لا شك في أن المجال المالي مليء بالمصطلحات الغريبة ذات التعريفات العميقة. فهل سبق وسمعت عن الفقاعات الاقتصادية؟ تمثل الفقاعة الاقتصادية الفترة الزمنية التي يشهد فيها العالم توسعًا واتساعًا اقتصاديًا ملحوظًا مدفوعًا بحماس المضاربة وارتفاع أسعار الأصول بشكل مفرط.
وغالبًا ما تتصف الفقاعات الاقتصادية بانخفاض الطلب على الأصل كالسلع أو الأسهم أو حتى العقارات، ما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع أسعارها. وكثيرة هي الأسباب التي من شأنها خلق الفقاعات الاقتصادية قد تتراوح مم سهولة الحصول على الائتمانيات، وانخفاض معدلات الفائدة وتفاؤل المستثمرين. فما هي أبرز وأضخم الفقاعات الاقتصادية التي شهدها التاريخ؟
اقرأ أيضًا.. دليلك لتعلم لغة الاقتصاد.. أبرز المصطلحات الأساسية
1- توليب مانيا Tulip Mania 1634-1637
توليب مانيا هي أبرز الفقاعات الاقتصادية التي ضربت هولندا مع بداية القرن السابع عشر وارتبطت بشكل خاص بأسعار أزهار التوليب. في ذلك الوقت، شكلت أزهار التوليب ظاهرة جديدة إذ تم النظر إليها على أنها أزهار غريبة حظيت بإعجاب كبير في أوروبا نظرًا لجمالها. ومع ارتفاع الطلب عليها، ارتفعت أسعارها بشكل كبير حتى انخفضت فجأة. وبعيد انفجار فقاعة التوليب هذه، اتضح أن أغلب المستثمرين بمن فيهم التجار الأثرياء والأرستقراطيين قد فقدوا ثرواتهم. ولكون هذه الفقاعة الأقدم تاريخيًا، غالبًا ما يتم الاستشهاد بها كتحذير بشأk مخاطر المضاربة.
2- فقاعة بحر الجنوب 1720
فقاعة بحر الجنوب هي أبرز الفقاعات الاقتصادية التي تبلورت في إنجلترا مع بداية القرن الثامن عشر. استندت هذه الظاهرة واقتبست اسمها من شركة بحر الجنوب South Sea Company التي بدورها احتكرت التجارة مع أميركا الجنوبية. ففي الواقع، ارتفعت قيمة أسهم الشركة بسرعة هائلة مثيرة بالتالي جنون الشراء بين المضاربين. وما أن انفجرت الفقاعة حتى انخفضت قيمة أسهم الشركة بشكل شرس. ونتيجة لذلك، فقد العديد من المستثمرين أموالهم وثرواتهم ما أدى إلى لمس الفقر والبطالة في أرجاء البلاد. وبالفعل، شكلت هذه الفقاعة الاقتصادية حدثًا تاريخيًا في اقتصاد إنجلترا وشكلت بدورها واحدة من أولى الأزمات المالية في التاريخ.
اقرأ أيضًا.. 7 طرق تجني بها 100 دولار في اليوم.. تعرف عليها
3- رايل رود مانيا Railroad Mania 1845-1847
وقعت فقاعة رايل رود مانيا أو هوس السكك الحديدية في أربعينيات القرن التاسع عشر وخصيصًا في الفترة التي شهدت فيها السكك الحديدية في بريطانيا العظمى نموًا لا مثيل له في التاريخ. ففي ذلك الوقت، لمس قطاع السكك الحديدية ارتفاعًا ملحوظًا في قيمة الأسهم إلى حين انفجار الفقاعة في عام 1847. حينها، تدهورت أسعار الأسهم ملحقة بالتالي أضرار جسيمة في ثروات المستثمرين وممتلكاتهم. فنظرًا لانخفاض الطلب على أسهم السكك الحديدية، انخفض الإنفاق من قبل المستهلكين ما ألحق الضرر بالاقتصاد ككل. وفي السنوات التي تلت هذه الأزمة، انخفض الاستثمار القائم على المضاربة ما أدى فعليًا إلى انخفاض ثقة سوق الأسهم بشكل عام.
4- انهيار سوق الأسهم 1929
لا شك في أن انهيار سوق الأسهم عام 1929 شكل نقطة تحول في العالم الاقتصادي أجمع. ففي 29 تشرين الأول/أكتوبر 1929، انفجرت فقاعة سوق الأسهم التي استمرت لأكثر من عقد وتضخمت نتيجة أسباب وعوامل عديدة. أدى انفجار هذه الفقاعة إلى اندلاع سوق الأسهم وألحق خسائر مالية لا تعد ولا تحصى في صفوف المعنيين. وبالفعل شهد العالم ارتفاعًا في معدلات البطالة وذاق طعم الفقر ولمس فشل البنوك وانخفاض أسعار المحاصيل.
اقرأ أيضًا.. تأثير كانتيلون.. كيف نفهم أزمة البنوك في الولايات المتحدة؟
5- فقاعة دوت كوم 1995-2000
أبصرت فقاعة دوت كوم النور في أواخر التسعينات وأوائل القرن الـ21. ولم تكن هذه الأخيرة إلا وليدة الاتساع الكبير والهائل للإنترنت ولشركات الدوت كوم مثل إي باي eBay وغوغل Google وأمازون Amazon وغيرها من المؤسسات الناشئة آنذاك. وبالفعل شكلت مضاربات أسهم هذه الشركات المحرك الأساسي والفعلي للفقاعة. وما أن انفجرت في عام 2000 حتى لمس الأفراد خسائر بالملايين. وفي الحقيقة، أثرت هذه الفقاعة بشكل جذري على الاقتصاد العالمي وكان لها دورًا جذريًا في الركود الاقتصادي الذي حصل أوائل العقد الأول من القرن نفسه.