الذكاء الاصطناعي يسابق الزمن للحاق بالمستقبل، وذلك بفضل تطور التقنيات التي تعتمد على هذه التكنولوجيا لتقودنا إلى عوالم غير مسبوقة من الابتكار في جميع المجالات بلا استثناء. وأحدث هذه القطاعات هو طب الأسنان الذي سيصبح العلاج فيه أسرع وأكثر دقة بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما سيمنح المتخصصيين مزيدًا من الوقت لرعاية مرضاهم.
الذكاء الاصطناعي ومجال الأشعة
هذه التقنيات تدخل في مجال الأشعة بطب الأسنان، ما يساعد الأطباء في جمع بيانات المريض بدقة ووصف العلاج الملائم للتشخيص، ما قد يؤدي إلى إنقاذ الكثير من المرضى حتى المصابين بالأورام أو أمراض القلب والرئة. ويعتقد البعض أن العناية بالأسنان هي واحدة من أفضل الطرق لتحسين صحتنا بشكل عام، ولكن الحفاظ على ابتسامة مشرقة يعد أمرًا صعبـًا لدى كثيرين، لذلك تبنى الخبراء هذه التكنولوجيا الثورية في عملهم وعملياتهم الجراحية المختلفة، عبر توظيف الأشعة السينية من أجل صنع ابتسامة دائمة والحفاظ عليها من الأمراض بل واكتشافها مبكرًا.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي والوظائف: 15 مهنة لن يستولي عليها الروبوت
الذكاء الاصطناعي وثورة في طب الأسنان
وسلط تقرير نشره موقع «فوكس بيزنس» الأمريكي، على اعتماد العلماء وأطباء الأسنان على الذكاء الاصطناعي، كأحد أحدث أساليب العلاج وأفضلها. ويعمل فلوريان هيلين، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة فيديا هيلث «VideaHealth»، على استكشاف قدرات الذكاء الاصطناعي في طب الأسنان من خلال تطوير منصة تحمل الاسم نفسه، وتعتمد على هذه التكنولوجيا في علاج الأسنان. والمنصة التي يقع مقرها في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، تتميز بالقدرة على اكتشاف التجاويف والتسوسات التي يصعب العثور عليها، وأمراض اللثة، وإبقاء أطباء الأسنان في الغرفة مع المرضى لفترة أطول بدلاً من الانخراط بشكل كبير في المهام الإدارية. وقد يؤدي هذا التوجه إلى إحداث «ثورة في رعاية المرضى»، الذين يشتكون من آلام في أسنانهم أو يرغبون في تجنبها من الأساس.
الذكاء الاصطناعي والاكتشاف المبكر للمرض
وقال هيلين للموقع «كل من تقابلهم، وكل فرد من الجمهور يذهب إلى طبيب أسنان كل عام، أليس كذلك؟ ومع ذلك، لدينا أكثر من 60 مليون شخص مصابين بأمراض أسنان لم يتم تشخيصها ولم يتم اكتشافها». وأضاف: «قد يعني ذلك أنه عندما تذهب إلى طبيب الأسنان، غالبًا ما يتم إغفال بعض هذه الأمراض. لذلك، على سبيل المثال، يأخذ الذكاء الاصطناعي صور الأشعة الخاصة بك، ويوضح لنا فقدان العظام الذي تعاني منه نتيجة لأمراض أخرى، ما يساعد طبيب الأسنان في اكتشاف الأمراض».
اقرأ أيضـًا: الدكتور محمد ناجي: الـ NFTs الطبي بديل لزيارة طبيب الأسنان
وباستخدام خوارزميات عالية الدقة، توفر هذه التقنية لطب الأسنان، رؤية مختلفة للطبيب حول قراءة الأشعة السينية للأسنان، بهدف اكتشاف الأمراض التي لم تلحظها العين المجردة. وتعمل هذه البرامج المتقدمة على قراءة أفضل لصور الأشعة السينية، وبالتالي وضع مخطط مناسب للعلاج و شكيل الصورة النهائية لشكل الأسنان وتعديلها بناءً على ملامح الوجه قبل أن تطبق فعليًا على المريض.
جرعة العلاج
كما توفر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مزيدًا من الوقت للمرضى للبحث عن أفضل خيارات العلاج لحالات مثل أمراض اللثة. ويقلل هذا التطور في مجال طب الأسنان من جرعة العلاج التي يحصل عليها أي شخص إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا وذلك بدلاً من تأخير العلاج، ما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف المرتبطة به بالإضافة إلى تأثيره على صحتك العامة بسبب التأخر في معالجة أمراض الأسنان، والتي إذا لم يتم علاجها، فسيكون لذلك تأثير على مرضى الأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم.
هذه التكنولوجيا تساعد أيضـًا في التخفيف من قلق متنامي في ممارسات طب الأسنان، وهو النقص في عدد الموظفين. ويمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي استيعاب هذه الفجوة وتخفيف عبء العمل عن الموظفين من خلال تولي بعض المهام المخصصة في البداية للبشر. ويعني ذلك أن الذكاء الاصطناعي سيضمن لأطباء الأسنان قضاء وقت أقل في القيام بالمهام الإدارية، وقضاء المزيد من الوقت مع المريض على كرسي الأسنان للقيام بالعلاج على نحو أفضل وأكثر كفاءة للحفاظ على ابتسامة دائمة.
ويبقى السؤال الذي يتجدد في كل مرة يُحدث فيها الذكاء الاصطناعي تحولاً ثوريًا في مجال، إلى أي مدى ستُحدث هذه التكنولوجيا الرائدة تغيرًا في حياة البشر؟، وهل ستغنينا عن العديد من الوظائف أو حتى عن الدور البشري في مجالات حساسة كهذه؟.