يواجه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة نيورالينك (Neuralink)، التي تهدف إلى زرع شرائح إلكترونية في الأدمغة لتوصيلها بالحواسيب، والتي تعرف باسم شريحة إيلون ماسك انتقادات حادة بسبب وفاة عدد من القرود التي استخدمت في التجارب السريرية للشركة. وقد طالب أربعة من أعضاء الكونغرس الأميركي هيئة الأوراق المالية بفتح تحقيق مع ماسك بتهمة الاحتيال بعد أن أدلى بتصريحات مضللة عن نجاح شريحة نيورالينك في تحسين حياة القرود.
وفقًا لوثائق نشرها مركز أبحاث الرئيسيات الوطني بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، فإن القرود التي خضعت لزرع شريحة نيورالينك في أدمغتها عانت من مشاكل صحية خطيرة، مثل الالتهابات والنزيف وتلف الأنسجة الدماغية، واضطرت الشركة في النهاية إلى إنهاء حياتها بالقتل الرحيم. وقد بلغ عدد الحيوانات التي قتلتها الشركة منذ عام 2018 نحو 1500 حيوان، بحسب تقرير لرويترز.
اقرأ أيضًا: هل تعيد شريحة نيورالينك البصر للذين فقدوه؟
مخاوف من شريحة إيلون ماسك
وأوضح المركز، أن أغلب تجارب إيلون ماسك لزرع شريحة بالدماغ، كانت على ثدييات أكبر حجمًا ولها أدمغة تشبه أدمغة البشر، مثل القرود والخنازير، ولكنها فشلت ما يعني مخاوف كثيرة على البشر، حسبما ذكر موقع دي كريبت.
ونقل المركز بعض الحالات التي عانت من خلال التجارب، أبرزها أحد القرود المسمى «Animal 20»، والذي عانى من التهاب في موضع الزرع، وحاول نزع الأسلاك المتصلة بالشريحة، مما أدى إلى نزيف وخروج جزء من الجهاز من رأسه، قبل أن تقرر الشركة إنهاء حياته بالقتل الرحيم.
وتدهورت حالة القردة أخرى، المسماة «Animal 15»، بعد الزرع، حيث بدأت تفقد التوازن وترتعش بشدة عند مشاهدة العاملين في المختبر، وتبين فيما بعد أنها كانت تعاني من نزيف داخلي في الدماغ، وأن الجراحة ألحقت أضرارًا بأنسجة دماغها.
اقرأ أيضًا.. شركة نيورالينك تجمع 280 مليون دولار لزراعة الشرائح في الأدمغة
ومع ذلك، نفى ماسك أن تكون هناك أي وفيات بين القرود بسبب شريحة شركة نيورالينك Neuralink، وزعم أن القرود التي استخدمتها الشركة كانت على وشك الموت بالفعل، وأن الشريحة ساعدتها على الاستمتاع بحياتها. وكتب في تغريدة على موقع إكس X: «لم يمت أي قرد نتيجة لزرع نيورالينك Neuralink».
وتخطط شركة نيورالينك لبدء التجارب البشرية قريبًا، وتقول إن شريحتها ستكون قادرة على علاج العديد من الأمراض العصبية والنفسية، وتحسين الذاكرة والتعلم والإبداع. ولكن العديد من الخبراء والنشطاء يشككون في مدى أمان وفعالية هذه التقنية، ويحذرون من المخاطر الأخلاقية والقانونية والاجتماعية لربط الأدمغة بالكمبيوتر.
شروط تطبيق تجربة شريحة إيلون ماسك على البشر
بالرغم من الوثائق والشكوك التي تحيط بتجارب شركة نيورالينك (Neuralink) على القرود، والتي أدت إلى وفاتها وإصابتها بمضاعفات صحية، إلا أن الشركة أعلنت عن خطوة جديدة في مشروعها لربط الأدمغة بالحواسيب، وهي بدء التجارب البشرية على متطوعين من ذوي الإعاقات الحركية. وقد حصلت الشركة على موافقة رسمية من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإجراء أول دراسة سريرية لشريحتها الذكية، التي تسمى «N1 Implant».
