أثار انتشار أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، قلقـًا كبيرًا في قطاعات عدة بعدما أصبحت هذه التكنولوجيا الثورية تهدد مهن ملايين البشر بفضل قدرتها على إنجاز حجم هائل المهام في وقت قياسي، وآخر هذه الأدوات هي «جينيسيس» أداة غوغل الجديدة لكتابة النصوص الإخبارية.
«جينيسيس» أداة غوغل الجديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
«جينيسيس» أداة غوغل الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكنها القيام ببعض المهمام التي يفعلها الصحفيون، فهل يمهد ذلك الطريق إلى اختفاء هذه المهنة ؟. وتؤكد «جوجل» أن أداتها التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تهدف فقط إلى مساعدة الصحفيين في مهامهم مثل اختيار العناوين وكتابة التقارير، لكن بعض الممتخصصين في صناعة النشر والذين اطلعوا على قدراتها أبدوا «قلقًا» من تبعاتها، حسبما أفاد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز».
اقرأ أيضـًا: استخدامات شات جي بي تي: كاتب محتوى ومحرك بحث
«جينيسيس» أداة غوغل الجديدة قد تستبدل الصحفيين؟
وتعد «جينيسيس» أداة غوغل الجديدة، أحدث دليل على أن التكنولوجيا لديها القدرة على تغيير طريقة عمل أصحاب المهن المكتبية، ومنها الصحفيين. وأوضحت صحيفة «الجارديان» أن شركة «غوغل» تختبر بالفعل أداة ذكاء اصطناعي يمكنها كتابة مقالات إخبارية وسط مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى الاستغناء عن الصحفيين في المستقبل. والأداة التي تحمل اسم «جينيسيس» تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي لاستيعاب المعلومات مثل تفاصيل الأحداث الجارية ثم إنشاء قصص إخبارية.
اقرأ أيضـًا: ميتا تشعل سباق الذكاء الاصطناعي بإطلاق بديل مجاني لـ«تشات جي بي تي» و«بارد»
«جينيسيس» أداة غوغل الجديدة لمساعدة الصحفيين
ووفقـًا للتقارير فإن «جينيسيس» أداة غوغل الجديدة، تم عرضها على صحيفة «نيويورك تايمز» وصحيفة «واشنطن بوست» وشركة «نيوز كروب» المالكة لصحيفة «وول ستريت جورنال» باعتبارها «زميلاً مساعدًا» وليس بديلاً للصحفيين. وأكدت شركة «غوغل» إنها في المراحل الأولى من استكشاف قدرات أداة الذكاء الاصطناعي «جينيسيس» التي قالت إنها يمكن أن تساعد الصحفيين في الحصول على خيارات للعناوين الرئيسية أو أساليب كتابة مختلفة. وشددت على أن هذه التكنولوجيا الثورية لا تهدف بأي حال من الأحوال إلى استبدال الصحفيين بالآلات التي يمكنها القيام بنفس المهام. وقالت غوغل: «لا تهدف هذه الأدوات إلى استبدال الدور الذي يلعبه الصحفيون في إعداد مقالاتهم وإنشائها والتحقق من صحتها. هدفنا هو منح الصحفيين خيار استخدام هذه التقنيات الناشئة بطريقة تعزز عملهم وإنتاجيتهم، تمامًا كما نوفر الأدوات المساعدة للأشخاص في جي ميل وفي محرر مستندات غوغل».
واطلع اثنان من المديرين التنفيذيين في صحيفة «نيويورك تايمز» على قدرات «جينيسيس» أداة غوغل الجديدة. وقالا إنها «تجعل الجهد المبذول في إنتاج قصص إخبارية دقيقة ومبدعة أمرًا مفروغا منه». كما نقلت الصحيفة عن شخص مطلع على اختبار أداة غوغل قوله إن الأداة ستكون بمثابة «مساعد شخصي للصحفيين» لأتمتة بعض المهام، وأن غوغل رأت أنها فرصة للمساعدة في «توجيه صناعة النشر بعيدًا عن مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي».
«جينيسيس» أداة غوغل الجديدة ليست الأولى
ولا يعد هذا أول جهد يتعلق باختراق الذكاء الاصطناعي مجال الصحافة والإعلام، إذ تأتي هذه الخطوة بعد أن أبرمت بين «أوبن إيه آي» و«أسوشييتد برس» يمنح الشركة المطورة لبرنامج «تشات جي بي تي» ترخيصًا لاستخدام أرشيف القصص الخاص بوكالة الأنباء لغرض تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، والتي تستوعب كميات هائلة من المواد من أجل إنتاج ردود معقولة. وتستخدم وكالة «أسوشييتد برس» أشكالًا أخرى من الذكاء الاصطناعي منذ ما يقرب من عقد، بما يشمل الكتابة الآلية لتقارير أرباح الشركات وتلخيص بعض الأحداث الرياضية.
اقرأ أيضـًا: Apple GPT.. ماذا تجهز أبل للحاق بـ«أوبن إيه آي» و«غوغل»؟
وفي تقرير صدر الشهر الماضي، قدرت شركة المحاسبة «كيه بي إم جي» أن 43% من المهام التي يؤديها المؤلفون والكتاب والمترجمون يمكن تنفيذها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي. وذكرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الأسبوع الماضي أن الاقتصادات الكبرى على “أعتاب ثورة ذكاء اصطناعي” يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوظائف في المهن التي تتطلب مهارات خاصة مثل القانون والطب والتمويل.
كما يأتي ذلك فيما تختبر شركة «آبل» روبوت دردشة مدعوم من الذكاء الاصطناعي يشير إليه المهندسون باسم «آبل جي بي تي»، وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرج. ويتضح من الاسم أن المنتج الجديد سينافس روبوت الدردشة «تشات جي بي تي» الذي أنتجته شركة «أوبن إيه آي»، لكن «آبل» لم تصدر خطة واضحة لإطلاق هذه التكنولوجيا للمستهلكين. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «آبل»، تيم كوك، مؤخرًا إن الشركة “تولي اهتمامـًا خاصـًا” بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
والخلاصة، أن مجال الصحافة والإعلام أمام ثورة منتظرة ستحدثها تقنيات الذكاء الاصطناعي وهو ما حدث في مجالات أخرى متعددة، ولكن هل سيقود هذا في النهاية إلى اختفاء مهنة الصحفي؟.