أعلن الملياردير الأميركي ايلون ماسك أن شريحة نيورالينك ستكون قادرة في المستقبل على استعادة البصر للأشخاص الذين فقدوه أو يعانون من ضعفه.
جاء هذا الإعلان ردًا على تغريدة من أب يدعى ماركوس هاوس، قال فيها إن ابنه يصارع مرضًا نادرًا يسمى ضمور الشبكية، والذي يؤدي إلى تدهور الرؤية تدريجيًا.
وأجاب ماسك على التغريدة قائلًا: «هذه ليست مواساة كافية، ولكن أعلمك ان نيورالينك تعمل على شريحة رؤية ستكون جاهزة خلال بضع سنوات».
This is not much consolation, but Neuralink is working on a vision chip, which will be ready in a few years.
That is the next area after enabling phone/computer telepathy for those who have lost their mind-body connection. We waiting for regulatory approval for our first human.
— Elon Musk (@elonmusk) November 7, 2023
وأضاف ماسك أن شريحة نيورالينك ستكون قادرة على تعويض أو تعزيز البصر بعد أن تنجز مهمتها الأولى، وهي تمكين التواصل بين العقل والهاتف أو الحاسوب للأشخاص الذين فقدوا القدرة على التحرك أو الكلام. وقال ماسك إن شركته تنتظر الموافقة التنظيمية لإجراء أول تجربة على إنسان.
شريحة نيورالينك وحياة الحيوانات والبشر
بينما تسعى شركة نيورالينك (Neuralink)، التي يملكها إيلون ماسك، إلى تحقيق رؤيتها لربط الدماغ بالتكنولوجيا، تواجه انتقادات حادة بسبب تأثيرها على الحيوانات التي تستخدمها في التجارب، والمخاطر التي قد تنطوي عليها العمليات الجراحية على البشر، وفقًا لما ذكره موقع دي كريبت.
وتشير الوثائق الصادرة عن مركز أبحاث الرئيسيات الوطني بجامعة كاليفورنيا في ديفيس، إلى أن عددًا من القرود التي خضعت لزرع شريحة نيورالينك في أدمغتها عانت من مضاعفات خطيرة بعد الجراحة.
فقد أصيب أحد القرود، المسمى «Animal 20»، بالتهاب في موضع الزرع، وحاول نزع الأسلاك المتصلة بالشريحة، مما أدى إلى نزيف وخروج جزء من الجهاز من رأسه، قبل أن تقرر الشركة إنهاء حياته.
وتدهورت حالة القردة أخرى، المسماة «Animal 15»، بعد الزرع، حيث بدأت تفقد التوازن وترتعش بشدة عند مشاهدة العاملين في المختبر، وتبين فيما بعد أنها كانت تعاني من نزيف داخلي في الدماغ، وأن الجراحة ألحقت أضرارًا بأنسجة دماغها.
وبالرغم من هذه الحالات المأساوية، نفى إيلون ماسك أن تكون هناك أي وفيات بين القرود بسبب شريحة نيورالينك، وأعلن عن خططه لإجراء أول تجاربها البشرية على مرضى يعانون من شلل أو تصلب ضموري.
اقرأ أيضًا.. كل شيء عن زرع شريحة إيلون ماسك في أدمغة البشر
وهذا الإعلان أثار قلق مجموعة من الأطباء الأمريكيين، الذين أرسلوا خطابًا إلى هيئة الأوراق المالية والبورصة (SEC)، متهمين ماسك بالاحتيال على المستثمرين بتضخيم إنجازات شركته وتجاهل معاناة الحيوانات. وطالبوا الهيئة بالتحقيق مع ماسك ووقف جميع التجارب على الحيوانات والبشر، والتركيز على تقنيات أقل تدخلاً وأكثر أمانًا للتواصل مع الدماغ.
ولكن يبدو أن شركة نيورالينك لا تلتفت إلى هذه المطالب، وتواصل تجنيد متطوعين من الأشخاص المصابين بأمراض عصبية لزرع شريحتها في أدمغتهم في الأشهر القادمة.
كيف تسير شريحة نيورالينك نحو التجارب البشرية؟
بعد أن قامت شركة نيورالينك (Neuralink)، المملوكة لإيلون ماسك، بتجربة شريحتها الذكية على مئات الحيوانات، بدأت في البحث عن متطوعين بشريين لزرعها في أدمغتهم، وفقًا لتقرير من رويترز.
وتحصلت الشركة على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإجراء أول دراسة سريرية لشريحتها، التي تسمى «N1 Implant»، في أواخر سبتمبر الماضي.
وتهدف الدراسة، التي تحمل اسم «PRIME»، إلى اختبار قدرة الشريحة على قراءة نوايا الحركة من الدماغ وتنفيذها على أجهزة خارجية مثل الكمبيوتر.
اقرأ أيضًا.. شركة نيورالينك تجمع 280 مليون دولار لزراعة الشرائح في الأدمغة
وستستخدم الشركة روبوتًا متطورًا يسمى «Neauralink’s R1» لإجراء عملية جراحية دقيقة لزرع الشريحة في منطقة الدماغ المسؤولة عن التحكم في الحركة.
وستستهدف الدراسة الأشخاص الذين يعانون من شلل رباعي أو تصلب ضموري جانبي، والذين يرغبون في تحسين جودة حياتهم بواسطة التكنولوجيا العصبية.
وقد دعت شركة نيورالينك المتطوعين للتسجيل في هذه الدراسة عبر موقعها الإلكتروني، وقالت إنها تتعاون مع شركات أخرى في هذا المجال، مثل: «أون وارد Onward»، و«سينشرون Synchron»، و«إيموتيف Emotiv»، و«كيرنال Kernal»، لتطوير واجهات الدماغ والحاسوب الأكثر تقدمًا.