دعا الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» OpenAI، سام ألتمان، إلى تشكيل تحالف عالمي لتنظيم أعمال تطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم، معتبرًا أن الأمر في ذلك يتساوى مع الرقابة الدولية على انتشار الأسلحة النووية.
وقال «ألتمان»، إن «العالم يحتاج إلى هيئة رقابية مماثلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تعزز الاستخدام الآمن للتقنيات النووية».
جاءت تصريحات، رئيس الشركة المطورة «شات جي بي تي»، خلال لقاء مفتوح، الثلاثاء، نظمته منصة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي «Hub71»، وهي منصة حاضنة للشركات الناشئة مدعومة من الحكومة الإماراتية.
وعبر سام ألتمان عن تفاؤله بدور محوري يمكن أن يلعبه الإقليم في المحادثات العالمية لتطوير ذكاء اصطناعي آمن، مشيرًا إلى أن «الإمارات كانت تتحدث عن الذكاء الاصطناعي قبل أن يصبح موضوعًا مطروحًا على الساحة العالمية».
وأشاد سام ألتمان بـ «الرغبة والالتزام والاستعداد» لدولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في مجال الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً.. ثروة رئيس شركة إنفيديا ترتفع لـ34 مليار دولار بفضل الذكاء الاصطناعي
«لم نهدد بمغادرة أوروبا»
وعلى صعيد التصريحات التي أدلى بها من قبل بشأن مغادرة الشركة للاتحاد الأوروبي، قال سام ألتمان: «لم نهدد بمغادرة الاتحاد الأوروبي، ونحن متحمسون جداً للعمل هناك، وما قلناه هو أنه إذا لم نتمكن من الامتثال للقانون، فلن نخالفه. أعتقد أن التنظيم في أوروبا جيد».
ووفقًا للسياسات الأوروبية الجديدة، سيتعين على الشركات التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT الكشف عن أي مواد محمية بحقوق الطبع والنشر استخدمتها هذه الشركات في تطوير أنظمتها.
«مستقبل الإنسانية يحدده الإنسان»
وتمر تقنية الذكاء الاصطناعي وخاصة النماذج اللغوية الكبيرة بنقطة تحول، إذ أطلق خبراء تحذيرات من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، مع تزايد انتشار هذه الأدوات التي يجري تطويرها بشكل متلاحق.
ووقع سام ألتمان الأسبوع الماضي على رسالة مفتوحة تحذر من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى انقراض البشرية، إذا لم يتم التعامل مع المخاطر.
لكنه وبحسب صحيفة «ذا ناشيونال» عدّل هذه الآراء في أبوظبي، وقال: «أعتقد أنه من المهم أن ندرك أن هذه أدوات وليست مخلوقات».
وأضاف: «سيكون من الخطأً أن نخرج الإنسان من الدائرة فمستقبل الإنسانية يحدده الإنسان».
اقرأ أيضاً.. الرابحون من الذكاء الاصطناعي.. «إنفيديا» ليست وحدها
«GPT-10 يحتاج عقد من الزمن»
وعلى صعيد آخر، وعندما سئل سام ألتمان عن توقعاته لنموذج اللغة الكبير «GPT-10» الذي يمثل ستة تحديثات متتالية لنموذج OpenAI الحالي، رفض ألتمان إبداء أي توقعات، لكنه أكد أنه «يحتاج أكثر من عقد من الزمن ليصبح حقيقة».
وقال: «أنا فضولي مثلك، ولكن لا يمكنني حتى التنبؤ، أعتقد أنه سيكون شيئًا يعمل كمضاعف عملاق لقدرة الإنسان وإنتاجيته».
وفي وقت سابق من اليوم، التقى ألتمان مع إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، لمناقشة التعاون المشترك.
وقال زينغ في منشور على «لينكد إن»: «نتطلع إلى العمل مع أوبن إيه آي لإطلاق المزيد من التقنيات الذكية القوية والمفيدة والآمنة».
اقرأ أيضاً.. الذكاء الاصطناعي يبدع تصميمات لأزياء تمزج بين الماضي والحاضر
وفي الشهر الماضي، قال عمر العلماء، وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بٌعد، إن العالم بحاجة ملحة إلى التعاون لرصد استخدامات الذكاء الاصطناعي.
من جهته، صرح عامر عايدي، رئيس التسويق والعمليات في «Hub71» بأنه «شرف كبير لاستضافة سام ألتمان».
وأضاف أن هذا الحدث «يجسد الاعتراف الإماراتي بالإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي والحاجة إلى تطويره بشكل مسؤول».