إن الميتافيرس أو العالم الافتراضي المعروف أيضًا بما وراء الكون هو عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة، ونوع من التكنولوجيا الجديدة التي تتضمن مزيجا من الواقع الافتراضي، الواقع المعزز، والواقع المختلط، والبيئات ثلاثية الأبعاد المبنية على تقنية الذكاء الاصطناعي وشبكات البلوكشين.
يمكن الاعتبار أيضًا أن الميتافيرس هو تجسيد للواقع الحقيقي ولكن في العالم الافتراضي يستطيع الفرد بناءه كما يشاء فعلى صعيد المثال يمكن أن يختار أين سيعيش في العالم الافتراضي بغض النظر عن مكان تواجده الحقيقي.
وينظر للميتافيرس على أنه المستقبل الجديد وثورة وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بدأت العديد من المجالات والقطاعات باعتماده مثل القطاع التعليمي، المصرفي، الأمني، الصحي وصولاً إلى القطاع السياحي.
فتخيل أن تكون واقفا أمام الأهرامات في القاهرة، أو أنك تتمشى في أسواق لندن، أو أنك تشاهد مباراة كرة قدم لفرق برازيلي، أو في تجربة لرؤية الحيتان في أحد المحيطات كل ذلك وأنت جالس في غرفة جلوسك في أحد الدول تستخدم سماعات ونظارات الواقع الافتراضي.
تعمل اليوم العديد من كبرى شركات السياحية لاعتماد تقنية الميتافيرس أو العالم الافتراضي في خدماتها السياحية، ابتداء من حجز غرفة في فندق ضخم، إلى زيارة أماكن أثرية أو قضاء عطلة نهاية الأسبوع في أماكن سياحية. ولكن السؤال هنا ما هي أهمية السياحة في الميتافيرس؟ وهل ستنجح الشركات في هذا النوع من السياحية الإفتراضية؟
الميتافيرس يوفر الوقت والمال
توفر تقنية الميتافيرس الكثير من الوقت، الجهد والمال على المسافرين. فبدلا من الانتظار لساعات طويلة في المطار، وبدلا من التنقل في الحافلة برحلات متعبة للوصول الى الأماكن المقصودة، تسّهل الميتافيرس كل هذه الأعباء على المسافرين. حيث إن كل ما يتوجب على المسافر هو وضع السماعات والنظارات الخاصة، التي تكفي لانتقالهم من أماكن سكنهم والواقع الحقيقي، إلى المكان السياحي المقصود بظرف دقائق فقط.
تتيح الميتافيرس الفرصة للوصول الى أماكن يمكن أن يكون الوصول إليها صعب أو مستحيل جغرافيًا بغض النظر عن عمر السائح أو إمكانيته المادية.
هل سيسطر الميتافيرس على القطاع السياحي؟
تم مؤخرًا إنشاء جزيرة في الميتافيرس تدعى “في آر سيتي”، وهي أشبه بجزيرة الأحلام تضم العديد من المعالم السياحية المشهورة عالميا في مكان واحد، مثل سور الصين العظيم، شلالات نياغارا، الأهرامات، برج أيفل وغيرها، ويمكن للسياح زيارتها بكلفة لا تتعدى 2$.
والجدير بالذكر، أن العديد من شركات السفر الضخمة والعالمية مثل “ديلتا ايرلاين”، “إمارات أيرلاين”، “قطر ايرويز”، “هيلتن هولدينغ”، أعلنت رسميا عبر مواقعها عن إنتقالها إلى لميتافيرس مؤخرا وذلك كخطوة لتحسين خدماتها ولجذب مزيد من السياح.
كما تم اختبار الميتافيرس في العديد من رحلات السفاري في دولة كينيا، وأنشطة الغطس في جزر المالديف، والرحلات عبر بحر البلطيق في ألمانيا وفقًا لموقع “أكسيليتر ايكونومي ميتافيرس”. كل هذه الرحلات والتجارب قدمتها شركات سفر وسياحة حول العالم متعطشة للانخراط أكثر في عالم الميتافيرس.
رغم كل هذه الامتيازات والايجابيات المصحوبة بالميتافيرس، فإن هذه التجارب السياحية قد تبعد الفرد والسياح عن العالم الواقعي الحقيقي، وقد تمنعه من التفاعل المباشر والواقعي، ولكن للمرء حرية الاختيار في نهاية المطاف.
د. هاني الشعراني
اكاديمي متخصص في العلوم المالية
المشرف على المحتوى المالي في Fifreedomtoday