في جلسة تحت عنوان: «أسواق العمل والجيل القادم»، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، تناول الخبراء مستقبل أسواق العمل والجيل القادم، خاصة في الدول الناشئة.
وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، فإن هناك حوالي 25% من الشباب لا يعملون، أو يذهبون إلى المدرسة، أو يخضعون للتدريب على المهارات، مع نسبة أعلى بكثير المعدلات في الاقتصادات الناشئة وبين النساء؛ لذا ما هي فرص العمل التي تنتظرهم وكيف يمكن للحكومة والقطاع الخاص تصميم السياسات الاجتماعية وأسواق العمل لإطلاق العنان لإمكاناتهم؟
تأثير الذكاء الاصطناعي
أكد بدر البدر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك»، على التحولات الجارية في سوق العمل، خاصةً في الأسواق الناشئة كالمملكة العربية السعودية. وأشار إلى أن معدل البطالة في المملكة تراجع من مستوى الـ16%، إلى 8% مؤخرًا، مؤكدًا أن هناك جهودًا مستمرة لدمج المزيد من الشباب في سوق العمل.
ومؤسسة محمد بن سلمان «مسك» هي مؤسسة غير ربحية أسسها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، عام 2011، للتشجيع على التعلم وتنمية المهارات القيادية لدى الشباب؛ من أجل مستقبل أفضل في المملكة.
اقرأ أيضًا: أكاديمية سدايا.. كيف تستفيد من برامج البيانات والذكاء الاصطناعي في السعودية؟
في تصريحاته، شدد بدر البدر على أهمية مواكبة دخول الشباب إلى سوق العمل مع الفرص المتاحة فيه. وأكد ضرورة التوازن بين توفير فرص العمل ومواكبة التطورات الصناعية والتكنولوجية، بما في ذلك تأثير الذكاء الاصطناعي على مختلف القطاعات، مما يتطلب تطوير مهارات الشباب لتتناسب مع هذه التغيرات.
وأوضح البدر أن مؤسسة مسك تعمل على تحقيق هذا التوازن من خلال تطوير مهارات الشباب، وتجديد المهارات القائمة، وخلق فرص عمل في المجالات التكنولوجية الحديثة ومجال ريادة الأعمال. كما تهدف المؤسسة إلى تنمية جيل جديد من القادة القادرين على فهم التكنولوجيا والتغيرات الجارية، وتشجيع القطاعات غير الربحية والمجتمع على استيعاب هذه التغيرات من خلال دعم قطاع الأعمال.
وأكد البدر أهمية التعاون بين دول الخليج، وبشكل خاص السعودية، لدعم الشباب وتوفير فرص عمل جديدة في الأسواق.
الذكاء الاصطناعي يزيح الوظائف التقليدية
جاي كولينز، نائب الرئيس لمجموعة سيتي بنك في قطاع الخدمات المصرفية والاستثمار، أكد أنه يجب النظر إلى تأثير التكنولوجيا على مستقبل فرص العمل للشباب، وليس فقط إلى المجالات الناشئة كالفضاء والروبوتات. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُحدث تغييرات جذرية في سوق العمل، حيث يُتوقع أن تُؤتمت الكثير من الوظائف الإدارية في وقت قصير.
اقرأ أيضًا: أين وصلت السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي؟
أشار إلى أن التغيرات السريعة التي نعيشها ستؤدي إلى تحولات هامة في سوق العمل، مما يستدعي تعاونًا بين القطاع العام والخاص، مضيفًا أن هناك مجالات واعدة تستلزم هذا النوع من التعاون لتوليد فرص عمل مجزية، مثل قطاع الفضاء الذي يعد سوق عمل جديدة ومزدهرة تولي اهتمامًا كبيرًا من الدول، ولكن تطوره يعتمد على التعاون المشترك بين القطاعين.
أكد كولينز، أن بعض الدول لم تعطِ الأولوية لإيجاد التوازن بين القطاع الخاص، بما في ذلك مجالاته الجديدة، والقطاع العام والحكومي، مما أدى إلى عدم استعداد القطاع التعليمي لمواكبة هذه التغيرات. على سبيل المثال، في تونس، بلغت نسبة البطالة 63% نتيجة لعدم تطابق التعليم مع متطلبات سوق العمل والفرص الجديدة.
وأشار إلى أنه في ظل الوظائف الحالية، يجب أن نعي أن الذكاء الاصطناعي يزيح الوظائف التقليدية جانبًا، كما هو الحال في الولايات المتحدة حيث استحوذت الشركات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي على تلك التي لم تتبنَ هذه التكنولوجيا.
دعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة
من جهتها، سلطت إيمان عبدالشكور، رائدة في مجال التكنولوجيا ومؤسسة مبادرة «Blossom»، الضوء على توقعات الشباب لمستقبل سوق العمل. و«Blossom» هي مبادرة تهدف إلى دعم المرأة والشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضًا: ظهر في ليب 2024.. ماذا نعرف عن الروبوت محمد؟
تحدثت إيمان عن السوق السعودي، مشيرة إلى أن نحو نصف الوظائف مرتبطة بالقطاع العام، ومع توجه الدولة نحو الخصخصة، أكدت أهمية التركيز على الشركات الناشئة وتشجيع الشباب على الابتكار وريادة الأعمال لمنافسة الأسواق العالمية.
وأضافت أن الهدف يجب أن يتحول من البحث عن فرص عمل إلى خلقها، مؤكدة أن الشركات الصغيرة لها دور كبير في توفير الوظائف، حيث يمكن لكل شركة أن توفر ما لا يقل عن ثماني فرص عمل، وتزداد هذه الفرص مع نمو الشركة.
وأكدت أن المملكة العربية السعودية قد شرعت في تعزيز قدرات الشباب عبر مختلف الحاضنات الريادية، مما يشجعهم على المبادرة في مجال ريادة الأعمال وتأسيس مشروعاتهم الفردية.
من جهته، قال بدر البدر، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسك، إن المملكة قد وضعت في السنوات الأخيرة تركيزًا كبيرًا على دعم الشباب وتشجيعهم على الدخول في مجال ريادة الأعمال عبر مختلف القطاعات، لا سيما القطاعات التكنولوجية والاجتماعية التي شهدت توسعًا ملحوظًا بفضل رؤية 2030.
وأضاف أن هذا الدعم أسفر عن زيادة فرص العمل في المملكة إلى خمسة أضعاف مقارنة بالماضي، بفضل نمو القطاع الخاص وتطوير مهارات الشباب بما يتناسب مع الفرص الجديدة التي يقدمها السوق.