عندما تقدمت شركة بلاك روك (BlackRock) بطلب للحصول على صندوق البيتكوين المتداول في البورصة في يونيو 2023، خلقت موجة من التفاؤل بأن مثل هذا الصندوق يمكن أن يصبح حقيقة واقعة، واليوم أصبحت صناديق البيتكوين المتداولة حقيقة واقعة بعد أن منحت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية الضوء الأخضر يوم الأربعاء 10 يناير الجاري لإطلاق مثل هذا النوع من الصناديق، فماذا قال لاري فينك، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك في تعليقه على إطلاق صناديق البيتكوين المتداولة، وعملة البيتكوين، وهو الذي يحظى بإعجاب مجتمع العملات المشفرة.
خطوة أولى في ثورة التكنولوجيا للتمويل
بعد معركة شرسة بين صناعة العملات المشفرة وهيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية، قال لاري فينك إن «صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين هي مجرد خطوة أولى في الثورة التكنولوجية للتمويل».
وصناديق الاستثمار المتداولة كان ينظر لها على أنها وسيلة لمنح المستثمرين فرصة التعرض لفئة أصول شابة ومحفوفة بالمخاطر، لكن فينك، الذي يحظى لاري أيضًا بمعجبين في عالم العملات المشفرة، يرى أن «صناديق الاستثمار المتداولة الجديدة هي مجرد مقدمة لتشفير أوسع للأصول الأخرى»، بحسب مقابلة مع سي إن بي سي.
وأضاف أن «صناديق الاستثمار المتداولة هي الخطوة الأولى في الثورة التكنولوجية في الأسواق المالية»، متابعًا أن «الخطوة الثانية ستكون تشفير كل أصل مالي أي تحويل الأصول إلى بيتكوين».
واعتبر أن «ظهور صندوق Bitcoin ETF هو مثال على أننا نقوم بإضفاء الشرعية على فئة الأصول هذه».
اقرأ أيضًا.. بعد الموافقة عليها.. كيف ستغير صناديق البيتكوين المتداولة قواعد اللعبة؟
البيتكوين أداة لتخزين الثروة
وفي الوقت الذي يرى البعض أن عملة البيتكوين هي بداية دفعة أكبر من العملات المشفرة نحو النظام المالي القديم، أعرب فينك عن إيمانه ببيتكوين، معتبرًا إياها شكلاً بديلاً «لتخزين الثروة» وليس منافسًا ليحل محل العملات الوطنية.
وشكك لاري فينك، في التطبيق العملي لاستخدام بيتكوين (BTC) في المعاملات اليومية، مكررًا أنه يجب أن يُنظر «إليها علنًا على أنها فئة أصول بحتة».
وعندما سُئل عن موقفه من أحدث توقعات تقييم بيتكوين (BTC) للرئيس التنفيذي لشركة ARK Invest، كاثي وود، والتي تتراوح من 600000 دولار إلى مليون دولار، أشار فينك إلى أن السعر لم يكن مصدر قلقه الرئيسي في الوقت الحالي.
«لم أفكر في الأمر حتى»، هكذا علق فينك، موضحًا أن الأمر لم يكن أولوية قصوى بالنسبة له، حيث إنه يركز بشكل أساسي على تقديم «أداة يمكنها تخزين الثروة» من خلال بورصة بيتكوين الفورية المعتمدة حديثًا. الصندوق المتداول (ETF).
اقرأ أيضًا.. لماذا يعتقد محللون أن إطلاق صناديق البيتكوين ليس في صالح الكريبتو؟
صندوق استثمار متداول للإيثريوم
بعد الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة للبيتكوين، يتطلع المستثمرون إلى الموعد النهائي الأول لهيئة الأوراق المالية والبورصات للموافقة أو رفض صناديق الاستثمار المتداولة للإيثريوم، المقرر عقده في مايو.
وقال لاري فينك: «أرى أهمية وجود صندوق استثمار متداول ETH»، مضيفًا «كما قلت، هذه مجرد بداية للانطلاق نحو الترميز».
وأشار: «لدينا التكنولوجيا اللازمة للتشفير اليوم»، مؤكدًا «إذا كان لديك ورقة مالية مشفرة، في اللحظة التي تشتري فيها أو تبيع أداة ما، فمن المعروف أنها موجودة في دفتر الأستاذ العام الذي تم إنشاؤه معًا، وهذا يقضي على كل الفساد، مع وجود نظام تشفير».
العملات الرقمية المركزية
وتحدث لاري فينك عن العملات الرقمية للبنك المركزي (CBDCs)، قائلًا إنها «ستؤتي ثمارها في المستقبل القريب، أعتقد أننا سننشئ عملات رقمية، وسنستخدم تكنولوجيا البلوكشين في ذلك».
وفقًا للبيانات الحديثة من كوينتيليغراف، تستكشف أكثر من 100 دولة تطوير العملات الرقمية للبنوك المركزية، في حين أن 39 دولة لديها إما مبادرات تجريبية أو إثبات للمفهوم أو مبادرات للعملات الرقمية للبنوك المركزية.
وفي الوقت نفسه، في مقابلة منفصلة مع فوكس بيزنس في نفس اليوم، أوضح فينك أن صندوق بيتكوين المتداول في البورصة سيساهم في إضفاء الشرعية على الصناعة التي واجهت الشكوك منذ البداية، مؤكدا أن «ظهور صندوق Bitcoin ETF هو مثال على أننا نضفي الشرعية عليه»، وقال: «نحن نوفر المزيد من الأمان».
وقال «إذا كنت خائفًا من حكومتك، أو قلقًا من قيام حكومتك بتخفيض قيمة العملة، فيمكنك أن ترى ذلك كمخزن محتمل كبير للقيمة على المدى الطويل. إنه مثل الذهب الرقمي»، مضيفًا أن «البيتكوين عابر للحدود وأكبر من أي حكومة».