الذكاء الاصطناعي التوليدي تقنية جديدة تستخدم النماذج لإنشاء نصوص وصور وأصوات وفيديوهات جديدة بناءً على البيانات المتوفرة. يمكن لهذه التقنية أن تفتح آفاقًا جديدة للابتكار والإبداع والكفاءة في مختلف المجالات والصناعات. ولكن كيف يمكن لقادة الأعمال استكشاف هذه التقنية واستخدامها بشكل فعال في العمل؟
في السطور التالية، سنتعرف على تجارب قادة أعمال مع الذكاء الاصطناعي التوليدي في بيئات العمل، والتحديات والفرص، التي تظهر في رحلة استكشاف التقنيات الجديدة، بحسب مقابلات مع موقع «زد نت»، المتخصص في التكنولوجيا.
اختبار الذكاء الاصطناعي التوليدي
إحدى الطرق التي يستكشف بها قادة الأعمال الذكاء الاصطناعي التوليدي هي «التجربة». يقول آدم وارن، مسؤول تكنولوجيا المعلومات في شركة River Island للبيع بالتجزئة، إن شركته تجرّب تشات جي بي تي (ChatGPT)، وقبل أن تنتقل بهذه التجارب إلى مرحلة أخرى، تريد التحقق من جاهزية استخدام التكنولوجيا في الخدمات الموجهة إلى العملاء.
يضيف وارن: «أظن أننا في موقف مشابه للكثيرين. نستخدم التقنية الجديدة لإنتاج أفكار للمحتوى، مثل مقالات للمدونة الخاصة بالشركة، أو الإعلانات، أو وضع أوصاف للمنتج». مثل غيره من مدراء تكنولوجيا المعلومات، يتحرى وارن الحرص عند استعمال الذكاء الاصطناعي، فيقول «لكننا لم نضع هذه الأداة في بيئة إنتاجية بعد. في الوقت الحالي يجب أن يكون هناك عاملًا بشريًا بين ما يقوم به الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل الشركة وما يشاهده العميل خارجها».
اقرأ أيضًا.. أمازون تلغي المئات من الوظائف لتوجيه الاستثمارات إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي
يقول وارن «نحن نراجع ونعدل ونختبر المحتوى الذي يتم إنشاؤه بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل نشره أو مشاركته، ونريد أن نتأكد من أن التكنولوجيا جاهزة للخدمات الموجهة إلى العملاء، وأننا نتبع المعايير الأخلاقية والقانونية والجودة». لكنه يتوقع أن يشهد تطورًا سريعًا، وينصح جميع المختصين بالبدء في استكشاف الذكاء الاصطناعي التوليدي. ويقول: «أعتقد أن سرعة وصول تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى السوق واندماجها في بيئة الإنتاج ستكون أسرع مما نتخيل».
تحسين الكفاءة
براد وودوارد، رئيس قسم البيانات في شركة Hush المتخصصة في تصميم الملابس النسائية العصرية، يرى أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية يمكن أن تزيد من إنتاجية الموظفين في مختلف التخصصات خاصة لدى مطوري تكنولوجيا المعلومات.
يقول براد: «نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي للقيام بالمهام التي تستغرق وقتًا طويلاً أو تتطلب مهارات خاصة، مثل كتابة التعليمات البرمجية والاستعلام في قواعد البيانات».
اقرأ أيضًا.. الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ما هو؟
يضيف «هناك طرق أخرى نستكشف بها إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي. نحن نستفيد من القدرة الفائقة للذكاء الاصطناعي التوليدي على توليد محتوى جديد بناءً على البيانات المتوفرة أو النصوص المدخلة». يضرب هنا براد مثالا على ذلك فيقول «نطلب من الذكاء الاصطناعي التوليدي أن يولّد لنا مجموعة من جداول قاعدة البيانات وبعض نماذج البيانات لنموذج إعداد التقارير الذي نعمل عليه، فيعطينا الذكاء الاصطناعي التوليدي 1000 صف في ثوان».
يشير هنا وودوارد، إلى أن هذا يوفر الكثير من الوقت والجهد. «بينما في الماضي، كان الأمر قد يستغرق ساعة أو ساعتين. والآن يمكننا أتمتة هذه المهمة. لذلك، الطريقة التي نتحدث بها عن الذكاء الاصطناعي التوليدي داخل الفريق هي، كيف نستخدم هذه الأداة لجعلنا أكثر كفاءة؟».
