تدفع شركة ميتا لمبرمجيها الذين يعملون على بناء الواقع الافتراضي أو الميتافيرس، مبالغ ضخمة من الأموال، حيث يصل مجموع رواتبهم والمزايا الأخرى التي يحصلون عليها إلى 600 ألف دولار وقد تصل إلى مليون دولار، وفقا لتصريحات لأشخاص مطلعين داخل لصحيفة واشنطن بوست، نشرتها الصحيفة الجمعة الماضية.
تأتي هذه المعلومة بينما تقول الشركة أنها تمر بأزمة مالية، وفي هذا السياق قامت بالفعل بتسريح آلاف الموظفين لخفض التكاليف.
رواتب باهظة لمطوري الميتافيرس
من جانبه قال أتريك ماك آدامز، الرئيس التنفيذي لشركة أنديموه Andiamo، التي توظف المواهب الفنية للشركات الكبيرة والصغيرة، إن شركة ميتا تدفع أكثر من شركات الألعاب الأخرى لمبرمجي الألعاب والواقع الافتراضي، معلقًا: «أعتقد أنه لن يكون من المبالغة القول إن إجمالي رواتبهم أو ما يحصلون عليه ضعف أو أكثر من ضعف ما ستحصل عليه من شركة ألعاب كبيرة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي في الميتافيرس.. المشاعر والأصوات تدخل العالم الافتراضي
وتابع: «ليس مستغربًا أن يكون إجمالي رواتبهم أكثر من 500 ألف دولار»، مضيفًا، حزمة الرواتب الأكبر تُمنح عادةً للمطورين الماهرين وقادة الفرق ذوي المهارات العالية».
ويرى العديد من موظفي الموارد البشرية السابقين في ميتا، أن ميل الشركة لدفع رواتب عالية بشكل غير عادي لمطوري الميتافيرس، هو جزء من اتجاه أوسع تكون فيه الشركة على استعداد لإنفاق أكثر لجذب أفضل المواهب من منافسيها في مجالات الواقع الافتراضي.
تسريح العمالة في ميتا
ولكن من المفارقات أنه الشركة في نفس الوقت بدأت في خطة لخفض تكاليفها، كان أبرزها الإعلان في نوفمبر من العام الماضي 2022، عن تسريح 11 آلف عامل من فروعها في مختلف أنحاء العالم، ثم تبعه في الشهر الماضي تسريح جديد لـ10 آلاف عامل؛ كجزء من جهود الشركة لتقليص الحجم وإعادة الهيكلة.
اقرأ أيضا.. لتخفيض النفقات.. ديزني تغلق وحدة الميتافيرس
أيضًا أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيدي لشركة ميتا، أن عام 2023 هو «عام الكفاءة»، في محاولة لتقليص الإدارة الوسطى لتسريع عملية التشغيل، بالإضافة إلى تصفية المشاريع غير الضرورية.
خسارة بالمليارات في الميتافيرس
واجهت شركة ميتا التي تعتمد بشكل كبير على أعمالها الإعلانية الرقمية، وقتا صعبًا في التعامل مع التحديات الاقتصادية الشديدة على مدار السنوات الماضية، لأنه في الوقت الذي يزيد المنافسون الجدد جهودهم لكسب المستخدمين من خلال تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات مثل الفيديوهات القصيرة، مثل ما فعله تطبيق تيك توك TikTok، كانت شركة ميتا مؤمِنة بالاستثمار في الواقع الافتراضي الذي لم يحقق النتائج الكبيرة.
اقرأ أيضًا..الذكاء الاصطناعي وهوليوود.. هل أصبحت حقوق الملكية والوظائف في خطر؟
وذكرت شركة ميتا، في تقرير الأرباح الخاصة بها، إن قسم ريالتي لابس Reality Labs، وهو موطن تقنية الميتافيرس ومشاريع الواقع الافتراضي للشركة، سجل خسائر تشغيلية بلغت 4.28 مليار دولار في الربع الرابع من العام الماضي، ليصل إجمالي الخسارة لعام 2022 إلى 13.72 مليار دولار، وفقًا لما ذكرته شبكة سي إن بي سي.
وقال دان آيفز، المحلل المالي في ودبيش سيسيرتس Wedbush Securities: «أعتقد أن فيسبوك Facebook يواجه مشكلات في التنفيذ والاستراتيجية نتيجة لإنفاق ميتا المذهل على الميتافيرس metaverse، وقد تتفاقم المشكلة أكثر من إنفاق الشركة على مشاريع لا علاقة لها بوسائل التواصل الاجتماعي».