تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الخدمات الحكومية في جميع القطاعات، وذلك في إطار خطة الإمارات للتحول الرقمي.
وأطلقت وزارة الاقتصاد الإماراتية استراتيجية التحول الرقمي، بالتعاون بأكثر من 50 وزارة وجهة اتحادية في الدولة، والتي تهدف إلى تعزيز التكامل والتعاون الرقمي بين الجهات الاتحادية وإبراز النماذج الحكومية الرقمية الرائدة.
تفاصيل خطة الإمارات للتحول الرقمي
«الرقمنة أساس المستقبل، ورهاننا لتحقيق إنجازات حكومية نوعية، وذلك لأن التحول الرقمي لا يقتصر على تبني التكنولوجيا فحسب؛ بل يتطلب إجراء تحوّل جذري في الطريقة التي نعمل بها، وذلك من أجل خلق نماذج عمل وأنظمة حكومية جديدة أكثر كفاءة وأسرع».. بهذه الكلمات كشفت عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكمي والمستقبل، ورئيسة اللجنة العليا للتحول الرقمي الحكومة، عن الهدف من خطة الإمارات للتحول الرقمي بحلول عام 2030.
وأضافت عهود، أثناء إطلاق وزارة الاقتصاد خطة الإمارات للتحول الرقمي، أنها تهدف إلى تطوير منظومة رقمية للخدمات والأعمال والعمليات الحكومية، وذلك من خلال الاعتماد على التكنولوجيا في الجهات الحكومية.
وتابعت: «التكنولوجيا عملت على إحداث ثورة في المجتمعات والحكومات، والآن علينا تسخير قوة التكنولوجيا لتصميم مستقبلنا، وتسهيل حياة الناس، وترسيخ مكانة دولتنا الاقتصادية، ورسم مستقبل أفضل للأجيال المقبلة».
اقرأ أيضًا: بقيادة الإمارات والسعودية.. توقعات بنمو صاروخي للذكاء الاصطناعي بالمنطقة
ووفقًا لما كشفته وزارة الاقتصاد، فإن خطة الإمارات للتحول الرقمي ستشمل أبرز الجهات الحكومية، مثل رقمنة النظام القضائي من خلال الاعتماد على حلول مبتكرة في هذا المجال، عبر التعاون مع وزارة الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وفقًا لموقع زارة العدل.
خطة الإمارات للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي
تعتمد خطة الإمارات للتحول الرقمي، على استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين في الجهات الحكومية المختلفة، حيث أكد خالد عبد الله بالهول وكيل وزارة الخارجية، أن الوزارة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في خدماتها الحكومية، ذلك من خلال نظام تصديق المستندات الإلكترونية لتبسيط عملية التصديق، وهذا النظام يتيح للشركات والأفراد إرسال وثائقهم إلكترونيا من غير الحاجة إلى الحضور أو تقديم أوراق شخصية، بالإضافة إلى مشروع البعثة الذكية الذي يقدم الدعم إلى جميع المتعاملين من خلال التحليل المتقدم للبيانات، حيث تهدف وزارة الخارجية إلى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا.. «تحديات وفرص الذكاء الاصطناعي» على طاولة «غرفة دبي»
أيضًا تعمل هيئة الهوية الجنسية والجمارك، على الاعتماد على الذكاء الاصطناعي من خلال الخدمات التي تقدمها لجميع أفراد المجتمع، وذلك بالشراكة مع 82 جهة حكومية، وفقًا لـ خطة الإمارات للتحول الرقمي، والتي نشرت تفاصيلها عبر الموقع الإلكتروني.
أما الهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، والتي بدأت التحول الرقمي منذ عام 2020، عبر إطلاق رابط إلكتروني للخدمات مع الجهات الحكومية المختلفة، والذي يسهل تقديم الخدمات للأفراد وأصحاب الأعمال من القطاعين الحكومي والخاص، وتعمل في الوقت الحالي على إطلاق المرحلة الثانية من هذا التحول لرقمنة الخدمات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
بينما يعمل مصرف الإمارات المركزي، على وضع خطة كاملة للتحول الرقمي، أبرزها برنامج «تحوّل البنية التحتية المالية لدعم قطاع الخدمات المالية وتعزيز التعاملات الرقمية ورفع تنافسية دولة الإمارات»، وفقًا لما ذكره سيف الظاهري، مساعد محافظ المصرف المركزي.
وأضاف سيف، في تصريحاته التي نقلها موقع الحكومة الرسمي، أن البرنامج يشمل تنفيذ مجموعة من المبادرات الرئيسية، مثل إطلاق منظومة محلية لبطاقات الدفع، ومنصة للمدفوعات الفورية، وإصدار عملة رقمية للمصرف المركزي للاستخدامات عبر الحدود وللاستخدامات المحلية فضلاً عن دمج البُنى التحتية للمدفوعات مع الترميز الرقمي.
مركز دبي للذكاء الاصطناعي ومساعدة الجهات الحكومية
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، عن إطلاق مركز دبي للذكاء الاصطناعي، الذي سيتواجد في أبراج الإمارات منطقة 2071، حيث يهدف المركز الجديد إلى مساعدة الجهات الحكومية في نشر التقنيات المستقبلية عبر القطاعات الرئيسية، وفقًا لما نشره الموقع الرسمي لمؤسسة دبي للمستقبل.
وقال الشيخ حمدان: «ستكون حكومة دبي الأفضل في العالم في نشر الذكاء الاصطناعي ضمن كياناتها المختلفة، هذا المركز الجديد هو الخطوة الأولى في تحقيق هذا الهدف وتطوير الخدمات المستقبلية لمواكبة التطورات التكنولوجية السريعة»، مشجعًا الموظفين في جميع الجهات الحكومية في دبي على تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية لتعزيز الإنتاجية وتحسين الخدمات الحكومية.
وتابع: «نهدف إلى رؤية التطبيقات العملية لـ تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية في قطاعنا الحكومي، نريد أدوات حكومية جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي ليكون لها تأثير واضح ونتائج ملموسة».
اقرأ أيضًا: كل شئ عن «اسألنا U-Ask»: منصة المحادثة الآلية للخدمات الحكومية بالإمارات
ويهدف المركز إلى مساعدة الجهات الحكومية في الاعتماد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي، أبرزها تكون من خلال تدريب 1000 موظف حكومي من أكثر من 30 جهة حكومية على استخدامات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بالإضافة إلى إطلاق عشرات المشاريع التجريبية وتحسين الخدمات الحكومية لزيادة إنتاجية موظفي الحكومة.
أيضًا، سيعمل المركز على دعم أكثر من 20 شركة ناشئة محلية وعالمية في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وستشرف مؤسسة دبي للمستقبل وهيئة كهرباء ومياه دبي ومجلس دبي للإعلام وهيئة دبي الرقمية على تنفيذ أهداف ونتائج مركز دبي للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الجهات ذات الصلة، بما يهدف بتطوير التشريعات المتعلقة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتطوير المواهب الوطنية.
وتهدف مدينة دبي إلى توسع قطاع الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي وصلت قيمته إلى 10 مليارات دولار في عام 2022 إلى 110.8 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 34.3٪، والاعتماد بنسبة 10% على هذه التكنولوجيا في البيانات المنتجة بحلول عام 2025.