تشكل الروبوتات الذكية ظاهرة ملفتة للأنظار في عصرنا الحالي كما السابق. وكثيرًا ما كانت تظهر هذه الابتكارات في الأفلام السينمائية على أنها مركز الأضواء وأبطال القصص الخيالية تارةً، والعدو اللدود للإنسان الذي يهدف لاستبداله والسيطرة على عالمه تارةً أخرى.
ولكن الجدير ذكره بأن هذه القصص السينمائية الخيالية ترجمت إلى الواقع. فمع التطور الذي يشهد قطاع التكنولوجيا العالمي، ومع توفر التقنيات والأدوات المناسبة باتت روبوتات الذكاء الاصطناعي أكثر حيوية، وأكثر فعالية وذات ارتباط جذري بالحياة المادية الملموسة.
وبدأ الناس أكثر بتقبل هذا الغزو اللطيف لهذه الروبوتات الذكية وإدراجها في الحياة العملية إلى أن بدأت بغزو عالم السياسة. فما هي إذًا أهمية هذه الروبوتات الذكية؟ وهل يمكن لانتشاره الزائد أن يشكل عبءً على الإنسان؟ ما هي إيجابياتها وسلبياتها؟ وكيف بدأت تتدخل في عالم السياسة؟
اقرأ أيضًا: الحب والذكاء الاصطناعي.. لماذا لا نتحول جميعًا إلى روبوتات؟
نظرًا لأن الروبوتات الذكية تلعب دورًا جوهريًا في المجتمع المعاصر، فإنها تضمن بلا شك أن تكون ركنًا محوريًا في مجتمع المستقبل. إذ تقدم الروبوتات العديد من المزايا المفيدة إلى جانب بعض العيوب الكامنة.
إيجابيات الروبوتات
1. تأمين فعالية أكبر:
لا عجب أن الروبوت الصناعي يفوق الإنسان في فعاليته. إذ صممت هذه الأجهزة المزودة بالذكاء الاصطناعي لتكون أسرع وأدق من الإنسان البشري، الأمر الذي من شأنه أن يوفر الوقت ويزيد من الإنتاجية بمجهود أقل.
2. العمل في البيئات الخطرة:
على عكس الطبيعة البشرية، يستطيع الروبوت تحمل شروط العمل القاسية والخطيرة مما يجعله البديل المناسب للإنسان في البيئات العملية الخطيرة. وبذلك، تهدف الروبوتات إلى تقليل نسبة الإصابات والمخاطر التي تهدد حياة الإنسان وصحته في أماكن العمل.
3. توفير جودة أعلى:
بفضل دقتها العالية، وهياكلها المتطورة، تستطيع الروبوتات إنتاج سلع بجودة عالية وبوقت أقل مع احترام معايير الإنتاج الأساسية.
4. العمل المستمر:
في حين يحتاج الإنسان إلى وقت راحة أو عطلة لتشريج طاقته ومعاودة العمل من جديد، تتخلى الروبوتات عن هذه الحاجة. إذ يمكن لهذه الماكينات العمل دون كلل أو ملل أو تعب وبفعالية تامة.
5. زيادة الربح:
بمجهود قليل، ووقت أقل، يمكن للروبوت أن ينتج أحجامًا هائلة من السلع ذات الجودة العالية وبالتالي عرضها في الأسواق. الأمر الذي من شأنه أن يعود بالربح الزاهد على المؤسسات والشركات التي تتبنى وجود هذه الروبوتات في أرجائها.
سلبيات الروبوتات:
1. ارتفاع نسبة البطالة:
إن الإقبال الشديد على الروبوتات ودمجها في الحياة العملية قد يعني التخلي عن اليد العاملة البشرية في بعض المهام. فمع استبدال الإنسان بالآلة الذكية، سيفقد الناس وظائفهم وترتفع بالتالي نسبة البطالة في المجتمع.
2. غياب الارتجال:
صممت الروبوتات للقيام بمهام معينة ووفق نظام محدد. ولكن في حال حدوث مشكلة في العمل، لا يمكن للروبوت، مهما بلغ ذكاؤه، أن يرتجل ويجد حلًا فوريًا كما يفعل الإنسان عادة. هذا وتفتقر الآلة للمهارات العملية الأساسية كالتحليل والملاحظة والابتكار.
3. ارتفاع كلفة التصنيع:
إن عملية تصنيع الروبوتات الذكية باهظة جدًا. هذا وقد تحتاج هذه الآلات إلى صيانة دائمة لضمان العمل المناسب والمستمر، مما يزيد بالتالي الأعباء المالية المترتبة على أرباب العمل.
4. ارتفاع معدل استهلاك الطاقة:
الراحة هي مغذي الإنسان في حين أن الطاقة الكهربائية هي مغذي الروبوت. فلتوفير عمل مستمر وغير متقطع، تحتاج الروبوتات إلى مصادر طاقة للعمل الأمر الذي من شأنه أن يرفع، وبشكل كبير” معدل استهلاك الطاقة مع الأخذ بعين الاعتبار سلبياتها الجسيمة على البيئة.
هل ستسيطر الروبوتات الذكية على الحياة السياسية؟
لكل ابتكار جديد حسناته وسيئاته، وهذا هو حال الروبوت في عصرنا. هل هو نقمة أو نعمة؟ هل يجب تبني هذا التطور الرائد بشكل أعمى أو يجب التروي؟ أسئلة كثيرة تصادف الأذهان، والجواب لا بد أن يكمن في الاعتدال. إن استخدام الذكاء الاصطناعي سيعود بالفائدة لا محالة على حياتنا اليومية ولكن حذاري من الإفراط في الإستخدام كي لا نصل إلى سيطره شرسه الروبوتات على حساب البشر.
وعلى صعيد السياسة، أقدم مجموعة من المطورين في الدنمارك على تأسيس روبوتات سياسية تعمل على تمثيل المواطنين والتعبير عن آرائهم بصورة ديمقراطية بحتة وفقًا لموقع فورتين وت. ار. ت. ورلد. في المقابل طالب مجموعه من السياسيين تخصيص مقاعد في مجلس النواب لهذه الروبوتات بإعتقادهم أنها تملك الكفاءة اللازمة لتمثيل البشر بسبب قدرتها الكبيره على التفاعل بعقلانيه وتمثيل فئات من المجتمع بفعالية. وهذا ليس إلا مثلًا من بين العديد من الأمثلة حول ولوج الذكاء الاصطناعي إلى كافة المجالات الحياتية.