لا شك في أننا نعيش في عالم سريع ومتطور ولا شك أيضا أن هذا التقدم التكنولوجي يؤثر بشكل أو بآخر على حياتنا الواقعية. ففي ظل ظهور تقنيات البلوكشين، والذكاء الاصطناعي، والابتكارات الافتراضية، والتقدم التكنولوجي بات التغيير قائمًا لا محالة. تغيير في الحياة الاجتماعية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والأعمال التجارية وصولًا إلى المال والسلطة. فما هي أهم هذه الصيحات التي تمهد الطريق أمام هذا الانقلاب الثوري؟
اقرأ أيضًا.. تقنية تداول النسخ في العملات المشفرة: الوسيلة الأفضل للتعلم وتحقيق الربح
1- الذكاء الاصطناعي التوليدي
احتلت تقنية الذكاء الاصطناعي والتقدم التكنولوجي وخاصة مجال التعلم الآلي العناوين والأخبار في الآونة الأخيرة. وغالبًا ما يتم اللجوء إلى هذه التقنية بهدف تخصيص التوصيات التي نحصل عليها بعد شراء السلع أو الخدمات عبر الإنترنت. يعد روبوت الدردشة شات جي بي تي ChatGPT المثال الأفضل لصورة الذكاء الاصطناعي واستخداماته.
واستثمرت شركة مايكروسوفت Microsoft مؤخرًا 10 مليارات دولار أميركي في الشركة الأم لهذا الابتكار الثوري، مؤكدة حجم التطور وأهميته في المجال العالمي. ولم ينحصر الأمر في شركة مايكروسوفت فحسب، بل اندلعت حرب الذكاء الاصطناعي التنافسية بين شركات كبيرة مثل غوغل Google ومايكروسوفت.
وفي الحقيقة، يعمل المطورون في شركة غوغل على دمج الذكاء الاصطناعي مع محرك البحث الخاص بها بهدف تحسين الإجابات التي يبحث عنها الفرد على الإنترنت. وفضلًا عن ذلك، تعمل شركة ميتا Meta على استحداث برنامج قائم على تقنية الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يوّلد فيديو من نص موجه.
2- الميتافيرس
تهدف تقنية الميتافيرس إلى جعل العالم على الإنترنت أشبه بالعالم الحقيقي الذي نعيش فيه، من خلال تبني الأدوات التكنولوجية المتوفرة كسماعات رأس الواقع الافتراضي مثلًا. فبواسطة هذه الوسائل وغيرها المزيد، أصبح بإمكان المستخدم التفاعل مع محيطه والأفاتارز الآخرين في عالم افتراضي بحت.
وسمحت تقنية الميتافيرس للمتجار والمحلات بفتح نسخ رقمية لها على الإنترنت وعرض منتجاتها وخدماتها أمام المستخدمين. وبهذه الطريقة، أخذت المتاجر مساحات افتراضية ثلاثية الأبعاد سامحةً للعملاء بتصفح المعروضات كما في العالم الحقيقي.
ومن المتوقع أن تضيف النسخة الجديدة من سماعات رأس الواقع الافتراضي لمسة جديدة ومبتكرة على الميتافيرس. فبواسطة ميزة تتبع العين واكتشاف تعابير الوجه، سيتمتع الأفراد بتجربة فريدة من نوعها مليئة بتفاعلات أكثر واقعية وفورية مع العوالم ثلاثية الأبعاد.
اقرأ أيضًا.. أول طعام ميتافيرس في العالم.. دبي تعيش تجربة جديدة
3- الشهادات الرقمية
يطمح أصحاب الفيديوهات ذات الـ360 درجة وأصحاب المساحات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر والمصممة للاستخدام في الميتافيرس، إلى بيع ابتكاراتهم الرقمية. ولحماية هذه الملكيات والابتكارات ومنعها من السرقة، تم تطوير رمز رقمي شهير غير قابل للاستبدال أو NFT مرفق بشهادة رقمية تضمن المصداقية والشفافية كما الملكية. تسمح هذه الرموز ببيع المحتوى وشرائه بكل سهولة وشفافية وأمان. وفي عام 2022، اتجهت الشركات العملاقة في الوسط التكنولوجي كيوتيوب YouTube، وتويتر Twitter وغيرها إلى اعتماد هذه الرموز وضمها إلى بنيتها التحتية. وعلى الرغم من التراجع الذي تشهده أسواق الـNFT حاليًا، من المتوقع أن تستعيد الأسواق انتعاشها في 2023.
4- البلوكشين
دخل البلوكشين إلى العالم الإلكتروني جالبًا العديد من التغيرات الجذرية والمفيدة. تتصف تقنية البلوكشين بكونها نوعًا من أنواع السجلات الرقمية أو دفتر أستاذ، تهدف إلى دعم الشبكات الخاصة للأشخاص عبر الإنترنت. ولا بد الإشارة إلى أن هذه التقنية وفرّت درجة عالية من الأمان والشفافية. فبتبني هذا التقدم التكنولوجي في المجالات المختلفة، يكون من خلال التصدي لعمليات الاحتيال والسرقة والتزوير. فقد يتم التحكم بقاعدة المطلعين على المعلومات والبيانات الموجودة في هذه السجلات.
هذا ويتم ذكر كل نشاط وتثبيته على الشبكة مانعًا بالتالي أي تعديل أو تغيير. وبفضل ميزة تخزين المعلومات والبيانات على شبكة واسعة من الكمبيوترات، يصبح من الصعب بالتالي اختراق هذه السجلات وسرقتها. وانطلاقًا من هذه الميزة، يمكن رصد أي عملية أو نشاط مشكوك به وتعقبه على الفور.
5- المؤثرون في مجال العمل
لمس عالم الأعمال التقدم التكنولوجي المذهل الذي تشهده منصات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الجماهير والمستخدمين. وبالفعل، اتجهت الأسماء والعلامات التجارية الكبيرة إلى تبني الاستراتيجية نفسها لاستقطاب قاعدة جديدة من العملاء وذلك بالاستعانة بالمؤثرين في مجال العمل.
فقد أدركت الشركات أن حسابات هؤلاء المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي فعّالة أكثر من حسابات الشركة نفسها ومستقطبة أكثر للمتابعين في الساحة الإلكترونية. وبهذه الطريقة، انتقلت الشركات إلى الاستعانة بموظفيها وحثهم على نشر الإعلانات والآراء بشأن منتجاتها أو خدماتها لتكون أكثر صدقًا وجذبًا للمستخدم. فيكون التسويق إذًا من الفرد إلى الفرد.
ومع هذا التقدم التكنولوجي الشامل والواسع، لا شك في أننا سنشهد تحسينات وابتكارات إضافية طالما الإنسان ما زال في أوج إمكانياته العقلية والفكرية.