في الآونة الأخيرة، ألقت ثلاث صحفٍ من أبرز الصحف العالمية الضوء على مخاطر الذكاء الاصطناعي في هوليوود، فتحت عنوان من يملك سبونج بوب؟ الذكاء الاصطناعي يهز إبداع هوليوود، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس، أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت تثير أسئلة حول حقوق الملكية الفكرية التي تخضع للتدقيق من قبل المحاكم والمسؤولين التنفيذيين في مجال الترفيه بالولايات المتحدة.
الذكاء الاصطناعي في هوليوود.. هزة للإبداع
الصحيفة أشارت إلى حديث فيل وايزر Phil Wiser الرئيس التنفيذي لشركة بارامونت جلوبال Global Paramount الذي وجهه إلى قادة الشركة بشأن مخاطر وعجائب الذكاء الاصطناعي، حينما أصدر تعليماته إلى أداة الذكاء الاصطناعي التوليدي المعروفة ديل إي DALL-E، لإظهار شخصية سبونج بوب SpongeBob الشهيرة، وهو يقود طائرة، فأظهرت الأداة صورة له وهو يفعل ذلك بالضبط على شاشة تلفزيون كبيرة.
اقرأ أيضًا.. «تحديات وفرص الذكاء الاصطناعي» على طاولة «غرفة دبي»
بعد ذلك، طلب وايزر من الأداة إظهار شخصية أوبتيموس برايم Optimus Prime أحد شخصيات سلسلة المتحولون الشهيرة Transformers، في غضون ثوان ظهرت صورة للروبوت الشاهق، قال وايزر إن هذا أيقظ الجميع.
وبحسب وول ستريت جورنال في كثير من الحالات، تكون كيفية تطبيق قواعد الملكية الفكرية على هذه الأدوات غير واضحة أو قيد التقاضي، ففي حال طلب المستخدم لأداة الذكاء الاصطناعي بناء شخصية جديدة متأثرة على سبيل المثال بـ SpongeBob، فهل يجب على المبدعين الأصليين منح الإذن؟ من يمتلكه؟ هل يمكن أن يكون العمل الجديد محميًا بحقوق الطبع والنشر؟
تم بناء الأعمال الترفيهية على الملكية الفكرية. لكن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سريعة التطور وجهت ضربة للنظام من خلال إمكانات صناعة عالم رقمي يتضمن غالبًا عملًا محميًا بحقوق الطبع والنشر.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي يطور جيلًا جديدًا من ألعاب الفيديو
الذكاء الاصطناعي في هوليوود ينفذ كل شيء
بعض الاستوديوهات والمنتجين والكتاب يقومون بالفعل بتجربة أدوات الذكاء الاصطناعي بما في ذلك تشات جي بي تي ChatGPT روبوت الدردشة المولِّد للنصوص والذي يشبه الإنسان، ومولدات الصور مثل DALL-E و Midjourney.
في تقرير لفوربس Forbes ذكرت الصحيفة التي أجرت جولة في ستوديوهات، أن الذكاء الاصطناعي في هوليوود ينفذ كل شيء.
تقول فوربس إنه منذ بداية الأفلام والتلفزيون، كان المخرجون بحاجة إلى تصوير قصصهم في أماكن معينة. في بعض الأحيان ذهبوا إلى الموقع، وأحيانًا قاموا بتصيم الكثير من الاستوديوهات لشوارع نيويورك وواجهات المباني، وأحيانًا استأجروا رسامين لإنشاء الخلفيات.
في الآونة الأخيرة، قاموا بالتصوير أمام شاشات خضراء يمكن تركيب الصور عليها لاحقًا.
لكن الآن هناك بديلا آخرا لتوليد الصور التي تظهر بالأفلام وعلى التلفزيون، كما سيتضح من جولة فوربس لاستوديو XR، للاطلاع على كيوبريك Cuebric، وهو أول نظام ذكاء اصطناعي توليدي لإنتاج وتحرير الصور للأفلام والتلفزيون، والذي يعتبر نتاج تعاون مؤسسي سيان لي Seyhan Lee، الشركة الموجودة في ماساتشوستس التي أنتجت Cuebric، مع XR Studios.
تقول فوربس: نحن الآن نتعود على فكرة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه إنتاج أي شيء تقريبًا، ولكن رؤية الصور التوليدية المعروضة على شاشة دائرية كبيرة كان مدهشًا للغاية.
لا ينتهي عمل Cuebric بإنشاء صورة، بل هناك الكثير من العمل الممكن تنفيذه باستخدام الأداة، ويشمل ذلك: الفصل، وتحويل الصور ثنائية الأبعاد إلى صور 2.5D مع تلاعب آلي بالشكل والعمق القائم على الصورة، والتدوير، والتحرير، وتحسين الدقة، وتحويل الصورة إلى دقة أعلى مثل 4K، والتحريك.
ويثير وجود الذكاء الاصطناعي في هوليوود أسئلة حول ما إذا كان الممثلون أنفسهم سيتم استبدالهم في نهاية المطاف بصور توليدية متحركة، وفق فوربس، التي تقول عندما ننظر إلى ممثل بشري يقف أمام صورة متحركة توليدية قام بها الذكاء الاصطناعي، يتبادر إلى الذهن الفكرة بأن الممثل يمكن أن يتم توليده أيضًا بواسطة الذكاء الاصطناعي.
اقرأ ايضًا.. أزمة ثقة.. هل روبوتات الدردشة منحازة؟
الذكاء الاصطناعي في هوليوود: جانب آخر مشرق
ليست الأمور بهذا السوء على طول الخط، فهناك جانب آخر مشرق وإيجابي لوجود الذكاء الاصطناعي في هوليوود، وفق بيزنس إنسايدر، يعتقد أحد المستثمرين في وول ستريت، الذي لا يزال متفائلًا بشأن آفاق الشركات الناشئة التي تعتمد على البيانات، أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على التأثير بشكل كبير على عملية صنع القرار في صناعة الترفيه، من خلال تحليل مجموعات كبيرة من البيانات، يمكن أن تساعد خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تحديد الاتجاهات والتفضيلات والأنماط في سلوك الجمهور، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك للإبلاغ عن تطوير محتوى جديد.
ويضيف يمكن أيضًا استخدام هذه الأدوات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين استراتيجيات التسويق وقنوات التوزيع وتواريخ الإصدار، مما يضمن حصول الأفلام والعروض على أفضل فرصة ممكنة للنجاح. بالإضافة إلى ذلك، تستكشف هذه الشركات الناشئة طرقًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين عملية كتابة السيناريو من خلال تحديد العناصر التي كان لها صدى جيد لدى الجماهير، مما يساعد على إنشاء قصص من المرجح أن تنجح.