تحسين تجربة العملاء وتطوير الموظفين
خلال مرحلة استكشاف تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، تحاول بعض الشركات التركيز على حالة الاستخدام التجاري والقيمة التي يمكن أن يوفرها للعملاء والموظفين والشركاء. يقول براكاش راو، رئيس سلاسل توريد في مجموعة لاندمارك العملاقة للبيع بالتجزئة والضيافة، إن تشات جي بي تي يتمتع بإمكانات كبيرة، ومن المهم دراسة الفائدة التجارية.
وحول كيف يتم استكشاف إمكاناته قال راو «نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحسين تجربة العملاء، ونستخدمه أيضًا لتعزيز الإبداع والتعلم والتطوير داخل المؤسسة»، مضيفًا «نحن نستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء محتوى مخصص ومناسب للسياق ومثير لاهتمام للعملاء، وإنشاء عروض وتوصيات وحلول مبنية على البيانات والتحليلات، وكذلك إنشاء تفاعلات طبيعية ومرحة ومفيدة مع العملاء عبر القنوات المختلفة».
اقرأ أيضًا.. 3 طرق لكسب المال من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي
ولا يتوقف استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي عند حالات الاستخدام التجارية فقط بل أيضًا «لتمكين الموظفين وتطوير مهاراتهم وقدراتهم، وإنشاء محتوى تعليمي وتدريبي وتوجيهي للموظفين، وإيجاد فرص للتعاون والتواصل والتفاعل بين الموظفين حتى توفير بيئة عمل محفزة وممتعة ومكافئة للموظفين».
يشير رئيس سلاسل توريد في مجموعة لاندمارك العملاقة أيضًا إلى أنه يجري حاليًا استكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تعزيز الشراكات والعلاقات مع الجهات الخارجية، وإنشاء محتوى جذاب ومقنع وموثوق للشركاء، وإنشاء حلول مبتكرة ومرنة ومتكاملة للشركاء، وإنشاء تجارب متميزة ومرضية ومستدامة للشركاء.
اقتراب حذر
ترى روبين فوربي، مديرة اعتماد التكنولوجيا في شركة التأمين إن إف يو ميتل (NFU Mutual)، أن تشات جي بي تي أداة قوية ولكنها تحتاج إلى الحذر عند استخدامها. وهي تتطلع إلى الحصول على نسخ مخصصة للمؤسسات من مايكروسوفت تناسب احتياجاتها.
وتقول: «نحن نريد أن نفهم ما هي تشات جي بي تي وماذا تقدم لنا. نحن نعمل في مجال الخدمات المالية، لذلك نحن نتبع معايير صارمة. ولكن كمحبة للتكنولوجيا، أنا متشوقة لمساعدة الناس على الاستفادة منها بأمان. لهذا السبب، نحن نبحث عن أفضل طريقة لاستخدامها الآن».
اقرأ أيضًا.. كيف يستفيد رواد الأعمال من الذكاء الاصطناعي التوليدي؟
تعتقد فوربي أن برنامج تشات جي بي تي سيكشف عن إمكانياته الحقيقية عندما يكون جزءًا من خدمات الذكاء الاصطناعي المخصصة للمؤسسات، مثل مايكروسوفت كوبايلوت والتي تستفيد من نماذج اللغة المتطورة مثل GPT-4 لتوفير المساعدة في مهام محددة، مثل الإجابة على الأسئلة، وتقديم المعلومات، وإنشاء المحتوى.
وتقول: «أنا متحمسة لرؤية كيف سيستخدم الناس هذه الأداة. بدأ تطبيق كوبايلوت في الانتشار على الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل Windows 11 الإصدار 22H2 في نهاية سبتمبر. وفي الوقت الحالي، نحن بحاجة إلى تثقيف الناس حول الفرق بين هذه الأدوات الذكية – متى يمكنك استخدام الأدوات الخارجية مثل تشات جي بي تي وبينغ، ومتى يمكنك الاعتماد على كوبايلوت؟ وأعتقد أن هذه العملية التعليمية ستكون مفيدة جدًا.