توقع خبراء ولاعبون رئيسيون في صناعة العملات المشفرة أن معظم صناديق البيتكوين المتداولة قد لا تستمر طويلًا، وأنه سيتبقى إثنان أو ثلاثة على الأكثر، بسبب الرسوم، فما هي قصة الرسوم، ولماذا قد تقضي على مستقبل صناديق البيتكوين المتداولة؟
رسوم صناديق البيتكوين المتداولة
في العاشر من يناير الجاري وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC) على 11 صندوقًا استثماريًا متداولًا للبيتكوين، وقد يكون هناك المزيد في الطريق. ولجذب المستثمرين والتدفقات المالية أطلق المصدرون حملات تسويقية ضخمة تعتمد على الرسوم المنخفضة.
وأصدر جميع مزودي صناديق البيتكوين المتداولة هياكل الرسوم الأولية الخاصة بهم، ويبدو أن نسب الرسوم ستكون متوافقة مع ما كان متوقعًا من محاولات الشركات جذب المستثمرين على سبيل المثال أعلنت بلاك روك أن رسوم الشراء السنوية عبر صندوقها iShares Bitcoin Trust ETF تبلغ 0.25٪.
لماذا يعتقد محللون أن إطلاق صناديق البيتكوين ليست في صالح الكريبتو؟
هل يختلف شراء البيتكوين بشكل مباشر عن الصناديق المتداولة؟
الاستثمار في البيتكوين مباشرة يختلف عن الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة (Bitcoin ETF). صناديق البيتكوين المتداولة هي أدوات مالية تتيح للمستثمرين الاستفادة من تقلبات سعر البيتكوين دون الحاجة إلى شراء أو تخزين البيتكوين نفسها. وهذا يوفر للمستثمرين مزايا عديدة، مثل السهولة والأمان والامتثال للقوانين.
عندما يقوم المستثمرون بشراء البيتكوين مباشرة، يتعين على المستثمرين التعامل مع التحديات المتعلقة بإنشاء وإدارة محافظ العملات المشفرة والتحقق من هويتهم والتعامل مع بورصات العملات المشفرة،، والتي قد تكون غير آمنة أو غير موثوقة أو غير مرخصة. وقد تتعرض البيتكوين للسرقة أو الضياع أو الاختراق أو الحجب. وقد تواجه المستثمرين أيضًا مشاكل قانونية أو ضريبية أو تنظيمية عند شراء أو بيع أو امتلاك البيتكوين.
وبذلك تعالج الصناديق مشكلة المخاطر، التي أدت إلى حالات من الإفلاس في سوق العملات المشفرة، أبرزها انهيار بورصة FTX، التي أدين مؤسسها سام بانكمان فرايد بتهمة الاحتيال.
عند الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة، يمكن للمستثمرين الاعتماد على الشركات المالية المحترفة والمنظمة لشراء وحفظ وتداول البيتكوين نيابة عنهم. ويمكن للمستثمرين شراء وبيع صناديق البيتكوين المتداولة من خلال حسابات الوساطة العادية، والتي توفر لهم الراحة والوضوح والحماية. ويمكن للمستثمرين أيضًا الاستفادة من السيولة والتنوع والاستراتيجيات المتقدمة التي تتيحها صناديق البيتكوين المتداولة.
بعض المحللين يرى أن صناديق البيتكوين المتداولة قد تكون ضارة بالعملات المشفرة، لأنها قد تقلل من الطلب على البيتكوين الفعلية وتزيد من الاعتماد على الأطراف الوسيطة والمؤسساتية. وقد يؤدي ذلك إلى تقليل اللامركزية والشفافية والابتكار في مجال العملات المشفرة. وقد يتعرض المستثمرين أيضًا لمخاطر متعلقة بالاختلاف والتحويل والتمويل والتنظيم عند الاستثمار في صناديق البيتكوين المتداولة.
اقرأ أيضًا: هل يصل سعر البيتكوين إلى مليون دولار؟.. محللون يجيبون
صناديق البيتكوين المتداولة لن تستمر طويلًا
يرى المستثمر الكندي كيفن أوليري، نجم برنامج شارك تانك لدعم رواد الأعمال، أن الرسوم التي يحصل عليها مزودو صناديق البيتكوين المتداولة قد تكون عائقًا للاستثمار فيها، «حتى لو كان بعضهم يقدمون تنازلات مؤقتة حاليًا».
وقال أوليري في مقابلة مع فوكس بيزنس (Fox Business): «إذا كنت أؤمن بالبيتكوين كذهب رقمي وأريد الاحتفاظ به لفترة طويلة، فلن استثمر في أي صندوق استثمار متداول، لماذا أضيع أموالي على هذه الرسوم؟ هذا لا يجدي نفعًا على الإطلاق، ولا يقدم أي قيمة لي».
