سنًا، أو ما يسمى بالعوالم الناضجة، والتي يمكن أن تعرض مواضيع أكثر إيحائية مثل الكحول أو العنف.
وفي سياق متصل، واجهت Meta انتقادات بأن تطبيقاتها على وسائل التواصل الاجتماعي كان لها تأثير سلبي محتمل على الصحة العقلية للمراهقين حيث أظهرت دراسة داخلية من Instagram ، تم تسريبها في عام 2021، أن الفتيات المراهقات شعرن بأن التطبيق جعلهن يشعرن بالسوء تجاه صورة أجسادهن، وتم إرجاع عدد من حالات انتحار المراهقين إلى الاستخدام الضار لوسائل التواصل الاجتماعي.