وتهدف الدراسة، التي تحمل اسم «PRIME»، إلى اختبار كيفية استخدام الشريحة لقراءة إشارات الدماغ المتعلقة بالحركة، وتحويلها إلى أوامر للتحكم في أجهزة خارجية مثل الكمبيوتر أو الهاتف المحمول. وسوف تستخدم الشركة روبوتًا متخصصًا يسمى «Neauralink’s R1» لزرع الشريحة في منطقة محددة من الدماغ، بطريقة دقيقة وآمنة.
اقرأ أيضًا.. كل شيء عن زرع شريحة إيلون ماسك في أدمغة البشر
وتستهدف الشركة الأشخاص الذين يعانون من شلل رباعي أو تصلب ضموري جانبي، والذين يريدون تحسين حياتهم بواسطة التكنولوجيا العصبية. وللمشاركة في الدراسة، يجب أن يتوافر في المتطوعين بعض الشروط، منها:
- أن يكونوا مصابين بشلل رباعي –ضعف في الأطراف الأربعة– نتيجة لإصابة في الحبل الشوكي أو التصلب الجانبي الضموري (ALS).
- أن يكونوا قد مر عليهم سنة على الأقل منذ الإصابة دون تحسن.
- أن يكون عمرهم 22 عامًا أو أكثر.
- أن يكون لديهم مقدم رعاية موثوق وثابت.
- أن لا يكونوا يحملون أي جهاز مزروع نشط (مثل جهاز تنظيم ضربات القلب أو محفز الدماغ العميق (DBS))، أو يعانون من نوبات أو يتلقون علاجًا مغناطيسيًا عبر الجمجمة.
المشاركون في تجارب شركة نيورالينك (Neuralink) من البشر يجب أن يلتزموا بمدة زمنية طويلة، تصل إلى 6 سنوات، لاختبار فعالية وسلامة شريحة الدماغ الذكية. وتنقسم الدراسة، التي تسمى «PRIME»، إلى مرحلتين: مرحلة أولية تستمر 18 شهرًا، ومرحلة متابعة تستمر 5 سنوات.
في المرحلة الأولية، يجب على المشاركين زيارة العيادة والمنزل 9 مرات، والمشاركة في جلسات بحثية مرتين في الأسبوع على الأقل، لمدة ساعة في كل مرة، وفقًا لموقع تيسلارات. وفي هذه الجلسات، سيتم قياس أداء الشريحة في قراءة وتنفيذ نوايا الحركة من الدماغ، وفقًا لموقع تيسلارات (Teslarat).
في المرحلة الثانية، يجب على المشاركين زيارة العيادة والمنزل 20 مرة، والمتابعة مع الباحثين لمدة 5 سنوات، لمراقبة الآثار الطويلة الأمد للشريحة على الدماغ والجسم. وفي هذه المرحلة، سيتم تقييم مدى تحسن جودة حياة المشاركين بواسطة التكنولوجيا العصبية.
مخاوف من شريحة إيلون ماسك
مع بداية تلقى المرضى وبدء التجارب، طالب أعضاء مجلس النواب بضرورة التحقيق مع إيلون ماسك، بشأن مخاوف السلامة على البشر بعد حوادث القتل الرحيم للقردة.
ووقع على الرسالة التي تم إرسالها إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات، النواب: إيرل بلوميناور، وباربرا لي، وجيمس ماكجفرن، وتوني كارديناس، وفقًا لموقع بيزنس إنسايدر.
وذكر أعضاء مجلس النواب الأميركي، في رسالتهم، أن إيلون ماسك كان يعلم أن هذا البيان الخاص بنفي موت القردة كاذا، وأنه ضلل المستثمرين بشأن سلامة غرسة نيورالينك.
ولم يكن أعضاء النواب أول من يطالب بذلك؛ حيث كتبت لجنة الأطباء للطب المسؤول غير الربحية أيضًا وجهت رسالة إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات تطلب منها التحقيق مع ماسك بتهمة الاحتيال في الأوراق المالية، فهل ستكون هذه المطالب قادرة على وقف تجارب شركة نيورالينك؟