وكيفن أوليري، رجل أعمال ومستثمر كندي، يستثمري في عدد من الشركات في الولايات المتحدة وكندا وبلدان أخرى، واكتسب شهرة كمستثمر عندما شارك في برنامج «Dragons’ Den» الذي يبث على سي إن بي سي، المختص بدعم مشاريع رواد الأعمال، ثم انتقل إلى النسخة الأمريكية من برنامج شارك تانك (Shark Tank) على قناة إيه بي سي (ABC).
ويحظى المستثمر الشهير بشعبية كبيرة في مجتمع رواد الأعمال، حيث يتبع الكثيرون منهم نصائحه حول الاستثمار الجيد وكيفية تحقيق النجاح للشركات الناشئة.
وفي سياق متصل، يعتقد كيفن أوليري، أن فرص استمرار جميع صناديق البيتكوين المتداولة الـ 11 التي وافقت عليها هيئة الأوراق المالية والبورصات، ضئيلة جدًا خلال السنوات المقبلة، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
وأضاف أوليري، أنه يتوقع أن يسيطر صندوقان أو 3 على السوق، بينما ستنخفض عدد صناديق البيتكوين المتداولة، على أن تكون الفرصة الأكبر ستكون لأصحاب الملاءة المالية الأكبر، معلقً: «أراهن أن الشركات العملاقة مثل فيليدتي (Fidelity) وبلاك روك (BlackRock) سينتهي بها الأمر إلى القمة لأن لديهم قوى مبيعات هائلة».
وعلى الرغم من شكوكه بشأن الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة، إلا أنه لا يزال يعتبر موافقة الجهات التنظيمية عليها خطوة مهمة في تطوير صناعة العملات المشفرة.
ويأمل أوليري أن تتمكن صناديق الاستثمار المتداولة أيضًا في تحفيز المشرعين على النظر في أنظمة المدفوعات المشفًّرة، مثل العملة المستقرة المرتبطة بالدولار، معلقًا: «الآن، لدينا هذه المناسبة الهامة، وهي عظيمة، لكننا في وقت مبكر جدًا، نحن في الشوط الأول».
السوق لن يستوعب الـ11 منتجًا فوريًا
من جهته، صرح مايكل سونينشين، الرئيس التنفيذي لشركة غرايسكيل إنفستمنتس (Grayscale Investments)، لشبكة سي إن بي سي، على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، بأن معظم صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة المعتمدة لن تبقى على قيد الحياة.
ويعد صندوق غرايسكيل للبيتكوين المتداول في البورصة (Grayscale Bitcoin Trust ETF) هو الأكبر في العالم، حيث تبلغ قيمة الأصول الخاضعة للإدارة أكثر من 25 مليار دولار.
عندما وافقت هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية على مجموعة كبيرة من صناديق البيتكوين المتداولة في وقت سابق من هذا الشهر، كان التركيز كبيرًا على الرسوم الإدارية التي كانت تفرضها الشركات من بلاك روك إلى فيديليتي.
كان العديد من مصدري صناديق الاستثمار المتداولة يتقاضون رسومًا بنسبة 0٪ لفترة محدودة من الوقت قبل رفعها قليلاً. معظم صناديق الاستثمار المتداولة المعتمدة لديها رسوم تتراوح بين 0.2٪ و 0.4٪.
لكن غرايسكيل تتقاضى رسومًا بنسبة 1.5٪.
اقرأ أيضًا.. بعد الموافقة عليها.. كيف ستغير صناديق البيتكوين المتداولة قواعد اللعبة؟
أوضح سونينشين، عدة أسباب وراء فرض هذه الرسوم، مشيرًا إلى أن صندوق غرايسكيل هو أكبر صندوق بيتكوين، ولديه سجل حافل لمدة 10 سنوات من العمل بنجاح في قطاع العملات المشفرة، ولديه قاعدة متنوعة من المستثمرين، وسيولة كبيرة، وأن شركته كانت تقف وراء تمهيد الطريق لظهور هذه المنتجات.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة غرايسكيل أن بعض صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة قد تصل إلى حجم كافٍ من الأصول التي تديرها، بينما قد يختفي الباقون من السوق.
وأرجع سونينشين ذلك إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة الأخرى تفتقر إلى سمعة جيدة وأن الجهات المصدرة تسعى إلى جذب المستثمرين بتقديم رسوم مخفضة.
وقال سونينشين: نحن نشعر أحيانًا بالقلق بشأن مدى اهتمامهم بفئة الأصول على المدى الطويل.
وقال سونينشين: لا أظن أن السوق ستستمر في استيعاب الـ 11 منتجًا الفوريًا التي نملكها حاليًا.