قد تظن أن لديك مهارات وخبرة كافية للتأهل للوظيفة التي تتقدم إليها، لكن هل تعلم أن هناك أخطاء في المقابلات الشخصية تقع فيها دون أن تدري وتحول دون حصولك على الفرصة المنشودة؟
هذا ما كشف عنه دانييل ريزيا، مدير الهندسة في إحدى شركات غوغل المتخصصة في الأجهزة القابلة للارتداء في أوروبا، والذي يمتلك خبرة طويلة في إجراء المقابلات والتوظيف.
قال ريزيا، في مقابلة مع موقع بيزنس إنسايدر، إنه خلال مسيرته المهنية، أجرى أكثر من 1000 مقابلة مع مرشحين من مستويات وخلفيات مختلفة، بما في ذلك مديري المنتجات والمهندسين ومديري المديرين ومصممي تجربة المستخدم.
وأضاف ريزيا أنه رغم التنوع في الوظائف والمسؤوليات، فإن هناك أخطاء في المقابلات الشخصية مشتركة يقع فيها الكثير من المرشحين وتحرمهم من فرصة العمل، وأن حتى أفضل المرشحين قد يصابون بالإحباط بسبب هذه الأخطاء.
وفيما يلي 4 أخطاء رئيسية يجب تجنبها عند التقدم لوظيفة، حسب رأي مدير الهندسة في غوغل.
اقرأ أيضًا: هل تعمل في وظيفة أحلامك؟.. 3 علامات تخبرك
1. أخطاء في المقابلات الشخصية: «هالة المعرفة»
أحد الأخطاء في المقابلات الشخصية التي يقع فيها المرشحون هو ما يسميه دانييل ريزيا، مدير الهندسة في غوغل، بـ”هالة المعرفة”، وهي حالة تحدث عندما يظن المرشحون أنهم سيتألقون في المقابلة لأنهم يتقنون وظيفتهم الحالية، وهذا يجعلهم يستهينون بالتحضير للمقابلة، والمشكلة هنا هو أن المقابلة تتطلب مهارات ومعارف قد تختلف كثيرًا عما يمارسونه في عملهم اليومي.
فعلى سبيل المثال، قال ريزيا: «كم مرة يضطر مهندس برمجيات إلى كتابة خوارزمية معقدة مثل الأشجار الحمراء والسوداء لحل مشكلة عملية؟ نادرًا ما يحدث ذلك، لكن في المقابلة يُطلب من المرشحين أن يبرهنوا على قدرتهم على تطبيق النظرية في إطار زمني محدود».
وأضاف: «عليك أن تكتب حلاً لمشكلة ما على ورقة أو تصمم نظامًا سريعًا وتناقش مزاياه وعيوبه، هذا شيء مختلف تمامًا عما يفعله معظم المهندسين في عملهم الروتيني».
ولذلك، أكد ريزيا أن المقابلات الناجحة تتطلب مهارة خاصة، وإذا كانت آخر مرة قمت فيها بإجراء مقابلة منذ فترة طويلة، فإنك قد تفشل في المقابلة بغض النظر عن خبرتك أو أقدميتك.
اقرأ أيضًا: 6 نصائح ذهبية عند البحث عن وظيفة.. اتبعها!
ولتجنب هذا الخطأ، نصح ريزيا بالتدرب على إجراء مقابلات وهمية، وإذا كان لديك صديق يعمل في إجراء المقابلات فذلك أفضل، كما أن بعض الشركات توفر خدمة المقابلات الوهمية المجانية لإعداد مرشحيها بشكل أفضل.
وختم ريزيا بقوله: «بعد تخرجي من الجامعة، كان لدي صديق كان حلمه العمل في إحدى شركات التكنولوجيا العالية، وبفضل قراءته لكتب عن إجراء المقابلات وتدربه على ذلك عشرات المرات، استطاع أن يؤدي بشكل رائع في المقابلات وأن يثير اهتمام القائمين عليها وأن يتفاعل معهم بشكل جيد، وفي النهاية حصل على 7 عروض من 8 شركات، كانت جميعها تتسابق عليه».
2. أخطاء في المقابلات الشخصية: الإرهاق
لا يهتم الكثير من المرشحين بصحتهم وراحتهم قبل المقابلة، ويظنون أنهم سيقدمون أداءً ممتازًا بغض النظر عن حالتهم الجسدية والعقلية، وهذا خطأ كبير، فأحد العوامل المؤثرة في نجاحك في المقابلة هو الحصول على قسط كافٍ من النوم والاسترخاء قبل المقابلة.
فقال ريزيا: «المقابلات تستنزف طاقتك وذكائك، لذلك لا تجعلها أصعب على نفسك بإجرائها بعد يوم عمل شاق أو في نهاية أسبوع مرهق، لقد شهدت العديد من المرشحين يفشلون في المقابلة ليس لأنهم لا يعرفون الإجابات، ولكن لأنهم كانوا مرهقين، وبالتالي كانوا أبطأ في التفكير والتفاعل معي، وأحيانًا كانوا يسألوني عن أشياء لا علاقة لها بالسؤال».
اقرأ أيضًا.. نصائح مالية للتغلب على أزمة فقدان الوظيفة
وأضاف: «أنا أول من يعترف بهذا الخطأ، فقد حصل معي شيء مشابه عندما حضرت مقابلة بعد يوم عمل طويل، وسألوني سؤالًا برمجيًا صعبًا، ولم أستطع إيجاد حلاً جيدًا خلال المقابلة لأن عقلي كان مشغولًا بالضغط، وفي اللحظة الأخيرة تذكرت الحل ولكن كان فات الأوان».
وختم قائلاً: «لا تضر نفسك بإجراء المقابلات عندما تكون متعبًا، فإذا شعرت بأنك لست في حالة جيدة، فلا تتردد في طلب تأجيل المقابلة إلى يوم آخر، فالشخص الذي سيجري معك المقابلة لن يزعل من ذلك، والأهم من ذلك، أنك ستشعر بالثقة والانشراح، وستؤدي بشكل أفضل».
3. أخطاء في المقابلات الشخصية: عدم الاستفادة من التلميحات
في بعض الأحيان، قد تواجه صعوبات في حل المشكلة أو السؤال الذي يطرح عليك في المقابلة، وفي هذه الحالة، قد يساعدك الشخص الذي يجري معك المقابلة بإعطائك تلميحات أو معلومات إضافية تساعدك على الوصول إلى الحل الصحيح، ولكن إذا لم تنتبه لهذه التلميحات أو لم تسأل عنها، فقد تضيع فرصتك.
وعن هذا الموضوع، قال دانييل ريزيا، مدير الهندسة في غوغل: «أحد الأخطاء التي يقع فيها كثير من المرشحين هو أنهم يستمرون في حل المشكلة بطريقة خاطئة أو غير مرغوبة، ولا يلاحظون التلميحات التي أعطيها لهم، أو لا يسألونني عما أريده بالضبط».
وأضاف: «عندما تشعر بالتردد أو عندما تحصل على تلميحات تخالف ما تفكر فيه، فلا تخجل من سؤال الشخص الذي يجري معك المقابلة عن توقعاته أو رغباته».
وتابع: «أنا أحدد توقعاتي بوضوح للمرشحين قبل بدء المقابلة؛ لذلك إذا رأيتهم يسيرون في اتجاه خاطئ، سأقول لهم ذلك مباشرة، وهذا لصالحهم لأنني أريد أن أعطيهم فرصة لإظهار مهاراتهم في مجالات أخرى».
4. أخطاء في المقابلة الشخصية: غياب الاستعداد للأسئلة السلوكية
الكثير من المرشحين يركزون على إظهار مهاراتهم وخبراتهم في المقابلة، ولكنهم ينسون أن الجانب السلوكي هو أيضًا مهم جدًا، فالأسئلة السلوكية تهدف إلى معرفة كيف تتصرف في بيئة العمل وكيف تتعامل مع الشركة وزملائك من الموظفين وكيف تواجه التحديات.
ولتجاوز هذه الأسئلة، نصح دانييل ريزيا، مدير الهندسة في غوغل، بالبحث عن قيم الشركة التي تتقدم إليها على موقعها الإلكتروني أو سؤال مسؤول التوظيف عنها، فمن المحتمل أن تطرح عليك أسئلة تختبر مدى تطابقك مع هذه القيم في أدوارك السابقة.
اقرأ أيضًا: أخطاء مهنية شائعة قد تفقدك عملك.. نصائح من خبير سابق في مايكروسوفت
بالنسبة للأسئلة السلوكية، يتوقع منك القائمون على المقابلات أن تجيب بالترتيب التالي:
– ما هو الموقف أو المشكلة التي واجهتها؟
– ما هي الخطوات التي اتخذتها لحلها؟
– ما هي النتائج أو التأثيرات التي حققتها؟
فمثلاً، إذا كانت الشركة تقدر العمل الجماعي كإحدى قيمها الأساسية، فحاول أن تذكر أمثلة من أدوارك السابقة عندما ساعدت زميلًا في فريقك على إنجاز مشروع مهم أو عندما ساهمت في تحسين أداء الفريق بفضل جهودك.
ولا تحاول المبالغة في إجاباتك، فإذا لم تكن محترفًا في التمثيل، فسيلحظ القائمون على المقابلة أنك لست صادقًا وستخسر فرصتك.