من الهندسة المعمارية إلى صناعة الرموز غير القابلة للاستبدال (NFT)، استطاع العراقي علي داوود، بفضل شغفه في مجال الرسومات ثلاثية الأبعاد، وحبّه لثقافة لباس الشوارع، أن يحوّل هوايته إلى مشروع يجسّد هذه الثقافة ويحفظها للأجيال القادمة.
في السطور التالية، تلتقي فاينانشيال فريدوم توداي، مع علي داوود، للحديث حول تفاصيل وخلفيات إطلاق مشروع سنيكر هيد (Sneaker Head) للرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال.
ما دافعك إلى دخول عالم الرموز غير القابلة للاستبدال؟
دخلت مجال الفن منذ وقت طويل، تنقلت بين العديد من المجالات الفنية، وكنت أحب ثقافة الشوارع مثل الرقص واللباس التقليدي، وعندما سافرت إلى أمريكا كنت في الأساس شغوفًا بمجال الفن ثلاثي الأبعاد بفضل تخصصي في مجال هندسة العمارة.
اقرأ أيضًا: في 9 خطوات.. دليل شراء وبيع الـNFT
تخصصت في الفنون ثلاثية الأبعاد في جامعة في هوليوود، وعملتُ على رسومات سنيكر هيد، قبل أن تأخذ رموز الـNFT كل هذه الضجة في وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا قررت الدمج بين شكل رأس الإنسان والحذاء في مشروع سنيكر هيد؟
كانت إحدى شروط تخرجي من الكلية التي تخصصتُ فيها في مجال الرسومات ثلاثية الأبعاد، أن أعمل على مشروعي الخاص، وعندما انتشر وباء كورونا اضطررنا لملازمة المنزل وكان ذلك بمثابة فرصة لي لأركز على المشروع، وكنت في ذلك الوقت أحب الاستماع لموسيقى كانيي ويست، وفكرت لماذا لا أدمج الشيئين اللذين أحبهما في فن واحد!
اقرأ أيضًا: الدكتور محمد ناجي: الـ NFTs الطبي بديل لزيارة طبيب الأسنان
رسمتُ وجه كانيي بطريقة مستوحاة من علامته التجارية للملابس، وكان ذلك قبل انتشار الـNFT، ولاقى الأمر إعجابًا كبيرًا. ولم يكن كانيي ويست أولى رسماتي، بل بدأت رحلتي مع مجموعة سنيكر هيد، مع نماذج استوحيتها من حذاء مايكل جوردون.
ما هي الرسالة التي تحملها مجموعة الـNFT الخاصة بك؟
منذ دخولي إلى مجال الرموز الرقمية؛ شعرتُ بفراغ عندما يتعلق الأمر بثقافة لباس الشوارع، ولم تكن هناك مشاريع تعكس هذه الثقافة. لذلك أحببت أن أكون من أوائل الأشخاص الذين يدونون هذا التاريخ على الويب 3 لإبقائه للأجيال القادمة.
أرى في الـ NFT مستقبلاً واعدًا سيحمل الكثير من الذكريات للجيل الجديد.
أردتُ من خلال مشروع تدوين تاريخ ثقافة لباس الشوارع، تصميم رموز رقمية قادرة أن تلفت انتباه الناس، وتجذبهم لشرائها، مثلما يندفعون لشراء الأطعمة والملابس وغيرها.
ما الذي يميز مجموعة سنيكر هيد عن باقي مجموعات الـ NFT؟
إن اللباس هو الصورة التي تعكس هوية الأشخاص، وعندما يرى الأفراد صورًا أو رموزًا تشبههم سوف يشعرون بالانتماء إلى هذه الرموز. وأعتقد أن أكثر ما يميزنا عن غيرنا، هو المجتمع الذي استطعنا بناءه، وإعطاء الأفراد مساحة يستطيعون من خلالها مشاركة آرائهم مع أشخاص يشبهونهم.
وما يميزنا أيضًا هي القيمة التي نقدمها من خلال مجموعة رموز سنيكر هيد، فنحن نسعى دائما إلى تقديم أدق التفاصيل في الرمز بشكل قريب إلى الحياة الواقعية، وهو شيء غير موجود عند أغلب المشاريع الأخرى، نحن نريد حقًا أن يشعر صاحب الـNFT أنه يمتلك شيئًا قيمًا، وليس فقط رمزًا عاديًا.
نظرًا لأن سنيكر هيد تعود إلى تصميمات الأحذية في العالم الحقيقي هل يعرضكم ذلك للمساءلة القانونية؟
في الحقيقة واجهنا تحديات كثيرة من ذلك الجانب، لأننا لا نريد أن نخدع الناس ليعتقدوا أن الـNFT تعود للشركات الأصلية، وكفنان لا يجب علي تقليد تصاميم موجودة أساسًا، بل تقديم شيء جديد لجمهوري.
وعندما بدأت برسم مجموعة رموز سنيكر هيد، صرتُ أتعمق في ما وراء التصميم لأحاول قراءة أفكار مصمم الحذاء والرسالة التي يريد أن يوصلها، إن كان الحذاء للمشي أو التسلق، أو الرياضة، وهي بالحقيقة لغة في حدّ ذاتها، وأنا حاولت فكّ رموز هذه اللغة لأستطيع الاستيحاء منها وأعيد تشكيلها بشكل جديد.
في رأي علي داوود.. هل ستصبح الـNFT أكثر فائدة للأفراد؟
أعتقد أن التكنولوجيا المرتبطة بالرموز الرقمية غير القابلة للاستبدال ستتغير، فإذا رجعنا إلى تاريخ الإنترنت، سنلاحظ أن التكنولوجيا المستخدمة اليوم لم تكن موجودة في التسعينيات.
ومع الزمن تطور الإنترنت، وأصبح لدينا غوغل، ثم وسائل التواصل الاجتماعي، هذا من ناحية الويب 1 والويب2، أمّا من ناحية الويب 3 فهو ما يزال قيد البناء مثلما بدأ الباقون، لذلك علينا أن نؤمن بهذه التكنولوجيا ونعطيها وقتها الكافي لتتطور بالشكل الأمثل.