منذ نوفمبر الماضي، أثار الذكاء الاصطناعي التوليدي قلقًا حول مستقبل الوظائف المتنوعة في الشركات، وخاصة وظائف المستقلين (الفريلانسر)، الذين يشكلون قطاعًا كبيرًا من الشباب الذين يفضلون العمل بحرية دون الالتزام بوظيفة ثابتة أو دوام مكتبي.
وأظهر بحث أجرته شركة أوبن إيه OpenAI، المطورة لتطبيق تشات جي بي تي ChatGPT، بالتعاون مع جامعة بنسلفانيا، أن الوظائف ذات الرواتب العالية هي الأكثر عرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الموظفين الذين يحصلون على رواتب ضخمة تزيد عن 6 أرقام، هم في خطر أكبر بثلاثة أضعاف من فقدان وظائفهم، مقارنة بأولئك الذين يحصلون على 30 ألف دولار.
هل ينهي الذكاء الاصطناعي وظائف الفريلانسر؟
وأشارت دراسة أخرى، نشرها موقع دي كريبت، إلى أن المستقلين (الفريلانسر)، مثل كتاب النصوص ومصممي الجرافيك ومنتجي المحتوى، عانوا من انخفاض كبير ليس فقط في فرص العمل ولكن أيضًا في الدخل، بعد ظهور تشات جي بي تي ChatGPT.
وذكرت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، سيحل محل وظائف المستقلين بالكامل في المستقبل، مضيفة أن الأمر لن يقف عند هذا الحد، بل سيقلل أيضًا من قيمة العمل الذي لا يزالون قادرين على الحصول عليه حاليًا.
اقرأ أيضًا: كيف تصبح مهندس أوامر في الذكاء الاصطناعي؟.. الراتب يصل إلى 300 ألف دولار
وأوضحت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي سيسيطر على هذه الوظائف خلال أقل من 10 سنوات، وهذا سيعني نهاية (الفريلانسر).
مخاوف من تفوق الذكاء الاصطناعي على الإنسان
وتأتي الدراسة حول تأثير التكنولوجيا على وظائف المستقلين، بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي التوليدي، جزءًا أساسيًا من الثقافة العصرية، وأصبح الجميع من علماء الحاسوب إلى خبراء وسائل التواصل الاجتماعي يهتمون به، ويخشون من اللحظة التي سيتفوق فيها الذكاء الاصطناعي على الإنسان ويستولي على الوظائف. وبالتالي فإن الشركات والمبتكرين لن يحتاجوا إلى الإنسان في العديد من الوظائف.
اقرأ أيضًا.. برامج ذكاء اصطناعي مجانية للمبتدئين لتوفير المال
واستندت الدراسة إلى بيانات من موقع العمل الشهير للمستقلين Upwork، مركزة على الفترة من يناير 2022 إلى أبريل 2023، واستخدمت تصميمًا بحثيًا للفروقات لمقارنة التغيرات في نتائج التوظيف بين المهن الأكثر والأقل تأثراً بالذكاء الاصطناعي.
ومن الجدير بالذكر أن الدراسة وجدت أيضًا أن العاملين لحسابهم الخاص الذين كانوا يتمتعون بدخل مرتفع أو وظائف أكثر في الماضي (الفريلانسر)، كانوا الأكثر تضررًا من ناحية العمل والدخل.
ويدل هذا على أن المهارات العالية لا تضمن الحماية من تأثير الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي وتحسين العمل
هناك دراسة أخرى تتنافى نتائجها مع هذه الدراسة، أجراها علماء من كلية هارفارد للأعمال، والتي أجرت عملية قياس لتأثيرات برنامج GPT-4، أحدث إصدار لشركة أوبن إيه أي OpenAI، على موظفي مجموعة بوسطن الاستشارية.
وأوضحت الدراسة، أن الذين استعانوا ببرنامج GPT-4 شهدوا زيادة هائلة في الإنتاجية، حيث أنهوا المهام بسرعة أكبر بنسبة 25% وبجودة أفضل بنسبة 40% من الذين لم يستفيدوا من مساعدة الذكاء الاصطناعي.
وأشارت الدراسة إلى أن العمال ذوي المهارات الأقل استفادوا أكثر من الآخرين، حيث تميزت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية في تلخيص وتحديث المعرفة في المجال العام.
اقرأ أيضًا: وظائف الذكاء الاصطناعي: هذه المهارات الأكثر طلبًا في سوق العمل
وحدد الباحثون أيضًا مجموعتين استخدمتا الذكاء الاصطناعي بشكل فاعل لتطوير عملهما.
الأولى: التي أطلق عليها السايبورغ، عملت على دمج إجابات الذكاء الاصطناعي مع الخبرات البشرية وتطويرها بشكل مستمر.
الثانية: والتي أطلق عليها القنطور، عملت على تفويض المهام المناسبة للذكاء الاصطناعي والتركيز على خبراتهم.
وقالت نتائج الدراسة: يجمع السايبورغ بين الذكاء الاصطناعي والقدرات البشرية على مستوى المهام الفرعية الدقيقة، بينما يقوم القنطور بتوزيع المهام الفرعية البشرية ومهام الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي.