مع زيادة المشاكل الاقتصادية ونسب التضخم في العالم، قررت شركة ديزني Disney إغلاق قسم العالم الافتراضي أو الميتافيرس بشكل نهائي؛ وذلك بهدف تخفيض حوالي 5.5 مليار دولار من مصاريفها. ويأتي هذا الإجراء من الشركة العالمية ضمن جزء من خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة الشركة وإدارة تكاليفها ومشاريعها بشكل مختلف وأكثر كفاءة، وفقا لما نشرته أمس صحيفة وول ستريت جورنال.
ويعد إغلاق مشروع العالم الافتراضي في ديزني بمثابة ضربة للشركة التي كانت تتوقع تحقيق نجاح كبير في هذا المجال الثوري، لإبهار جمهورها بطريقة استثنائية وخارجة عن المألوف.
وأشار التقرير إلى أن شركة ديزني سرحت حوالي 50 موظفًا كانوا يعملون على تطوير عالم افتراضي خاص بالشركة؛ لجذب مزيد من الزبائن ضمن خطة الشركة التي تعمل بشكل مستمر على تجديد وتطوير عروضها ومنتجاتها.
وجاء هذا القرار من ديزني بعد أن صرّح بوب تشابك، الرئيس التنفيذي السابق للشركة، عدة تصريحات إيجابية سابقة عن الميتافيرس، حيث أشار إلى أن هذا العالم الافتراضي الجديد سيكون له الفضل في بث مزيد من الحياة في القصص المروية. كما قال بوب تشابك للموظفين العام الماضي أن الميتافيرس سيسمح لهم بإنشاء نموذج جديد تمامًا لسرد القصص على الجماهير وطريقة للتفاعل معهم.
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي في الميتافيرس.. المشاعر والأصوات تدخل العالم الافتراضي
ولكن من الواضح، أن استراتيجية الشركة وأولوياتها قد تغيرت خلال عام، وخاصة بعد تعيين روبرت إيغر كرئيس تنفيذي جديد، الذي يعمل على إعادة هيكلة الشركة وتقليل مصاريفها عن طريق إطلاق ثلاث جولات من الإقالات المستقبلية والتي ستُسرِّح نحو 7 آلاف موظف.
وتأتي هذه العمليات المتتابعة من التخلي عن موظفي الشركة، بعد ضغط كبير يتعرض له الفريق الإداري من قبل المستثمرين، لزيادة الأرباح وتخفيض التكاليف، وذلك من خلال التخلي بشكل نهائي عن الأعمال غير الضرورية، وتفعيل الأقسام الأساسية مثل قسم الدعاية والتجارب الاختبارية والإعلام والتي تدر نسبة عالية من الأرباح.
اقرأ أيضًا.. المكعب.. كل ما تريد معرفته عن بوابة الميتافيرس السعودية
ديزني ليست وحدها المتضررة
في العام الماضي، أعلنت العديد من الشركات إعادة النظر في استراتيجياتها المرتبطة بعالم التكنولوجيا والبرمجيات والذكاء الاصطناعي. وأصبح من الواضح أن الكثير من الشركات بدأت التركيز والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، بدلًا من التركيز على تطوير العالم الافتراضي.
وفي هذا الإطار، أعلنت شركة ميتا التي تدير عدة منصات مثل فيسبوك وإنستجرام تسريح العديد من العمال الذين كانوا يعملون على لتطوير العالم الافتراضي الخاص بالشركة. حيث قامت الشركة في وقت سابق خلال هذا العام بتسريح حوالي 10 آلاف موظف يعملون في الأقسام غير المنتجة والفعالة؛ لمواجهة التحديات الاقتصادية والعالمية.
والجدير بالذكر أن مارك زوكربيرج قد أشار في وقت سابق إلى أن المستثمرين ما زالوا يتسائلون بشأن هذا التحول الثوري الكبير، والكثير منهم ما زال غير متفهم لهذا المشروع التكنولوجي الذي من المتوقع أن يغير طريقة التعامل مع الإنترنت والشبكة العنكبوتية.
اقرأ أيضًا.. كيف يغير الميتافيرس العالم بـ7 طرق؟