يعرف النظام المصرفي الرقمي بالخدمات المصرفية عبر الإنترنت أو الخدمات المصرفية اللإلكترونية التي تتجسد وظيفته في تقديم الخدمات المالية بطريقة غير تقليدية أي عبر القنوات الرقمية مثل الإنترني أو الأجهزة المحمولة كالهواتف والكمبيوترات وصولًا إلى آلات الصرف الآلي أو ما يعرف بالأي تي أم-ATM. وبفضل التطور التكنولوجي الذي عايشه الناس في الآواني الأخيرة، باتت الخدمات المصرفية الرقمية أكثر شيوعًا ومستخدمة من قبل العديد.
فلنعود بالزمن إلى بدايات النظام المصرفي الرقمي. متى ظهر على الساحة؟ وكيف تطور؟
اقرأ أيضاً.. هل يستبدل جي بي مورغان المستشارين الماليين بالذكاء الاصطناعي؟.. إليك القصة
الأتمتة الأولى من السيتينيات إلى الثمانينيات
يمكن رصد الظهور الأول للخدمات المصرفية الرقمية في السيتينيات حين عمدت البنوك إلى استخدام أجهزة الكمبيوتر هادفة إلى أتمتة العديد من الوظائف المصرفية كمعالجة الشيكات أو إدارة حساب العميل. ولاحقًا في الثمانينيات، بدأت المصارف بتوفير خدمات الاتصال الهاتفي والتي بدورها سمحت للعميل بالوصول إلى حساباته الخاصة من خلال أجهزة الكمبيوتر المنزلية.
ولا بد الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية وبل بنك أميركا بالتحديد قام بطرح أول ATM في العالم وذلك في السيتينيات ما سمح إذًا للعملاء بسحب النقود من الآلة من دون الحاجة إلى موظف أو صراف مالي. كما قام سيتي بنك في الثمانينيات بطرح أول نظام مصرفي عبر الإنترنت والذي مرة أخرى مكن العميل من الوصول إلى معلومات حسابه الخاص وبل إجراء المعاملات الجوهرية بمجرد اتصال هاتفي.
إدخال الخدمات المصرفية عبر الإنترنت
عرفت التسعينيات كما العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تزايدًا ملفتًا في استخدام الإنترنت ما مهد الطريق إلى تطوير البوابات المصرفية عبر الإنترنت. وبالفعل، شرعت البنوك في إنشاء بوابات عبر الإنترنت بهدف تمكين العملاء من الوصول إلى أرصدة حساباتهم ورؤيتها ناهيك عن تحويل الأموال ودفع الفواتير عبر الحواسيب المنزلية. بعيد ذلك، احتلت الخدمات المصرفية عبر الإنترنت المركز الأول والأفضل للعديد نظرًا للراحة والسهولة التي توفرها للعملاء.
اقرأ أيضاً.. كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المالية؟
الخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة من الـ2000 إلى الآن
لا شك في أن ولادة الهواتف المحمولة الذكية وبل انتشارها في العالم أجمع في أواخر العقد الأول من القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين أدى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى ظهور الخدمات المصرفية عبر هذه الأجهزة الذكية. ففي الحقيقة، بدأت المصارف بطرح خدمات وتطبيقات هاتفية في الساحة سامحة بالتالي لعملائها باستخدامها بغية الدخول إلى حسابهم من هاتفهم الخاص. وبهذه الطريقة، يجد العميل نفسه قادرًا على التحقق من حساباتهم وأرصدتهم وبل تحويل الأموال ودفع الفواتير. واليوم، اكتسبت هذه الخدمات المصرفية عبر الهواتف الذكية مكانًا جوهريًا في السيناريو المصرفي الرقمي.
دمج التقنيات التكنولوجية الجديدة، من الحاضر إلى المستقبل
لا يمكن التغاضي عن أثر التكنولوجيات الجديدة مثل بلوكشين والذكاء الاصطناعي ودورها في رسم مشهد النظام المصرفي الرقمي المستقبلي. ففي الواقع، عمد الكثيرون إلى تبني تقنية البلوكشين الرائدة لزيادة نسبة الأمان والفعالية خلال التحويلات المالية عبر الحدود. هذا وقد خطت البنوك خطوتها الأولى في العالم الجديد المتطور لاستكشاف روبوتات الدردشة الجديدة القائمة على الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى المساعدين الافتراضيين بغية تحسين خدمة العملاء.
ومن المتوقع وبل المنتظر من القطاع المصرفي أن يحدث تغييرًا جذريًا في المستقبل مع انضمام التكنولوجيات الجديدة واندماجها لمصلحة العميل نفسه. كما أن التكنولوجيات الجديدة كالقياسات الحيوية وإنترنت الأشياء-IoT ستجد مكانها في النظام المصرفي الرقمي متيحة للمستخدم بالمصادقة على المعاملات من خلال ميزة بصمة الأصابع أو التعرف على الوجه.
اقرأ أيضاً.. كيف تستفيد من Chat GPT في إدارة شؤونك المالية؟
النظام المالي اللامركزي مقابل النظام المصرفي الرقمي
يعد النظام المالي اللامركزي نظامًا قائمًا على تقنية البلوكشين الرائدة، ويتيح للمستخدم إجراء المعاملات المالية من دون الحاجة إلى وسيط أو تدخل من طرف ثالث. ولا شك في أن هذا النظام قد اكتسب وبشكل متسارع شعبية أكثر ليكون بديلًا للنظام المصرقي التقليدي ولو كان رقميًا. وفي ظل استمرار التطور التكنولوجي الكبير وتعطيل الصناعات التقليدية، بدأ العالم المالي بالتخلي عن صورته النمطية ليرتدي رداء اللامركزية والديمقراطية. وبالرغم من توفر الفرص الشاسعة أمام النظام المالي اللامركزي، لا يزال هذا الأخير يواجه بعض التحديات المتعلقة بقابلية التوسع والأمن وغيرها المزيد.