يبدو أن شركة ميتا قررت إشعال المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتعلن عن تعاون مع شركة «مايكروسوفت»، نتاجه إطلاق نسخة تجارية من نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر «لاما»، «Llama» وذلك بهدف توفير بديل مجاني للشركات مقابل الخدمات المُكلفة التي تقدمها شركتا «أوبن إيه آي» و«غوغل».
نموذج ميتا للأغراض البحثية
الإصدار الثاني من نموذج ميتا للذكاء الاصطناعي يحمل اسم « لاما 2»، « Llama 2» مخصص للأغراض التجارية والبحثيّة. ووفقـًا لوكالة «رويترز»، فمن المنتظر توفير الإصدار الجديد «لاما 2» بواسطة مايكروسوفت من خلال خدمتها السحابية «أزور – Azure» وسيعمل على نظام التشغيل «ويندوز». كما سيكون نموذج «ميتا» متوفرًا من خلال مزوّدين خارجيين هما « Amazon Web Services» و«Hugging Face».
وما يميز الجيل الثاني من نموذج ميتا «لاما 2»أنه يتيح للشركات تخصيص التكنولوجيا لأغراضها الخاصّة، مثل روبوتات الدردشة وتوليد الصور. وكان النموذج الأول الذي يحمل اسم «لاما 1 » منافسًا قويًا مع النماذج التي تعمل على تشغيل برنامح روبوت الدردشة « تشات جي بي تي» من شركة «أوبن إيه آي»، و«بارد» التابع لشركة «جوجل»، وأهي أنظمة تعمل على إنشاء كل أنواع النصوص.
اقرأ أيضاً.. ميتا تنتظر المليارات من تطبيق ثريدز: هل تجني أرباحاً أكثر من تويتر؟
«ميتا» تشعل المنافسة
ويبدون أن «لاما 2» سيزيد هذه المنافسة اشتعالاً إذ سيكون منافـسـًا لنموذج «جي بي تي 4» و«بينج». دخول «ميتا» إلى حلبة سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي بقوة، سيضمن «إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع بحيث يستفيد منها»، وذلك بحسب بيان للشركة التي أكد أن هذا سيكون أكثر أمانـًا.
«ميتا» ونموذج مطور
أما الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ، فقد أكد أن «لاما 2»، تم تدريبه على بيانات أكثر بنسبة 40% مقارنة بالنموذج السابق، بالإضافة إلى أكثر من مليون تعليق توضيحي لضبط جودة مخرجاته. وقال زوكربيرج: «المصدر المفتوح يقود الابتكار لأنه يمكّن العديد من المطورين من البناء بتقنيات جديدة. أعتقد أنه سيضمن مزيدًا من التقدم إذا كان النظام البيئي أكثر انفتاحا».
ومن الواضح أن «ميتا» تحاول إصلاح الأخطاء وتحسين مستوى نموذجها لتصبح الخيار الأفضل للمستخدمين في مجال الابتكار بالذكاء الاصطناعي وهو ما يجعل المنافشة على أشدها لكسب الإيرادات مع شركات مثل «أوبن إيه آي» و«جوجل». ووفقـًا لخبراء التكنولجيا، فإن توفير «ميتا» نموذج متطور مثل «لاما 2» على نطاق واسع ومجاني للشركات سيسهم في تعزيز المنافسة في السوق الناشئة لبرامج الذكاء الصناعي التوليدية مع شركات بارزة في هذه الصناعة مثل «أوبن إيه آي».
اقرأ أيضاً.. «تويتر» تهدد «ميتا» بسبب تطبيق ثريدز: «سرقوا أفكارنا وموظفينا»
توسيع الخيارات
ولكن ما الذي يجعل «مايكروسوفت» التي تضخ استثماراتها في شركة «أوبن إيه آي»، تدعم نموذجـًا قد يقلل من أرباح المشغل لـ«تشات جي بي تي» الشهير؟. الإجابة قدمها المتحدث باسم «مايكروسوفت» في تصريحات لوكالة «رويترز»، إذ قال إن منح المطورين خيارًا في أنواع النماذج التي يستخدمونها سيساعد في توسيع مكانتها كمنصة سحابية للانتقال إلى عمل الذكاء الاصطناعي. وتؤكد ميتا بدورها على أن الإصدارات العامة للتقنيات تقلل فعليًا من مخاطر السلامة من خلال تسخير حكمة الجمهور لتحديد المشكلات وبناء المرونة في الأنظمة.
ودائمـًا ما تجيد ميتا اختيار التوقيت عند دخولها السباق مع منافسين آخرين، إذ يأتي إطلاق نموذجها «لاما 2»، في ظل إعلان «جوجل» و«أمازون»، عن خططهما لمنح عملاء الأعمال مجموعة من نماذج الذكاء الصناعي للاختيار من بينها.
اقرأ أيضاً.. ميتا تطلق منافس تويتر.. كيف علق إيلون ماسك؟
على سبيل المثال، تقوم أمازون بتسويق الوصول إلى برنامج « Claude – Ai» بالإضافة إلى عائلة نماذج برنامج «تيتان» الخاصة بها. من جانبها، تعتزم شركة «جوجل» إتاحة نماذج أخرى للذكاء الاصطناعي لعملاء خدماتها السحابية. ولكن مايكروسوفت تركز حتى الآن على إتاحة خدمات التكنولوجيا المقدمة من شركة « أوبن إيه آي»، على خدمتها السحابية «أزور».
والخلاصة أننا أمام سباق محموم بين شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة، لإصدار أحدث ما جيل من منتجاتها تنافس به في سوق يسرع الخطى نحو المستقبل. كما يبدو أن نمو هذه الصناعة لن يتوقف خاصة في ظل حرص مشغلين مثل «ميتا» و«أوبن إيه آي» و«جوجل» و«مايكروسوفت» و«أمازون»، على جذب أكبر قاعدة مستخدمين في قطاع أصبح المحرك الأول في الأسواق، فمن ستمون له الغلبة؟.