في بداية العام الحالي 2023، لمع اسم الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة LVMH للمنتجات الفاخرة، بعدما نجح في الحصول على لقب أغنى رجل في العالم، من عمالقة التكنولوجيا في أمريكا، لكنه سرعان ما بدأت تتراجع ثروته ليفقد هذا اللقب من جديد في غضون 5 أشهر.
والملياردير الفرنسي هو أول شخص من خارج الولايات المتحدة الأمريكية، يحصل على لقب أغنى رجل في العالم، وثالث شخص تتخطى ثروته 200 مليار دولار، لكن كيف بنى هذه الأمبراطورية المالية الضخمة؟
كيف أصبح برنارد أرنو ثريًا جدًا في المقام الأول؟
في عام 1971، بدأ برنارد أرنو مسيرته المهنية بالعمل في شركة عقارات والده وهي فيريت سافينيل Ferret-Savinel، حيث أثبت أنه يتمتع بعقلية ريادية منذ صغره، لينجح وهو في عمر الـ25 عامًا، أن يقنع والده ببيع الجانب الإنشائي للشركة و تحويل تركيزها إلى الملكية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة على أمل تنمية إمبراطورية والده هناك، بعد أن أصبح رئيس مجلس الإدارة في عام 1978، ولكن بدلاً من ذلك استوحى من سائق سيارة أجرة كان يعرف الأزياء الفرنسية، فكرة العودة إلى الوطن وصياغة اسم لنفسه في قطاع الرفاهية.
وتزعم بعض التقارير، وفقًا لما نقله موقع فورتشن، أن رجل الأعمال الفرنسي، وهو في عمر 35 عامًا استخدم 15 مليون دولار من الشركة العائلية لشراء شركة السلع الفاخرة الفاشلة، وهي شركة بوسيك سانت فريريس Boussac Saint-Freres، التي امتلكت ماركة الأزياء الشهيرة: كريستيان ديور Christian Dior، بعد إعلان إفلاسها، وذلك في عام 1984
اقرأ أيضاً: إعلان ميسي وكريستيانو.. دعاية لا تهدف للربح.
وتولى برنارد السيطرة على شركة بوسيك Boussac إلى جانب جميع أصولها، بما في ذلك ماركة الأزياء كريستيان ديور Christian Dior، والمتجر متعدد الأقسام لي بون مارشي Le Bon Marché، ومتجر التجزئة كونوفورما Conforama، وشركة بيديوس Peaudouce المصنعة للحفاضات.
ووفقًا للتقارير الصحفية التي ذكرها موقع فورتشن، فإن برنارد أرنو بعد تولي الشركة الفرنسية، طرد 9000 شخص يعملون في الشركة، وباع معظم أصول المجموع، باستثناء علامة ديور Dior التجارية، لكن نهجه الصارم نجح، وفي عام 1987 بدأت الشركة في جني الأرباح، وبحسب ما ورد حققت أرباحًا قدرها 112 مليون دولار من تدفق إيرادات بلغ 1.9 مليار دولار.
برنارد أرنو يبني إمبراطوريته
لم يكتف الملياردير برنارد أرنو، بهذا النجاح، لكنه وضع عينيه على قسم العطور في ديور Dior، والذي تم بيعه إلى مجموعة لويس فويتون مويت هينسي Louis Vuitton Moët Hennessy، وعندها بدأ سلسلة من عمليات الاستحواذ العدائية والتحركات الجريئة، ليظهر اسمه على القمة، وفقًا لموقع فورتشن.
وبدأت مجموعة LVMH، في عام 1987، عمدما تعاون رجل الأعمال هنري راكامير، رئيس شركة لويس فويتون Louis Vuitton، مع آلان شوفالييه، الرئيس التنفيذي لشركة مويت هينسي Moët Hennessy، لتشكيل مجموعة «لويس فويتون مويت هينسي Louis Vuitton Moët Hennessy» للمنتجات الفاخرة.
اقرأ أيضًا: حرب إيلون ماسك وأبل.. ماذا يخسر أغنى رجل في العالم؟
لكن في غضون أشهر من الاندماج، وبالتحديد في صيف عام 1989، دعا هنري راكاميرا، رئيس لويس فويتون، برنارد أرنو، للاستثمار في مجموعة LVMH والمساعدة في إقصاء رئيس مويت Moët.
وبالفعل نجح برنارد في ذلك، لكنه لم يتوقف، لأنه بعد ذلك أطاح بهنري راكامير أيضًا، حيث أنفق 2.6 مليار دولار على شراء الأسهم ليصبح أكبر مساهم في الشركة، وأصبح في النهاية رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي بحلول نهاية عام 1989.
وفي السنوات التي تلت ذلك، بدأ في بناء الإمبراطورية الخاصة به للمنتجات الفاخرة، حيث استمر في شراء العلامات التجارية لإدخالها في مجموعة شركاته، حتى أنه استحوذ سراً على حصة 20٪ في هيرميس Hermès، من خلال الشركات التابعة لها وعبر مقايضات الأسهم.
نجاح كبير لإمبراطورية الملياردير الفرنسي
اليوم أصبح الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، يمتلك إمبراطورية كبرى، حيث إن مجموعته LVMH للمنتجات الفاخرة، تمتلك حوالي 75 علامة تجارية فاخرة في محفظتها، وأصبحت أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في أوروبا، وخلال الفترة الماضية، أصبحت مجموعته الفرنسية، التي يقع مقرها في باريس أول شركة أوروبية على الإطلاق تتجاوز 500 مليار دولار في تقييم السوق.
ومع ذلك لا يريد برنادر، التوقف عن العمل وجني الأموال، حتى على الرغم من بلوغه سن الـ74 عاًا، حيث جعل مجلس إدارة مجموعة LVMH، يرفع الحد الأدنى لسن الرؤساء التنفيذيين من 75 إلى 80، وبحسب ما قال برنادر لصحيفة فاينانشيال تايمز: «ما زلنا صغارًا.. نحن رقم واحد، لكن يمكننا المضي قدمًا».
برنارد أرنو يفقد لقب أغنى رجل في العالم
الجديد بالذكر أنه وفقا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات، فإن الملياردير الفرنسي برنارد أرنو، فقد لقب أغنى رجل في العالم، بعد أن تراجعت أسهم مجموعته للمنتجات الفاخرة، بنسبة تصل لـ2.6%، ويصعد من جديد قطب التكنولوجيا إيلون ماسك، بعد ارتفاع أسهم شركته تسلا لصناعة السيارات الكهربائية.
وذكر مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، أن ثروة إيلون ماسك ارتفعت من 180 مليار دولا إلى 192 مليار دولار، خلال شهر مايو الماضي، في الوقت الذي تراجع فيه ثروة برنارد، من 192 مليار دولار إلى 187 مليار دولار.
اقرأ أيضًَا: إيلون ماسك يتبرع بنحو 2 مليار دولار من أسهم تسلا
هذه الخسارة لم تكن الأولى للمياردير الفرنسي، لأنه في شهر أبريل الماضي، كانت ثروته تجاوزت 200 مليار دولار لأول مرة، ولكن سرعان ما بدأ الانهيار من خلال خسارة أكثر من 11 مليار دولار في يوم واحد في الشهر التالي بسبب تراجع كبير في سعر السهم لمجموعة شركاته.
ومع كل هذه الخسارة، يرى البعض أن الملياردير الفرنسي برنارد، بحاجة إلى التعاطف معه، في الوقت الذي يراه آخرون، أن ما يحدث له نتيجة لما فعله سابقًا عندما بنى ثروته على طرد 9 آلاف موظف.