يعزز الصدق في مقابلات العمل من نجاحك المهني ويحميك من المخاطر على المدى الطويل. أما الكذب فقد يكون مغريًا لبعض الوقت، لكن الحقيقة ستظهر في النهاية وقد تكون العواقب أسوأ من الصدق منذ البداية.
بوني ديلبر، القيادية في فريق التوظيف بشركة زابير، تمتلك أكثر من عشر سنوات من الخبرة في مجال التوظيف. تقدم ديلبر إرشادات قيمة للمتقدمين للوظائف، مؤكدة على أهمية الصدق ومحذرة من مغبة الكذب في ثلاثة جوانب حاسمة.
وزابير (Zapier)، الشركة العملاقة في عالم البرمجيات، توفر لمستخدميها إمكانية دمج وأتمتة تطبيقات الويب المختلفة، متصلة بأكثر من 4000 تطبيق، وتقدم خدماتها ضمن خطط مجانية وأخرى مدفوعة.
كيف يميز مديرو التوظيف الأشخاص غير الصادقين في مقابلات العمل؟
تستعين ديلبر بموقع لينكد إن (LinkedIn)، للتحقق من صحة المعلومات المقدمة من المرشحين، مشيرة إلى أن فرق التوظيف في عام 2024 باتت واعية للمبالغات التي قد ترافق طلبات التوظيف.
وفي حديثها لموقع بيزنس إنسايدر:، تقول ديلبر: «نحن على دراية بأن البعض قد يزين إنجازاته أو يقلل من تحديات مر بها، ونعي أن الراتب الجيد هو ما يجذب الكثيرين، ولكن الصدق يظل هو الأساس».
اقرأ أيضًا.. أخطاء في المقابلات الشخصية تحرمك الوظيفة.. ماذا يقول خبراء غوغل؟
وتضيف: «الكل يعرف أن المبالغة جزء من اللعبة، لكن هناك ثلاثة أمور يجب ألا تكذب بشأنها أبدًا».
لا تكذب أبدًا بشأن مكان وسجل عملك
من الضروري الصدق بخصوص تاريخ ومكان عملك، فمديرو التوظيف يولون اهتمامًا كبيرًا للتحقق من صحة هذه المعلومات. يتم ذلك عبر استعراض سجلات العمل السابقة والتحقق من تواريخ العمل، لذا فإن محاولة تضخيم السيرة الذاتية لتغطية فترات الانقطاع عن العمل أو الادعاء بالعمل في أماكن لم تعمل بها فعليًا يعد خطأ جسيمًا يمكن أن يعرضك لخطر فقدان فرصة العمل.
تشارك ديلبر تجربة مع مرشح أظهرت سيرته الذاتية خبرة لم تتطابق مع معرفتها بالشركة التي ينتمي إليها، ولم تُظهر سجلات لينكد إن أي دليل على عمله هناك. تبين أن المرشح عمل لفترة قصيرة فقط، مما أدى إلى استبعاده من الاعتبار للوظيفة.
اقرأ أيضًا.. كيف تجتاز مقابلة العمل بسهولة؟.. 3 أسئلة تعامل معها بذكاء
توصي ديلبر بضرورة ذكر كل مكان عملت به والتواريخ الدقيقة للتوظيف، ويمكنك تسجيل السنوات بدلًا من الأشهر لتقليل الانطباع بالتنقل المتكرر بين الوظائف. وإذا كنت قد عملت لحسابك الخاص، يُفضل تجميع هذه الفترات تحت مسمى وظيفي واحد، مع ذكر التواريخ والمشاريع التي عملت عليها، مما يعطي انطباعًا بالاستقرار والتماسك المهني.
لا تكذب أبدًا بشأن سابقة أعمالك أو الأشخاص الذين عملت معهم
على الرغم من أنه قد يكون من المغري الإشارة إلى سابقة أعمال أو أشخاص متميزين عملت معهم من قبل أو أشخاص كانوا موجهين لك. لكن ليس من الجيد الكذب. لأن أصحاب العمل سيتتبعون ويتحققون من هذه السوابق، إذا لم تكن حقيقية.
بوني ديلبر، قائدة فريق توظيف الأعمال في شركة زابير (Zapier) تقول: «لقد التقيت ذات مرة بشخص ما في مناسبة اجتماعية وتعاطفت معه بسبب علاقته السيئة مع مديره، ثم سألوني عما إذا كنت على استعداد لأن يستغل هذا الشخص اسمي ويدعي العمل معي في فترة سابقة فكانت إجابتي لا».
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي ومستقبل العمل.. قادة شركات يتحدثون لـ«فاينانشيال فريدوم توداي»
«بعض العلامات التي قد تثير شكوك مدير التوظيف هي عدم ظهور الشركة التي عملت بها في ملف المرجع على لينكد إن، أو إذا كانت جميع المراجع تستخدم عناوين بريد إلكتروني شخصية بدلاً من العناوين المهنية. هذه الأمور قد تجعل الشركة تشك في صدقك كمرشح للوظيفة» تضيف زايبر.
عادةً ما يرغب أصحاب العمل في الاستماع إلى مدير واحد على الأقل وأشخاص آخرين مهمين يعرفون شيئًا عملك للحصول على فهم أفضل لتأثيرك في العمل.
لا تبالغ في تقديم مهاراتك
تؤكد بوني ديلبر من شركة زابير على أهمية الصدق في تقديم مهاراتك عند التقدم لوظيفة. قد يبدو تزيين السيرة الذاتية بمهارات غير حقيقية أمرًا جذابًا، لكن العواقب قد تكون وخيمة. إذا لم تكن صادقًا، فإن الحقيقة ستظهر عاجلاً أم آجلاً، وقد ينتهي بك الأمر بفقدان الوظيفة وتضرر سمعتك المهنية.
بدلاً من الكذب، تقترح ديلبر الاستعداد الجيد للمقابلة بالتركيز على المهارات المطلوبة في الوصف الوظيفي والعمل على تطويرها. في المقابلة، كن صريحًا بشأن مجالات المعرفة الجديدة بالنسبة لك وأبرز الجهود التي بذلتها لتعلم مهارات جديدة. إذا كنت تفتقر إلى مهارة معينة، فقدم مهارات أخرى ذات صلة قد تكون لديك.
اقرأ أيضًا.. نصائح مالية للتغلب على أزمة فقدان الوظيفة
على سبيل المثال، إذا لم تكن تتقن الإسبانية بطلاقة، يمكنك الإشارة إلى قدرتك على استخدام أدوات الترجمة بفعالية مع معرفتك المتوسطة باللغة لإجراء المحادثات. كما يمكنك ذكر أمثلة عن مرات تمكنت فيها من تعلم شيء جديد بسرعة، مما يُظهر قدرتك على التكيف والتعلم.
في نهاية المطاف، الصدق في تقديم مهاراتك يعزز فرصك في النجاح ويحميك من المخاطر المهنية على المدى الطويل. الكذب قد يبدو مغريًا في سوق العمل التنافسي، لكن الحقيقة ستكشف في النهاية وقد تكون العواقب أسوأ من لو كنت صادقًا منذ البداية.